جرائم وفظائع وتصفيات في السودان... بهذه الطريقة يحاول الإخوان القضاء على خصومهم السياسيين

جرائم وفظائع وتصفيات في السودان... بهذه الطريقة يحاول الإخوان القضاء على خصومهم السياسيين

جرائم وفظائع وتصفيات في السودان... بهذه الطريقة يحاول الإخوان القضاء على خصومهم السياسيين


03/04/2025

أججت التصفيات التي شهدتها معظم مناطق السودان على يد الجيش والميليشيات المتحالفة معه خاصة التابعة للحركة الإسلامية، ولا سيّما في العاصمة الخرطوم، أججت المخاوف من تفاقم الخسائر البشرية للحرب الحالية التي اندلعت في منتصف نيسان (أبريل) 2023، والتي أدت حتى الآن إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد (15) مليونًا من مناطقهم.

وبحسب مراقبين فإنّ الجهات التي تخطط لارتكاب هذه التصفيات عملت على تهيئة المسرح الإعلامي بالشكل الذي يجعل منها أعمالًا مقبولة، بحجة أنّها تستهدف متعاونين مع من ارتكبوا انتهاكات في حق السكان المحليين، وفق موقع (الراكوبة).

ويتهم المراقبون تنظيم الإخوان بإشعال الحرب من أجل القضاء على خصومه السياسيين، ومعاقبة كل من شارك في إسقاط نظام حكمه بزعامة عمر البشير عام 2019، وكل الرافضين للحرب.

في حين طالت معظم التصفيات أشخاصًا على أساس جهوي، تعرّض الكثيرون للقتل والذبح بسبب مشاركتهم في الحراك الشعبي الذي أطاح بنظام الإخوان الذي حكم السودان الذي حكم البلاد في الفترة ما بين 1989 حتى سقوطه في نيسان (أبريل) 2019، إضافة إلى ناشطين في مجال العمل العام، كما طالت العديد من الذين لم يغادروا بيوتهم بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مناطقهم في وقت سابق.

وفي هذا السياق، ترى المحامية حنان حسن أنّ الذنب الوحيد لمعظم من ارتكبت ضدهم هذه الانتهاكات هو أنّهم قرروا البقاء في بيوتهم بعد اندلاع القتال أو الرافضين للحرب، أو الذين اختاروا ألّا يكونوا تبعًا لأيّ طرف من طرفي القتال.

وتشير الكاتبة الصحفية رشا عوض إلى أنّ التصفيات الأخيرة تؤكد أنّ الهدف من الحرب هو تجريف البلاد من أيّ صوت معارض أو حتى مستقل، ومعاقبة أيّ شخص متعاطف مع الثورة.

 الكاتبة الصحفية: رشا عوض

وتتوقع رشا عوض أن تقدم الكتائب المتطرفة على تنفيذ المزيد من التصفيات على أساس الانتماء القبلي؛ من أجل إثارة ردود فعل انتقامية لإعلاء نبرة الكراهية والمطالبة بالانفصال، لتمهد بالتالي الطريق للتنظيم لحكم ما يتبقى من أراضي البلاد.

ويحمّل البعض الخطاب الرسمي مسؤولية انتشار خطاب الكراهية والتسبب في إشعال التصفيات.

وبالتزامن مع حملات إعلامية واسعة تقودها مجموعات متطرفة تقاتل مع الجيش السوداني، انتشر في وسائط التواصل الاجتماعي عدد من مقاطع الفيديو التي يحرض فيها ضباط كبار في الجيش والشرطة على قتل كل من يشتبه به، ممّا أثار جدلًا كبيًرا حول ارتباط الانتهاكات المرتكبة حاليًا بخطاب رسمي.

وينبّه المحامي معز حضرة إلى أنّ عمليات التصفيات الحالية تنطلق من خطاب تتبنّاه جهات يناط بها تطبيق القانون، وهو ما يؤكده عدد من الأدلة المثبتة، ومن بينها مقطع فيديو يظهر فيه ضابط كبير في الشرطة السودانية وهو يطالب سكان إحدى مدن ولاية نهر النيل بقتل كل من يتم الاشتباه فيه.

وقال حضرة لموقع (سكاي نيوز عربية): "هنالك العديد من الأدلة المتوافرة التي يمكن أن تشكل بينات قوية على التحريض الذي شجع على ارتكاب التصفيات الجارية حاليًا، والتي تندرج تحت طائلة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يعاقب عليها القانون الدولي والمحلي بأقصى العقوبات".

رشا عوض تتوقع أن تقدم الكتائب المتطرفة على تنفيذ المزيد من التصفيات على أساس الانتماء القبلي من أجل إثارة ردود فعل انتقامية لإعلاء نبرة الكراهية.

وفي سياق متصل قال السياسي السوداني صلاح شعيب في مقالة نشرها عبر صحيفة (التغيير) تحت عنوان "دواعش الإخوان يستبيحون مناطق سيطرتهم"، قال: "في هذه الأيام يواجه كثير من المواطنين العزّل عموماً، وأبناء غرب السودان خصوصاً، وأعضاء لجان المقاومة، وبعض المشرفين على التكايا في البلاد، حملات اغتيال ممنهجة على الطريقة الداعشية، والتي يوثقها القتلة أنفسهم بلا خوف أو وجل من سلطات قانونية محلية أو دولية".

وأضاف: أصدرت "مجموعة محامو الطوارئ" بيانًا جاء فيه أنّها "وثقت مقاطع فيديو تصفيات ميدانية نفذها أفراد من الجيش السوداني إلى جانب المجموعات التي تقاتل معه، خاصة التابعة للحركة الإسلامية، بحق أسرى ومدنيين في أحياء محلية الخرطوم وجبل أولياء، بما في ذلك بري، الجريف غرب، الصحافات، مايو، الأزهري، الكلاكلات."

وتابع شعيب: "إنّ الذي يجري في المناطق التي يسيطر عليها جيش الحركة الإسلامية سيطال آجلا أو عاجلاً كل الأفراد الذين ينتمون إلى القوى الحزبية التي شاركت في إسقاط المؤتمر الوطني المنحل، خصوصاً بعد أن صدرت تهديدات موثقة ضد المنتمين لهذه القوى، والتي تم دمغها بأنّها حاضنة لقوات الدعم السريع. ومن ناحية أخرى يمثل الانتقام من الثوار المعروفين الذين أطاحوا بالحزب المشروع الأساسي لدواعش الحركة الإسلامية الذين وجدوا الفرصة مواتية لاستباحة دماء هؤلاء الأبرياء".

 السياسي السوداني: صلاح شعيب

وقال شعيب: "بعد انسحاب قوات الدعم السريع من مدينة الخرطوم، وبحري، واصل دواعش المؤتمر الوطني ومؤيدو حربه ما بدؤوه في الجزيرة من قتل المواطنين بالطرق الوحشية كافة. فبعد أن نكلوا بمن سمّوهم المواطنين المتعاونين، ولجان المقاومة، وسكان الكنابي، جاءت حصة أجزاء من العاصمة المثلثة. وبين كل يوم وآخر تخرج لنا الميديا الحديثة أصنافاً من الفيديوهات البشعة التي تصور شباباً لا حول لهم ولا قوة، وهم يساقون إلى حتفهم بلا أيّ ادعاء قانوني أو محاكمة أمام قضاء نزيه. وكل هذا يحدث تحت سمع، ومرأى، سلطة بورتسودان التي لا تحرك ساكناً لإدانة هذا الفعل، حتى شجعت مباركتها للقتل خارج مظلة القانون حدوث المزيد من الانتهاكات التي تروع النفس السوية.

وأوضح السياسي السوداني في مقالته: "لقد تاجر إعلام الحركة الإسلامية بدماء أبناء الجزيرة الذين واجهوا التنكيل تحت قيادة كيكل الذي صار بطلًا قوميًا. ولكنّ هذا الإعلام الخادع يمارس الآن البيات الشتوي، فلا عينه رأت، ولا أذنه سمعت. وهذا هو الإسلام السياسي في نسخته الحقيقية حيث لا يحكمه أيّ وازع ديني، أو موقف أخلاقي. والحقيقة أنّ وزر استدراج قوات الدعم السريع إلى الجزيرة يتحمل مسؤوليته الكبرى جيش الحركة الإسلامية بقيادة البرهان الذي قال إنّه كان على تواصل مع كيكل، وقاعدته القبلية، لتوريط قوات الدعم السريع في الانتهاكات التي سارت بها الركبان حين صدرت أوامر البرهان بالانسحاب من الجزيرة.

وختم مقالته بالقول: "لقد مللنا القول من قبل إنّ هذه الحرب لا تستهدف فقط قوات الدعم السريع، وإنّما في جوهرها تستهدف عرقلة انتقال ثورة كانون الأول (ديسمبر)، والقضاء عليها، حتى يتيسر للمؤتمر الوطني استرداد كامل نظامه. إذ هو لم يكتفِ بوجوده كدولة عميقة تهاونت قوى الحرية والتغيير في التخلص من رموزها، ولذلك أراد الحزب المنحل تدبير مكيدة الحرب بعد أن فشل في تحقيق أمانيه بعد انقلاب 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2021، وها هي دواعش الحركة الإسلامية تنكل هذه الأيام بشرفاء ثورة كانون الأول (ديسمبر) في الجزيرة، ومناطق واسعة من الخرطوم. وقد وقفنا على الأنباء المتداولة عن تصفيات لحقت نحو (20 أو 30) من نشطاء منطقة بري ليلحقوا بمصير أعضاء مقاومة الحلفايا الـ (70) الذين تداولت الأنباء خبر ذبحهم على أيدي دواعش الحركة الإسلامية.

وأكد شعيب  أنّ على قادة المؤتمر الوطني، وقادة جيش الحركة الإسلامية، أن يدركوا تماماً أنّ الاغتيال الداعشي الذي يعتقدون أنّه رسالة موثقة لكل الناشطين ضدهم لن يثني ثوار كانون الأول (ديسمبر) متى ما وضعت الحرب أوزارها في مقاومة كل مستبد إسلاموي جديد يعتقد أنّه يمكن إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية