الإخوان يرتكبون جرائم بحق الأبرياء... هل توصل الحركة الإسلامية الجيش وقادته إلى المحكمة الجنائية؟

الإخوان يرتكبون جرائم بحق الأبرياء... هل توصل الحركة الإسلامية الجيش وقادته إلى المحكمة الجنائية؟

الإخوان يرتكبون جرائم بحق الأبرياء... هل توصل الحركة الإسلامية الجيش وقادته إلى المحكمة الجنائية؟


15/01/2025

بث ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر ما وصفوه بانتهاكات ارتكبها الجيش السوداني والميليشيات التابعة له في مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة. 

وأظهر أحد الفيديوهات مجموعة من المدنيين وهم مقيدون ومعصوبو الأعين تحت إشراف جنود من الجيش السوداني، وفق ما نقلت صحيفة (التغيير).

وأعرب مدونون عن مخاوفهم من تصاعد الانتهاكات في ود مدني ومناطق أخرى في ولاية الجزيرة، مشيرين إلى إمكانية تنفيذ حملات انتقامية ضد المدنيين بتهمة التعاون مع قوات الدعم السريع.

هذا، وواصلت ميليشيات الحركة الإسلامية (جماعة الإخوان المسلمين)، وعلى رأسها كتائب البراء التابعة لها، الإعدامات الميدانية للمواطنين بدوافع انتقامية أو عرقية، بجانب من يتم اتهامهم بالتعاون مع قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة بعد تحرير الجيش السبت الماضي لمدينة ود مدني عاصمة الولاية من قبضة قوات الدعم السريع. 

ونشرت ميليشيات الحركة الإسلامية وعناصرها مقاطع فيديو لهم وهم يضربون أشخاصاً ويركلونهم بأرجلهم متهمين إيّاهم بالتعاون مع قوات الدعم السريع، ثم يطلقون النار عليهم، كما تم إلقاء بعضهم في نهر النيل وإطلاق النار عليهم بعد سقوطهم في الماء. 

مجموعة من قوات "الدعم السريع"

ورصدت (مداميك) حملة مكثفة يقودها فلول النظام السابق والحركة الإسلامية على وسائل التواصل الاجتماعي تدعو إلى قتل من يصفونهم بالمتعاونين مع قوات الدعم السريع في الجزيرة، وعدم الاحتفاظ بأسرى من مقاتلي قوات الدعم السريع، وتصفيتهم على الفور.

وفي السياق، أدان حزب الأمّة القومي الانتهاكات والجرائم المروعة التي ارتكبتها ميليشيات أبو عاقلة كيكل بقرية كمبو طيبة في الجزيرة، التي أدت إلى تصفية المواطنين الأبرياء على أساس جهوي، ممّا أسفر عن مقتل (6) مواطنين معظمهم من كبار السن والأطفال. 

وقال حزب الأمّة في بيان صحفي، نشره أمس موقع (سودانايل): إنّه إذ يدين بشدة هذه الجرائم الشنيعة، فإنّه يُحمّل قيادة القوات المسلحة المسؤولية الكاملة عن حماية المواطنين من جرائم الميليشيات المتحالفة معها.

وطالب بالتحقيق الفوري في هذه المجزرة وضبط المنتهكين، ووقف هذه الانتهاكات بحق المواطنين في كافة المناطق، وحذّر من الممارسات الانتقامية ومحاولات جر ولاية الجزيرة للفتنة والزج بالمواطنين في مبررات هذه "الحرب الإجرامية المدمرة".

وفي الإطار ذاته قال نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي في تنسيقية (تقدم) خالد عمر يوسف: إنّ دخول القوات المسلحة إلى ولاية الجزيرة أدى إلى ما وصفه بـ "المحظور"، مشيراً إلى حملة انتقامية استهدفت المدنيين، أبرزها حادثة كمبو طيبة التي راح ضحيتها العديد من الأبرياء.

العرمان: الحركة الإسلامية (جماعة الإخوان المسلمين) تسعى مجدداً للدفع بقيادة الجيش للجنائية بغية السيطرة عليهم، لهذا ترتكب الجرائم بحق الأبرياء. 

وأضاف في تدوينة على منصة (إكس) أنّ للحركة الإسلامية (جماعة الإخوان المسلمين) ومنظومتها الأمنية تاريخاً طويلاً من الجرائم والانتهاكات، بدءاً من تقسيم السودان إلى بلدين بإضفاء طابع جهادي على الحرب في الجنوب، مروراً بالإبادة الجماعية في دارفور التي أدين بسببها رأس النظام السابق أمام المحكمة الجنائية الدولية، وصولاً إلى تغذية الحرب الحالية بخطابات الكراهية والعنصرية، وفق ما نقل موقع (الراكوبة).

وأوضح أنّ الحملة في الجزيرة لم تكن مفاجئة، فقد سبقتها دعوات منظمة من وسائل الإعلام التابعة للنظام السابق وللإخوان المسلمين، تحرض على الانتقام ممّن تُطلق عليهم صفة "المتعاونين"، وهو تعبير فضفاض يتسع لتصنيفات سياسية وجهوية وعرقية.

ولفت إلى وقوع حوادث مشابهة في مناطق أخرى مثل الحلفايا وولاية سنار، حيث ارتُكبت انتهاكات وجرائم ضد المدنيين.

وأكد نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني أنّ استمرار هذه الممارسات سيغرق السودان في موجة من العنف والدمار، مشدداً على أنّ التجارب التاريخية أثبتت أنّ السلاح لا يجلب سوى الخراب، وأنّه لا يمكن لأيّ جهة فرض مشروعها بالقهر والعنف.

ودعا إلى وقف هذا الإجرام فوراً، والتوجه نحو التوافق على عقد اجتماعي منصف لجميع السودانيين، محذراً من أنّ مشروع الحركة الإسلامية لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدماء والتمزيق.

وبحسب مقالة للكاتب السوداني المخضرم ياسر عرمان، فإنّ الجزيرة وود مدني يجب ألّا تكونا ساحة لتصفية حسابات الإسلاميين بسيطرتهم على مؤسسات الدولة، ويدفع ثمن كل ذلك أهلنا الأبرياء، فقد تناقلت وسائل التواصل تهديدات من يقول إنّه لديه قائمة لتصفية الحساب مع  نحو (7) آلاف شخص.

الكاتب السوداني المخضرم: ياسر عرمان

وتساءل العرمان: "من يقف خلف تلك الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين؟ وماذا تستفيد القوات المسلحة من جرائم ترتكب باسمها؟ وكيف يسمح قادة الجيش بتحويل فرحة المواطنين بالرجوع لمنازلهم ومدنهم وقراهم إلى جرائم؟ ألا يؤدي كل ذلك لتحويل النصر إلى هزيمة؟ وهل سيستمر المستنفرون وجنود الجيش في القتل العشوائي؟ وهل هذه القوات خارج السيطرة؟، لافتاً إلى أنّ الحركة الإسلامية (جماعة الإخوان المسلمين) تسعى مجدداً للدفع بقيادة الجيش إلى الجنائية بغية السيطرة عليهم.

وأكد العرمان أنّه من الواضح أنّ هنالك خطة يقودها إسلاميون داخل المؤتمر الوطني وتوابعهم داخل القوات النظامية إضافة إلى المستنفرين لارتكاب جرائم حرب وانتهاكات ضد الأبرياء سيدفع ثمنها قادة الجيش.

وشدد الكاتب الصحفي على أنّ القيادة الحالية للمؤتمر الوطني (الحركة الإسلامية) ومن يقف خلفها مطلوبون للجنائية، وهم يفكرون على طريقة الثعلب الذي انقطع ذيله فعمد إلى خطة لقطع ذيول جميع الثعالب، فمن الواضح أنّ المطلوبين السابقين للجنائية يحتاجون لرفقة مأمونة تجنبهم الوصول إلى الجنائية والسيطرة على الجيش.

وختم العرمان مقالته بالقول: على قيادة القوات المسلحة إصدار قانون معلن للشعب لضبط الجيش والمستنفرين في هذه الحرب وميليشياته الإسلامية، وعليهم تكوين لجنة للتحقيق فيما يجري في الجزيرة، فإنّ إغفال ذلك سيقسم مجتمعنا في كل ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، وسيشمل ذلك بورتسودان.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية