
منذ نشأتها عام 1928، تعاملت جماعة الإخوان المسلمين مع المرأة باعتبارها كائنًا تابعًا لا شريكًا، محصورة في أدوار المنزل والإنجاب، مع رفض صريح لانخراطها في المجال العام أو المواقع القيادية. هذا التصور تأسس على أفكار حسن البنا، الذي رأى أن مكان المرأة الطبيعي هو بيتها، وأن دورها ينحصر في تربية الأجيال وخدمة الرجل. حتى تأسيس قسم “الأخوات المسلمات” لم يغيّر هذه الرؤية، إذ كان مجرد وسيلة لتجنيد النساء ضمن منظومة الطاعة للجماعة دون منحهن دورًا حقيقيًا في القرار.
وبحسب تقرير لموقع "اليوم السابع" المصري، فقد استمر الخطاب الإخواني لعقود في مهاجمة القوانين التي عززت حقوق النساء المصريات، حيث اعتبرت الجماعة قوانين مثل الخلع وتجريم التحرش ورفع سن الحضانة إجراءات “تغريبية” تهدد بنية الأسرة، وتوعدت بتعديلها حال تمكنها من السلطة.
ورأت أن تمكين المرأة سياسيًا خطوة تستهدف “إضعاف القوامة”، لذلك دافعت عن أدوار تقليدية تحصر النساء في الهامش الاجتماعي.
لم تصل أي امرأة في تاريخ الجماعة إلى مكتب الإرشاد ولم تشارك الأخوات في رسم السياسات العليا أو اتخاذ القرارات الحاسمة
ورغم المشاركة الكبيرة للنساء في الأنشطة الدعوية والخيرية، ظلت بعيدة تمامًا عن مراكز القيادة داخل التنظيم. فلم تصل أي امرأة في تاريخ الجماعة إلى مكتب الإرشاد، ولم تشارك الأخوات في رسم السياسات العليا أو اتخاذ القرارات الحاسمة، لتظل أدوارهن مقصورة على الحشد والدعم اللوجستي.
وحين وصلت الجماعة إلى الحكم عام 2012، انتقل التهميش من مستوى الخطاب إلى مستوى السياسات العملية، ولم تحصل النساء، بحسب التقرير، على تمثيل حقيقي في الحكومة أو الهيئات السيادية، بل واجهت الكوتة النسائية هجومًا واسعًا من قيادات الإخوان. كما صدرت دعوات صادمة لتخفيض سن زواج الفتيات إلى تسع سنوات، في تراجع خطير عن مكتسبات المرأة المصرية. إلى جانب ذلك، انتشرت خطابات تقلل من شأن النساء العاملات وتصورهن كتهديد للهوية والثقافة.
وفق ما ذكره تقرير “اليوم السابع”، فإن الجماعة لجأت في اعتصامي رابعة والنهضة إلى استخدام النساء دروعًا بشرية ووسيلة للتأثير على الرأي العام العالمي، دون أي اعتبار لسلامتهن أو دورهن الفعلي في اتخاذ القرار.
كما لم تكن جماعة الإخوان يوماً نصيراً للمرأة، بل خصماً صريحاً لحقوقها ومكتسباتها. فمشروعها الفكري والسياسي يقوم على التسلط والوصاية، لا على العدالة والمساواة، وتاريخها يؤكد أن تمكين النساء كان مجرد شعار لا يجد سبيله إلى التطبيق.