الإخوان المسلمون في أمريكا الشمالية: تخريب المنزل البائس

الإخوان المسلمون في أمريكا الشمالية: تخريب المنزل البائس
الإخوان المسلمون

الإخوان المسلمون في أمريكا الشمالية: تخريب المنزل البائس


31/10/2020

"لو كنت رئيساً للوزراء في كندا لحظرت جماعة الإخوان المسلمين ومنظماتها المباشرة، وتلك التي تعمل بالوكالة عنها، ولحظرت أيضاً فرق جمع التبرعات التابعة للجماعة"؛ كلمات قالها الخبير الكندي بنشاطات المجموعات الإرهابية، توم كويجن، في تغريده سابقة له على حسابه في "تويتر" في 13 آب (أغسطس) 2020.

وينتمي توم كويجن لمنظمة كندية غير حكومية تسمى "الشبكة الكندية لخبراء الأمن والإرهاب"، وقد أصدر كويجن دراسة مستفيضة في أكثر من 200 صفحة مع زملائه في المنظمة، بعنوان لافت للانتباه؛ "الإخوان المسلمون في أمريكا الشمالية: تخريب المنزل البائس من خلال عملية الاستيطان وجهاد الحضارة".
و"تخريب المنزل البائس من خلال عملية الاستيطان وجهاد الحضارة" هو شعار التمدّد الإخواني في أمريكا الشمالية، كما يقول الخبير توم كويجن، وهو الخبير الكندي في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب الذي يحذّر، منذ عام 2014، من خطورة ما يسميه منظرو الإخوان المسلمين "جهاد الحضارة في أمريكا الشمالية".
توم كويجن

ممارسات الإخوان تتعارض مع الدستور
يقول كويجن إنّ الإخوان المسلمين يتمتعون بحضور واضح في المشهد الكندي والأمريكي، كأفراد ومنظمات، ويشير إلى أنّ ممارسات الإخوان تتعارض في أحيان كثيرة مع الدستور الكندي والقيم الكندية، ويضيف أنّ "الإخوان المسلمين كانوا يمارسون العنف السياسي في أوطانهم قبل القدوم إلى كندا وأمريكا، وأنّهم يغيّرون سلوكهم ظاهرياً، لكنّ نزعة العنف متجذرة في أدبياتهم وتاريخهم".

اقرأ أيضاً: كيف يعمل الإخوان على أسلمة أوروبا؟
ثم يقدم كويجن قائمة طويلة تتضمّن أسماء منظمات وجمعيات طلابية واجتماعية تدور في فلك الإخوان المسلمين، وهي منتشرة في عموم الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ومن هذه الجمعيات؛ مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، الذي يتم اختصاره بالإنجليزية بـ "كير"، ولـ "كير" منظمات تنتشر في أغلب الولايات الأمريكية، وفي كندا أيضاً، وكذلك تتضمّن القائمة منظمة "إيسنا"، وهي اختصار لاسمها الرسمي بالإنجليزية، ويعني "الدائرة الإسلامية لشمال أمريكا".

يتطرق الخبير في شؤون الإرهاب توم كويجن لمدارس تحفيظ القرآن التي يتسلّل الإخوان من خلالها للأطفال المسلمين في كندا

ويكشف "كويجن" سراً خطيراً مفاده أنّ حركة الإخوان تستخدم الإنكار دائماً إذا وجهت لها أيّة اتهامات بالإرهاب واستخدام العنف في أمريكا الشمالية، ويوصي الحكومة الكندية في بداية تقريره بعدم إعطاء اعتمادات لحركة الإخوان المسلمين، وبأهمية الوصول لكشوفات التبرعات التي تتلقاها الحركة من مسلمي كندا وأمريكا، ومعرفة كيف تمّ جمع هذه الأموال، وكيف يتمّ حفظها، وأين تنفَق وتصرَف، ويشيد كويجن بأنّ كندا تعاملت قبل عام 2014 بحزم مع نشاط المنظمات الإخوانية، خاصة فيما يتعلق بالنشاطات المالية وبطريقة أكثر نجاعة مما فعلته الحكومة الأمريكية في الفترة نفسها.

اقرأ أيضاً: كيف يقع الأفراد في فخ تجنيد الإخوان؟
ويتطرق كويجن لمدارس ومعاهد تحفيظ القرآن الكريم التي يتسلّل الإخوان من خلالها للأطفال المسلمين في كندا، وفي مقابلة يتحدث كويجن عن قصة شاب كندي حاول القيام بتفجيرات في نيويورك، وفي التحقيقات معه كتب هذا الشاب؛ أنّ مشاعر الكراهية لغير المسلمين ونزعات قتل غير المؤمنين بفكرته اكتسبها في فترة التحاقه بمدرسة إسلامية متشددة، تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين في مدينة ميسيساغا الكندية.
لقاء مع توم كويجن:

ثم يحاول كويجن، في بحثه عن حقيقة الإخوان المسلمين، الإجابة عن سؤال: هل الإخوان منظمة معتدلة أو منظمة علمانية؟ ويتوصل إلى أنّ الإخوان المسلمين يظهرون قبولهم للأنظمة العلمانية في العديد من الدول الإسلامية وغير الإسلامية بغية قلب هذه الأنظمة من الداخل وتحويلها رويداً رويداً للمنهج الإخواني المتشدد، وبالنسبة لموضوع الاعتدال الذي يحاول الإخوان المسلمون صبغ جماعتهم ونشاطاتهم به، هو بالحقيقة محض افتراء؛ لأنّ الجماعة تستخدم منظمات متطرفة تابعة لها لأداء مهام عنيفة بالنيابة عنها، وهذا يذكّرنا بأنّ كثيراً من جماعات التكفير والهجرة تمّ تأسيسها على يد أفراد من جماعة الإخوان في مصر والعالم الإسلامي.

بماذا يمتاز الإخوان؟!
ويميط الخبير الكندي بشؤون الإرهاب اللثام عن سمة إخوانية يمتازون بها في كلّ مكان يحلون فيه، وهي شجب الأفعال المشينة والعنيفة التي يقوم بها من يدور بفلكهم، وكذلك التبرؤ من تبعية العشرات من المنظمات الإسلامية الأمريكية والكندية لهم، ويقول الإخوان للصحافة والإعلام والرأي العام؛ إنّ هذه التشكيلات الاجتماعية والسياسية المنتشرة في كلّ مدينة شمال أمريكية؛ هي من تأسيس أفراد مسلمين لا يمتّون بصلة للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين.

اقرأ أيضاً: مجلة فرنسية تحذر من خطر "أحفاد الإخوان" على أوروبا
ثم يستعرض توم كويجن السيرة الذاتية لمجموعة من قيادات التنظيم الإخواني في كندا والولايات المتحدة، ويبدأ بقصة القيادي الإخواني الكندي وائل حدارة، وهو طبيب مصري عمل رئيساً للعديد من المنظمات الطلابية والاجتماعية، التي تتبع جماعة الإخوان المسلمين، وقد عيّنه الرئيس الإخواني لمصر، محمد مرسي، مستشاراً له، عام 2012، وينشط حدارة كقيادي إخواني كندي يتجول بين الجامعات لإلقاء المحاضرات وافتتاح جمعيات ومدارس إخوانية في طول البلاد وعرضها.
فيديو لوائل حدارة يفتتح مدرسة إخوانية في مدينة لندن في مقاطعة أونتاريو الكندية:

وبعد وائل حدارة؛ يتكلم كويجن عن زعيم الإخوان المسلمين في أمريكا الشمالية، جمال بدوي، وهو الشخصية الإخوانية الأقوى في كندا والولايات المتحدة.

وكتب جمال بدوي العديد من الكتب كمعالم على طريق الحركة الإسلامية الإخوانية في القارة الأمريكية، ولتطبَّق أيضاً في مناطق كثيرة، تنشط بها هذه الحركة حول العالم، كما قام بتقديم العديد من البرامج التلفزيونية التي تمّ بثّها عبر قنوات تلفزيونية في أمريكا وكندا، ويرعى زعيم الإخوان المسلمين في هذه البلاد العديد من المؤتمرات والاحتفالات التي يعقدها التنظيم الدولي للإخوان المسلمين في النصف الغربي من الكرة الأرضية.
ويكشف كويجن حقيقة أنّ رقم هاتف جمال بدوي الخاص تجده ضمن هواتف مراكز وجمعيات ومساجد ومدارس تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين في أمريكا وكندا.

منظمتا "إيسنا" و"ماس" التابعتان للإخوان
ويفتتح جمال بدوي هنا المؤتمر السنوي لمنظمتَي "إيسنا" و"ماس" التابعتَين لحركة الإخوان المسلمين في أمريكا الشمالية:

 

 

ويشير كويجن بعد ذلك إلى العديد من القيادات الإخوانية، رجالاً ونساء، مثل: الدكتور ياسر حدارة، وشيماء خان، ومحمد بكاري، ورضا بشير، والدكتورة إنجريد ماتسون، الكندية التي أسلمت ومنحها الإخوان مناصب كثيرة لتكون واجهة لنشاطاتهم.
خطاب للدكتورة إنجريد ماتسون في أمريكا:

 

 

ثم يفضح الخبير بالنشاطات الإرهابية والقضايا الأمنية، توم كويجن، نشاطات جمع تبرعات قامت بها أربع منظمات منضوية تحت مظلة الإخوان المسلمين، حيث تابعت، والكلام هنا لـكويجن، الأجهزة الأمنية ومصلحة الضرائب الكندية حركة أموال التبرعات هذه فوجدت أنّها تصل لمنظمات إرهابية متشددة حول العالم، وهذه المنظمات هي:
أولاً: منظمة عرفان – كندا: وقد اكتشفت دوائر الأمن الكندية، عام 2011، أنّ الأموال المجموعة لمساعدة المتضررين من فيضانات باكستان وزلزال بورما في ذلك العام لم تذهب للمحتاجين هناك، بل ذهبت لدعم فصائل من الإخوان المسلمين تمارس الإرهاب في مناطق من العالم العربي.

اقرأ أيضاً: بقايا الغموض: كيف دمّرت السرية الثقة بالإخوان المسلمين؟
ثانياً:
تحويلات منظمة "إيسنا" الإخوانية لأموال تبرعات جمعت في كندا، عام 2013، وتمّ تحويلها لمنظمات إرهابية تحارب في إقليم كشمير في الهند، وقد وجدت التحقيقات الأمنية أنّ عدة ملايين من الدولارات الكندية قد تمّ تحويلها لتلك المنظمات الهندية، وبعلم "جمال بدوي"، وغيره من القيادات الإخوانية في أمريكا الشمالية.
ثالثاً: فضيحة إيقاف "جمعية نداء الإسلام العالمية" الإخوانية الكندية عن العمل الخيري، عام 2011، وذلك لاكتشاف أنّ الأموال المجموعة من المسلمين في كندا كانت تُضخّ في صندوق يدعى "صندوق الجهاد" ولتمويل نشاطات مشبوهة حول العالم.
رابعاً: فضيحة المنتدى العالمي للشباب المسلم، الذي يعدّ منظمة إسلامية مشهورة؛ حيث انخرط الإخوان في صفوف هذه المنظمة في أمريكا وكندا، وجمعوا تبرعات باسمه من المسلمين في هذه الديار، لتكتشف دوائر الأمن في أمريكا الشمالية، عام 2012؛ أنّ تلك الأموال تم تحويلها لتنظيمَي "طالبان" في أفغانستان، و"القاعدة" المتهمة بالإرهاب في معظم دول العالم.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية