مشهد سياسي بالغ التعقيد، سمته الأساسية هي التيه والفوضى، هو مناخ سياسي تفضله جماعة الإخوان المسلمين لإعادة ترتيب أوراقها والعودة مجدداً إلى تصدّره، فقد رصدت لجنة "تفكيك نظام الثلاثين من حزيران (يونيو) 1989 واسترداد الأموال العامة المجمدة" محاولات الجماعة، المصنفة إرهابية في بعض الدول، تسجيل منظمات حزب عمر البشير "المؤتمر"، التي تم حلها بعد الإطاحة بالبشير في 2019.
وقد جمّد الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، الذي يرجح كثيرون انتماءه لجماعة الإخوان المسلمين، عمل اللجنة، نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ضمن عدة قرارات يُنظر إليها على أنّها تصبّ في صالح عودة قيادات نظام البشير، ولا سيّما بعد إعادته قيادات الصف الثاني إلى الحكومة، وفتح المجال السياسي والاقتصادي أمام التنظيم المحظور عن العمل السياسي لـ(10) أعوام، على حدّ قول موقع "كيوبوست".
رصدت لجنة "تفكيك نظام الثلاثين من حزيران 1989 " محاولات الجماعة، المصنفة إرهابية في بعض الدول، تسجيل منظمات حزب عمر البشير
ونقل موقع "السودان اليوم" عن لجنة تفكيك نظام البشير اتهامها في بيان مفوضية العون الإنساني، التي يديرها أحد منسوبي حركة العدل والمساواة، بإعادة تسجيل (23) منظمة تمّ حلّها في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 لمخالفتها لعدد من المواد المتعلقة بقانون تنظيم العمل الطوعي والإنساني لعام 2006، ولائحة تنظيم المنظمات الوطنية والأجنبية ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية لعام 2013.
وأشارت إلى أنّ أبرز المخالفات تتمثل في إجراءات تسجيل المنظمات محلّ القرار، ووجود مخالفات في استقطاب وتلقي المنح من الجهات الأجنبية ووجود مخالفات في الاتفاقيات الفنية لهذه المنظمات والمقرّرة بموجب اللوائح، موضحة أنّ إعادة تسجيل هذه المنظمات يؤكّد أنّ سلطة الانقلاب قد أخذت قرارها بإعادة عقارب الساعة (3) عقود إلى الوراء.
لجنة تفكيك نظام البشير اتهمت مفوضية العون الإنساني بإعادة تسجيل (23) منظمة تمّ حلّها في نهاية تشرين الثاني 2019
ومنذ الإطاحة بعمر البشير وحزبه الإخواني "المؤتمر الوطني" في 2019، دأبت جماعة الإخوان المسلمين على البحث عن تمكّنها من خلع عباءة نظام البشير، تارة عبر تأسيس حزب سياسي جديد، وأخرى عبر "التيار الإسلامي العريض". وتحاول الجماعة التعتيم على أعمال عنف سابقة تورط فيها أعضاؤها بالتعاون مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقاً، وهدفت إلى خلق فوضى في الشارع لإزاحة حكومة عبد الله حمدوك وتيارات مدنية كانت داعمة له، على يد البرهان.
ومنذ تشرين الأول (أكتوبر) 2021 حتى الآن، عاد الإخوان المسلمون إلى الساحة السياسية بقوة عبر واجهات جديدة؛ أهمها "التيار الإسلامي العريض"، ويضم التيار الإسلامي العريض نحو (10) فصائل، تنتمي معظمها إلى تيار الإخوان، ويدين بعضها بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
ومن بين التنظيمات المنضوية تحت "التيار الإسلامي العريض" التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة الإخوان المسلمين فرع السودان، ومنبر السلام العادل، والحركة الإسلامية السودانية، وهي إحدى واجهات المؤتمر الوطني المنحل، فضلاً عن تيار النهضة، وضمّ الحلف الجديد حزب دولة القانون والتنمية الذي يرأسه المتشدد محمد علي الجزولي، المعروف بولائه لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي، وأفرج عنه مؤخراً، وحركة الإصلاح الآن، وحزب التحرير والعدالة، وفقاً لـ"سودان تريبيون".