من سيكون رئيس إيران القادم؟ ومن سيدعم خامنئي؟

من سيكون رئيس إيران القادم؟ ومن سيدعم خامنئي؟


29/08/2020

اتخذ عدد من المراقبين تصريحات المرشد الأعلى علي خامنئي، التي قال فيها إنه يجب على المرشح للرئاسة المقبلة أن يكون شخصية" ثورية وفتية"، مؤشراً على ملامح الحكومة المقبلة وعلى أنه سيكون شخصية متشددة.

ونشر العديد من وسائل الإعلام الإيرانية قوائم المرشحين المحافظين لانتخابات 18 حزيران (يونيو) 2021 من بين السياسيين المخضرمين الذين شغلوا مناصب عليا، بالإضافة إلى المحافظين الجدد الشباب الذين دخلوا البرلمان الإيراني مؤخراً في أيار (مايو) الماضي 2020، وفق ما ترجمت العربية.

 

علي خامنئي: يجب أن تكون شخصية المرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة "ثورية وفتية"

وكان عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني أحمد توكلي قد كشف أنّ بعض المسؤولين في الدولة الذين تمّ تعيينهم من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي ويحظون بدعمه ينوون الترشح للانتخابات الرئاسية العام المقبل.

وقال توكلي: إنّ "بعض الوقائع تؤكد أنّ بعض المديرين التنفيذيين المعينين من قبل المرشد الأعلى قد يترشحون لانتخابات الرئاسة العام المقبل، لكنّ هذا الأمر له عيبان رئيسيان، أولاً: هذا يمنحهم امتيازات غير عادلة، وثانياً: سيتم اتهام المرشد بالتحيز".

 واقترح توكلي على مكتب المرشد الأعلى إعطاء هؤلاء الأشخاص الفرصة للاستقالة من مناصبهم بحلول نهاية أيلول (سبتمبر)، ثم يترشحون أو أنهم يعلنون رسمياً عن عدم نيتهم خوض الانتخابات الرئاسية".

أمّا المرشحون المحتملون للرئاسة، الذين تحدث عنهم توكلي، فقد كشفت وسائل إعلام مختلفة عن أسماء أهمهم، وهم كل من: مهرداد بذرباش، الذي انتخبه البرلمان وبدعم من المتشددين قبل حوالي أسبوعين رئيساً لديوان الرقابة المالية، وهو أعلى هيئة رقابية حكومية، حيث حظي بتأييد أكثر من 150 نائباً، معظمهم من المنتمين إلى جبهة "الصمود (بايداري)" المتشددة.

وسائل إعلام إيرانية تكشف أسماء المرشحين المحتملين للانتخابات وتسلط الضوء على تشددهم وقربهم من خامنئي

وكان بذرباش مرشحاً في الانتخابات الرئاسية لعام 2017 ولكن بطريقة غريبة، فاته الموعد النهائي لتسجيل ترشيحه في وزارة الداخلية. وأشار العديد من التقارير الإعلامية إلى أنه سيكون مرشح الجبهة للانتخابات الرئاسية لعام 2021.

ويرى مراقبون أنّ بذرباش مثال لرئيس "ثوري شاب" وفق المواصفات التي حددها المرشد الأعلى علي خامنئي في خطبة سابقة له للرئيس القادم.

ومن المرشحين أيضاً الرئيس السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عزت الله ضرغامي، وهو شخصية سياسية وعسكرية من الحرس الثوري، تقدم نفسها كمرشح منذ فترة طويلة.

 وعلى الرغم من تاريخه المؤيد لقمع الاحتجاجات الشعبية في إيران وتصنيفه ضمن قائمة منتهكي حقوق الإنسان، يقدّم ضرغامي نفسه حالياً مدافعاً عن الحريات المدنية والنساء والشباب بطريقة لم يفعلها أبداً عندما كان وزيراً للثقافة، ولاحقاً رئيساً لهيئة الإذاعة والتلفزيون لـ10 أعوام.

ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، الذي كان مرشحاً أيضاً في الجولة السابقة من الانتخابات الرئاسية في عام 2017. وعلى الرغم من أنّ قاليباف لم يخفِ طموحه حول الترشح مستقبلاً، لكن من غير المرجح أن يسمح له البرلمان وحتى خامنئي بالترشح للرئاسة، كونه رئيس إحدى السلطات الثلاث للحكومة.

ومن المرشحين أيضاً مساعد الرئيس الإيراني للشؤون العلمية سورنا ستاري، الذي يروّج لنظرية "الاقتصاد المقاوم" التي يتحدث عنها خامنئي، ويدعو إلى اقتصاد قائم على المعرفة والإبداع والابتكار بدل الاعتماد على النفط.

ومن أهم المرشحين برويز فتاح، رئيس مؤسسة "المستضعفين" الإغاثية التي تعتبر من أهم المؤسسات المالية العملاقة المعفاة من الضرائب التابعة مباشرة للمرشد الأعلى الإيراني.

 وبدأ فتاح أنشطته خلال الآونة الأخيرة أثناء تجواله للإشراف على المشاريع الاقتصادية، مصوراً نفسه على أنه شخص مقرّب من قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

بالإضافة إلى النائب السابق في البرلمان الإيراني عن التيار الأصولي المتشدد علي رضا زاكاني، الذي لاحق قضايا الفساد في مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، واصفاً إياه في تصريحات شهيرة بأنه "وكر لشبكة فساد" يديرها شقيق الرئيس حسين فريدون.

هناك نقاش أقلّ في وسائل الإعلام الإيرانية حول المرشحين المحتملين من الإصلاحيين للترشح للرئاسة في عام 2021، على عكس المعسكر المحافظ الذي تشعب إلى ما لا يقل عن 4 مجموعات مختلفة.

أمّا المعسكر الإصلاحي الذي كان يتمتع بشعبية في إيران خلال العقدين الماضيين، فهناك حزبان رئيسيان هما "كوادر البناء" الذي أسسه الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني، وحزب "الاعتدال والتنمية"، ويشغل عناصرهما مناصب تنفيذية مهمّة في حكومة روحاني.

أمّا الحزب الإصلاحي التقليدي "الأمّة الإيرانية (ملت إيران)" فهو من بقايا حزب المشاركة وحزب الثقة الوطنية، غير منخرط بشكل مباشر في الحكومة، وقد تمّ رفض مرشحيه خلال الانتخابات السابقة.

وقال المتحدث باسم "كوادر البناء" حسين مرعشي في مقابلة بمنتصف آب (أغسطس) الجاري مع وكالة أنباء العمل الإيرانية (إيلنا): إنّ الحزب لديه خطط للانتخابات الرئاسية لكنه لم يذكر أيّ مرشح.

ومع ذلك، فإنّ السياسيين المقربين من الحزب قد تحدثوا عن محسن هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس مدينة طهران وابن الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني، كشخص يرغب في الترشح للرئاسة في عام 2021.

هناك حديث أيضاً عن احتمال ترشيح نائب الرئيس الحالي إسحاق جهانغيري، الذي يتمتع بعلاقة جيدة مع المرشد الإيراني على الرغم من اتهامات بالفساد وجهت إليه خلال السنوات الماضية.

شخصية إصلاحية أخرى قد تترشح، وهو نائب الرئيس السابق محمد رضا عارف، الذي استقال مؤخراً من منصبه كرئيس لمجلس السياسات في التيار الإصلاحي، بعد انتقادات لأدائه عندما كان نائباً في البرلمان السابق الذي كان يهيمن عليه الإصلاحيون.

وكان موقع "اقتصاد نيوز" قد تحدث عن احتمال ترشيح كل من محمود أحمدي نجاد، ورئيس البرلمان السابق علي لاريجاني كمرشحين محتملين لانتخابات عام 2021.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية