السودان: في ذكراها السادسة... ثورة 30 (يونيو) تواجه نيران الحرب وظلال الإخوان

السودان: في ذكراها السادسة... ثورة 30 (يونيو) تواجه نيران الحرب وظلال الإخوان

السودان: في ذكراها السادسة... ثورة 30 (يونيو) تواجه نيران الحرب وظلال الإخوان


01/07/2025

في ذكرى الثلاثين من حزيران (يونيو) تعود إلى واجهة المشهد السوداني واحدة من أكثر المحطات زخمًا في تاريخ الحراك الشعبي، إذ تُستحضر ذكرى المليونيات التي شكّلت علامة فارقة في مسار الثورة السودانية، وكرّست الإرادة المدنية في مواجهة الحكم العسكري والانقلاب على تطلعات الشعب. 

وتأتي الذكرى هذا العام وسط واقع أكثر تعقيدًا ودموية، حيث تشهد البلاد حربًا شاملة تُوصف بأنّها الأخطر منذ الاستقلال، إنّها حرب باتت تهدّد وحدة السودان ونسيجه الاجتماعي، وتزيد من معاناة المدنيين الذين كانوا وقودًا للثورة وصوتها الأعلى، في ظل عودة الحركة الإسلامية "جماعة الإخوان المسلمين" إلى المشهد الأمني والعسكري والسياسي والدبلوماسي. 

وفي هذا السياق، أصدر (19) كيانًا سياسيًا ومدنيًا بيانًا مشتركًا بمناسبة ذكرى موكب 30 حزيران (يونيو) 2019، يؤكد فيه أنّ إرادة التغيير ما تزال حية، رغم الحرب والانهيار. 

 

(19) كيانًا سياسيًا ومدنيًا أصدر بيانًا يؤكّد فيه على أنّ ثورة (ديسمبر) لم تكن لحظة عابرة، بل هي مشروع مستمر لبناء دولة مدنية ديمقراطية عادلة، لا سبيل دونها لإنهاء الحرب ومواجهة الشمولية.

 

وشدد الموقعون، من بينهم حزب الأمة القومي، والتجمع الاتحادي، والمؤتمر السوداني، وحزب البعث، على أنّ ثورة كانون الأول (ديسمبر) لم تكن لحظة عابرة، بل هي مشروع مستمر لبناء دولة مدنية ديمقراطية عادلة، لا سبيل دونها لإنهاء الحرب ومواجهة الشمولية، وفق صحيفة (مداميك).

وتضمّن البيان دعوة واضحة إلى وقف الحرب فورًا، ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات، ومكافحة خطاب الكراهية والعنصرية، إلى جانب إطلاق عملية وطنية شاملة لجبر الضرر وبناء عقد اجتماعي جديد، يستند إلى المواطنة المتساوية والعدالة الانتقالية.

من جهتها، أكدت الشبكة الشبابية السودانية لإنهاء الحرب والتأسيس لتحول مدني ديمقراطي أنّ 30 حزيران (يونيو) يمثّل "لحظة فاصلة" في التاريخ السوداني، ليس فقط باعتباره ذكرى انقلاب 1989، بل باعتباره تاريخًا خرج فيه السودانيون عام 2019، بعد مجزرة القيادة العامة، بمواكب مليونية تحدّت الموت لإثبات تمسكها بالثورة.

وشددت الشبكة في بيان نقلته إذاعة (دبنقا) على رفض الحرب والانقلابات والحكم العسكري، معتبرة أنّ الحرب الجارية ليست سوى استمرار لعقود من الهيمنة العسكرية وعجز النظام الحاكم. وأعلنت الشبكة عن نتائج مشاورات أجرتها مع أكثر من (2500) شاب وشابة داخل وخارج البلاد، توجت بإطلاق "رؤية جيل"، التي دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية، وإطلاق مفاوضات سياسية شاملة، مع مشاركة فاعلة للشباب والنساء ورفض التسويات النخبوية.

