5 مؤشرات على مواجهة فكر جماعة الإخوان المسلمين في السعودية

الإخوان المسلمون

5 مؤشرات على مواجهة فكر جماعة الإخوان المسلمين في السعودية


24/09/2018

لا تبدو الخطوات الرسمية السعودية ضد جماعة "الإخوان المسلمين" خطوات فردية متناثرة؛ فالمراقب للأشهر الثلاثة الأخيرة، على الأقل، يلحظ عملاً مؤسسياً متكاملاً لمحاصرة تغلغل "الإخوان" في المدارس والجامعات والمؤسسة الدينية في المملكة. وترى الرياض أنّها أنجزت عملاً مهمّاً في هذا الإطار، تكامل وتوازى مع جهودها في الإشراف الصارم على القطاع المصرفي، والتشديد على تنظيم القطاع الخيري، وزيادة العقوبات على تمويل الإرهاب.

وقد أقرّ التقرير السنوي حول مكافحة الإرهاب الصادر مؤخراً عن وزارة الخارجية الأمريكية بأنّ السلطات السعودية تحركت من أجل منع جمع التبرعات عبر وسائل التواصل الاجتماعية المتعلقة بأفراد أو كيانات يُشك بعلاقاتها مع مجموعات إرهابية.

محاصرة قلّة قليلة من المدرسين

وقد أكد وزير التعليم السعودي، الدكتور أحمد العيسى، الخميس الماضي، أهمية مواجهة فكر تنظيم "الإخوان" في التعليم بالمملكة، قائلاً إن وزارته تحاصر فئة قليلة من المدرسين الذين يحاولون تحويل الأنشطة الطلابية إلى منصة لتسويق أفكار "الإخوان". وأضاف العيسى، أن المناهج الدراسية السعودية، بشكل عام، تخلو من أي إشكالات فكرية، مؤكداً أن وزارته مهتمَّة بالتأصيل الشرعي في المناهج.

ربطت المؤسسة الأمنية السعودية بين فكر الإخوان والخمينية كمهددَيْن أساسييْن في العقيدة الأمنية السعودية الجديدة

وتابع العيسى، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" الجمعة الماضي، أن المناهج الموجودة تحمل قِيَم المجتمع السعودي، وتتوافق مع سياسة البلاد وثوابتها، مشيداً بالاهتمام بالتزام المعلمين بالمنظومة التعليمية، للتوجهات والسياسات. جاء ذلك على هامش مؤتمر صحافي للحديث عن تطوير المناهج الدراسية، عقده العيسى الخميس بمقر الوزارة بالرياض، مؤكداً أن المستقبل سيشهد تطوراً آخر في المنهج، خصوصاً في المحتوى العلمي، مشيراً إلى أنه من خلال المنهج الدراسي، يتم عكس مضامين "رؤية 2030" في محتوى المنهج بما يتعلق بتوجهات الاقتصاد وملامح المستقبل. ونوّه العيسى بأنّ العملية التعليمية في السعودية ليست قائمة على الكتاب فقط، مشيراً إلى أنّ وزارته تطمح لإلغاء الكتاب المدرسي المطبوع وتوفير مصادر المعرفة الإلكترونية للطلاب والمدرسين.

توجّه مؤسسي لمحاصرة الفكر الإخواني

ولعلّ من المؤشرات المتزايدة على أنّ محاربة فكر جماعة "الإخوان" في السعودية باتت توجهاً مؤسسياً للدولة السعودية وليس مجرد موقف عابر، اتخاذ الرياض جملة من المواقف والقرارات التصعيدية ضد الجماعة، خلال الأسابيع الماضية؛ ومن ذلك:

(1) ذكر رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية د. سليمان أبا الخيل، في تصريحات في برنامج "الراصد"، الذي تم بثه على قناة "الإخبارية" السعودية بتاريخ 31 تموز (يوليو)، أنّ عناصر جماعة "الإخوان المسلمين" يوظفون التعليم لخدمة أهدافهم التنظيمية. وأوضح أبا الخيل، عضو هيئة كبار العلماء، بأنّ تنظيم "الإخوان" ركز على التعليم بخاصةً وألحقه وربطه بالدعوة والإرشاد؛ وذلك من أجل الوصول إلى تحقيق أهدافهم السياسية الدنيوية.

اقرأ أيضاً: السعودية: جماعة الإخوان المسلمين "نبتة شر" في الإسلام

(2) تمّ حظر التعامل مع جمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتية باعتبارها تابعة لجماعة "الإخوان"، وقد قامت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية السعودية، استناداً إلى توجيه ملكي، بإصدار تعميم يحذّر الجمعيات الخيرية والمؤسسات الأهلية ولجان التنمية الاجتماعية الأهلية في السعودية، من التعامل مع الجمعية الكويتية، بوصف الأخيرة مرتبطة بجماعة مصنّفة إرهابية في السعودية.

(3) أنهت السعودية المرحلة التي كانت فيها جماعة "الإخوان" تتخذ من فريضة الحج موسماً لاجتماع دوري سنوي لقيادات "الإخوان" عبر العالم، دأبت تلك القيادات على عدم تفويته منذ عهد مؤسس الجماعة حسن البنا. هذا الأمر تغيّر في موسم الحج العام 2018؛ وذلك عبر اتهام وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي، د. عبد اللطيف آل الشيخ، جماعة "الإخوان"، من المشاعر المقدسة، بأنها "أشر فتنة أضرت بالإسلام والمسلمين"، وحمّلهم مسؤولية ما سمّاه "الخراب والدمار الذي حدث في بعض الدول المجاورة". وخلال مؤتمر صحفي بمسجد الخيف بمنى في 16 آب (أغسطس) العام 2018  قال آل الشيخ: "الإخوان حاولوا الدخول إلى المملكة لإشعال الفتنة، لكنّ الله سلّم".

اقرأ أيضاً: كيف تسعى السعودية للتحرر من اختطاف "الإخوان" المناهج الدينية؟

وأضاف: "عانينا في فترة ماضية من تسلّح بعض أدعياء الدعوة الذين استولوا على المنابر في بعض الأماكن، ومرّروا أفكاراً متطرفة، وكذلك الطرح المتطرف المنافي للكتاب والسنة، حتى أصبحت المنابر ميدان من لا ميدان له، فأصبحوا يتسابقون على تهييج الناس وإلحاق الضرر بهم". وأردف قائلاً: "الدفاع عن هذه البلاد فرض عين على كل مسلم"، لافتاً النظر إلى أن وزارته "متجهة إلى إدخال التقنية لضبط المنابر من الأفكار المتطرفة، ومتابعة أي تقصير". وهو ما يشير الى دخول العاملين الأمني والتقني لضبط النشطاء الحركيين من "الإخوان" وغيرهم في المملكة.  وبعد أسبوع من مؤتمره الصحفي بثّت صفحة وزارة الشؤون الإسلامية السعودية على موقع "تويتر"، وتحديداً في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، مقطعاً لآل الشيخ يؤكد فيه أن "الإخوان" يريدون "إهلاك الدولة"، وأنهم "باسم الدين يسببون المآسي"، على حدّ قوله.

  "الإخوان" والعقيدة الأمنية السعودية

(4) وفي إطار مأسسة التوجه السعودي حيال "الإخوان"، ربطت المؤسسة الأمنية السعودية بين فكر "الإخوان" والخمينية كمهددَيْن أساسييْن في العقيدة الأمنية السعودية الجديدة. ففي 25 تموز (يوليو) العام 2018، وخلال محاضرة علنية للمتحدث باسم رئاسة أمن الدولة السعودي، اللواء بسام عطية، بعنوان "تاريخ الإرهاب في المملكة ودور الأمن الصناعي في مواجهة مخاطره" قال عطية إن الإرهاب المعاصر الذي تعيشه المنطقة العربية هو نتاج أيديولوجيات متفرقة على رأسها الخمينية والإخوانية، مؤكداً أن "الإرهاب دائماً ذو باعث أيديولوجي".

منصات التأطير والتجنيد

(5) يعتبر قرار وزير التعليم السعودي، أحمد العيسى، إنشاء "مركز الوعي الفكري" بوزارة التعليم ونقل جميع برامج وأنشطة التوعية الفكرية بما فيها إدارة التوعية الإسلامية، اعتباراً من 12 تموز (يوليو) العام  2018.  ومن الجدير ذكره أن مسؤولي وزارة التعليم السعودية يعتبرون اليوم أن إدارة التوعية الإسلامية كانت من أهم المنصات بوزارة التعليم السعودية، التي استخدمتها جماعة "الإخوان المسلمين" في التأطير والتأثير والتجنيد؛، منذ أن أسسها في بداية سبعينيات القرن الماضي القيادي الإخواني السعودي حمود الصليفيح. والمعروف أن الأخير  كان يمثل تنظيم "الإخوان" السعوديين في مجلس الإرشاد بمصر، واستمرّ في القيام بدوره هذا إلى أن توفي في العام 2006 .

اقرأ أيضاً: السعودية والإخوان المسلمون في اليمن

الصفحة الرئيسية