تركيا واللعب بورقة اللاجئين الأفغان

تركيا واللعب بورقة اللاجئين الأفغان


22/08/2021

مع تفجر الأزمة الأفغانية وبدء حملة عالمية لإجلاء طالبي اللجوء والفئات الضعيفة من الأفغان دخلت تركيا على خط الأزمة من زوايا متعددة ومنها ورقة اللاجئين من منطلق الخبرة التركية المتراكمة في استخدام ملف اللاجئين كورقة للابتزاز والضغط على المجتمع الدولي.

واذا كان تدفقا محتملا للاجئين الافغان عبر الحدود التركية الإيرانية هو احدى القضايا التي تقول انقرة انها احتاطت لها وسف تمنعها فإن جدلا داخليا متصاعداما بين الحكومة والمعارضة صار هو حديث الساعة.

الرئيس التركي قال إن تركيا تستضيف حاليًا حوالي 300 ألف لاجئ من أفغانستان وليس 1.5 مليون كما تقول أحزاب المعارضة سابقًا ، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.

وأضاف اردوغان انه يوجد حاليًا 300 ألف لاجئ أفغاني في تركيا، مسجلين وغير مسجلين. لسوء الحظ، الأرقام التي يدعيها كل من حزب المعارضة الرئيسي وحزب معارض آخر هي أكاذيب.

وأضاف أردوغان: "إنهم ما زالوا يتحدثون عن صفقة لاجئين، على الرغم من نفي الولايات المتحدة المزاعم"، في إشارة إلى ما  أدلى به زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو في وقت سابق في أغسطس بأن أردوغان دخل في صفقة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال اجتماعهما الأول في يونيو للسماح لمليون أفغاني بدخول تركيا.

السفارة الأمريكية في تركيا ردت على تلك المزاعم في تغريدة  قالت فيها أن "المزاعم بشأن" اتفاق "أو" صفقة "بين الرئيس بايدن والرئيس أردوغان فيما يتعلق باللاجئين الأفغان أو المهاجرين هي بلا أساس على الإطلاق".

تواجه تركيا، التي تستضيف حوالي 3.6 مليون لاجئ سوري مسجل، حاليًا عددًا متزايدًا من المواطنين الأفغان الذين يحاولون دخول البلاد عبر إيران بعد سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول الأسبوع الماضي. وتشير التقديرات إلى وصول ما بين 500 و 1000 أفغاني إلى تركيا يوميًا منذ أوائل يوليو، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام التركية.

وكان  كيليجدار أوغلو قد انتقد تصريحات أردوغان بشأن الموجة المتزايدة من المهاجرين الأفغان الذين يصلون إلى البلاد لكونها متناقضة"

في أحد البرامج التلفزيونية قال كليجدار اوغلو،" سنقبل اللاجئين، إنها مسألة مبدأ "؛ بعد نصف ساعة تقول، "نحن نبني جدارًا على الحدود الإيرانية لصد المهاجرين غير الشرعيين." تصريحاتك غير متطابقة. وكان ذلك ما قاله زعيم حزب الشعب الجمهوري مخاطبًا أردوغان: "أنت لا تعرف ما الذي تتحدث عنه".

واضاف كليجدار اوغلو دعونا نسأل شعبنا عما إذا كان اللاجئون الأفغان يتدفقون على البلاد أم لا. وأضاف كيليجدار أوغلو، مكرراً دعوته لإجراء انتخابات مبكرة، لأن الانتخابات العامة المقبلة ليس من المقرر عقدها حتى عام 2023.

باختصار، لقد أصبحت مشكلة بقاء هذا البلد، مرتبطة بعقدة أردوغان. قال زعيم حزب الشعب الجمهوري: "لقد عرّضتم الهيكل الديموغرافي لهذا البلد للخطر علنًا" ، مضيفًا أن الناس لا يستطيعون نقل آرائهم الحقيقية إلى أردوغان لأنه يرفض إجراء انتخابات مبكرة. وأضاف: "لكن ذلك اليوم سيأتي، وسوف ترى، وستواجه الواقع".

ووفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة تركية مؤخرًا، تعارض الغالبية العظمى من الأتراك قبول المزيد من اللاجئين وسط أزمة أفغانستان، حيث أيد 9.1٪ فقط من المشاركين فكرة قبول تركيا لاجئين جدد.

وقال أردوغان في مقابلة تلفزيونية مع شبكة 'سي ان ان-ترك"، إنّ "التطورات الأخيرة ووضع الشعب الأفغاني يثيران قلقا بالغا"، مضيفا وسط إشارته إلى جهود المسؤولين الأتراك لإجراء محادثات مع طالبان، "يمكن أن أستقبل زعميها في الفترة المقبلة".

في المقابل تدعي انقرة انها تكافح، في ظل العبء الاقتصادي والاجتماعي للاجئين، بينما من ناحية أخرى، تقول انها عالقة في زاوية الخطاب الشعبوي وأفعال كتلة المعارضة التي يدعي الحزب الحاكم انه ينكفها في موضوع سياسات المهاجرين.

تلعب حكومة العدالة والتنمية بعدة اوراق منها مواقف المعارضة التي تقول انها مضادة  للاجانب ويعرض رئيس بلدية بولو، وهي مدينة تقع في شمال غرب تركيا، وهو من حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي وهو حزب يساري ، بيع الضروريات الأساسية مثل المياه "للأجانب" في المدينة. بتكلفة عشرة أضعاف السعر العادي.

وبذلك تهيئ حكومة العدالة والتنمية شتى الاجواء السلبية في مواجهة اللاجئين لا لشيء سوى اللعب بورقة الابتزاز.

وأعلن الرئيس التركي الشهر الماضي أنّ تركيا ستجري محادثات مع حركة طالبان كجزء من مفاوضات السلام، مضيفا "لماذا؟ لأننا إذا لم نتمكن من إرساء هذا التواصل على مستوى عال، فلن يكون ممكنا هذه المرة توفير السلام في أفغانستان".

الوضع المتعلق باللاجئين الافغان تستعد أنقرة لإضافتهم الى ما يقرب من 5 ملايين لاجئ سوري.

عن "أحوال" تركية

الصفحة الرئيسية