 

الشبكة الشبابية السودانية لإنهاء الحرب: (30 يونيو) يمثّل "لحظة فاصلة" في التاريخ، باعتباره تاريخًا خرج فيه السودانيون، بمواكب مليونية تحدّت الموت لإثبات تمسكها بالثورة.

 

أمّا "الحركة الشعبية ـ التيار الثوري الديمقراطي"، فقد صعّدت لهجتها ضد الحركة الإسلامية في السودان، واتهمتها بإشعال الحرب الجارية، ووصفتها في بيان رسمي نشر بمناسبة الذكرى السنوية لثورة 30 حزيران (يونيو) بـ "الإرهابية". 

وأشار المتحدث باسم التيار نزار يوسف إلى أنّ الحرب الحالية ما هي إلا امتداد لانقلاب 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2021 ومخطط إعادة إنتاج النظام السابق عبر العنف والإرهاب الفكري، وفق ما نقلت (الراكوبة).

وأكد يوسف أنّ ما يجري يُعدّ جريمة حرب مكتملة الأركان، في ظل استهداف ممنهج للمدنيين، وتحويل المدن إلى ساحات للموت، ومنع المساعدات وممارسة التطهير العرقي، مطالبًا بتصنيف الحركة الإسلامية وكتائب البراء وأذرع النظام السابق ضمن قوائم الإرهاب الدولية.

وهاجم البيان محاولات تشكيل حكومات موازية في بورتسودان ومناطق قوات الدعم السريع، معتبرًا ذلك تقنينًا للهيمنة العسكرية بواجهات مدنية زائفة. ودعا إلى توحيد الجهود المدنية والسياسية في تحالفات مستقلة هدفها وقف الحرب وإعادة بناء الدولة على أسس ثورة كانون الأول (ديسمبر)، لا على أنقاضها.

ويشير "موكب 30 (يونيو)" في السودان بشكل أساسي إلى المظاهرات الحاشدة التي خرجت في 30 حزيران (يونيو) 2019، وكانت نقطة تحول مهمة في الثورة السودانية. 

 

"الحركة الشعبية ـ التيار الثوري الديمقراطي" تتهم الحركة الإسلامية بإشعال الحرب الجارية، وتصفها في بيان رسمي نشر بمناسبة الذكرى السنوية لثورة (30 يونيو) بـ "الإرهابية".

 

وجاءت هذه المظاهرات ردًا على فضّ اعتصام القيادة العامة الدموي الذي وقع في الثالث من الشهر ذاته.

ودعا الموكب، الذي شارك فيه مئات الآلاف في جميع أرجاء السودان، إلى القصاص لضحايا فضّ الاعتصام، حيث كان أحد الأهداف الرئيسية هو المطالبة بالعدالة ومحاسبة المسؤولين عن مجزرة فض الاعتصام.

وأكد الموكب حينها على تسليم السلطة للمدنيين، إذ جددت المظاهرات المطالبة بتسليم المجلس العسكري الانتقالي السلطة بالكامل إلى حكومة مدنية. وطالب أيضًا بتصحيح مسار الثورة وهيكلة الأجهزة الأمنية لضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات.

ويرى مراقبون أنّ أبرز نتائج موكب 30 حزيران (يونيو) تتمثل في توقيع الاتفاق السياسي بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير في آب (أغسطس) 2019، الذي أفضى إلى تشكيل مجلس سيادة وحكومة انتقالية مشتركة بين المدنيين والعسكريين. وجاء ذلك بعد أن كان المكوّن العسكري قد أوقف التفاوض بالتزامن مع فض اعتصام القيادة العامة.

ويُعتبر موكب 30 حزيران (يونيو) 2019 لحظة فارقة في الثورة السودانية، فقد أثبت قدرة الشارع السوداني على فرض إرادته وتغيير مسار الأحداث.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية