أشهر 7 رموز دينية.. تعرّف إلى معانيها ودلالاتها

أديان

أشهر 7 رموز دينية.. تعرّف إلى معانيها ودلالاتها


20/12/2018

هلال، صليب، نجمة سداسية أو ثمانية، وغيرها من الرموز المجرّدة البسيطة للغاية، والتي تذكرنا رؤيتها مباشرة بهذه الديانة أو تلك، وتؤكد لنا أنّ التمايز بين الأديان لا يقتصر على المعتقدات والعبادات؛ إنما يتجاوز ذلك ليصل إلى منظومة الصور والرموز المرتبطة بها؛ حيث يبرز في كلّ ديانة ذلك الرمز المبسّط، الذي تتكثف فيه معتقدات الديانة، وتاريخ معتنقيها، فيكون، بالتالي، لكلّ رمز دلالاته وحكاياته.

فيما يلي؛ نتعرف في "حفريات" إلى ما ارتبط منها بأشهر الرموز الدينية:

الهلال.. متى أصبح رمزاً للإسلام؟

لم يكن الهلال، دائماً، رمزاً مرتبطاً بالإسلام بالضرورة؛ فهو رمز مشهور في علوم الفلك والتنجيم القديمة، ويعدّ أيضاً، منذ العصور القديمة، رمزاً للأنوثة، وارتبطت بالهلال معظم الآلهة المؤنثة في العصور القديمة، ابتداءً من الآلهة "إنانا" عند السومريين، والآلهة "عشتار" عند البابليين، و"عشتروت" عند الفينيقيين والكنعانيين، والآلهة "آرتميس"، آلهة الصيد والعذرية عند الإغريق، ونظيرتها الآلهة "ديانا" عند الرومان؛ حيث كان رسم الهلال دائمَ الظهور في الرسومات والمنحوتات التي تصوّر هذه الآلهة، وباعتباره رمزاً للعذرية؛ امتدت رمزية الهلال، بعد ظهور المسيحية، لترتبط بالسيدة مريم العذراء.

التاجيتو هو الرمز الأشهر في الثقافة الصينية ورمز للديانة الطاوية والفلسفة الكونفوشيوسية

وعند العرب؛ كان القمر يحمل أهمية ورمزية كبيرة؛ بسبب اعتمادهم عليه كدليل وهادٍ في رحلاتهم وأسفارهم، خاصّة بعد ازدهار حركة القوافل التجارية عبر جزيرة العرب، مع ظهور ونشاط "طريق التوابل". وبعد ظهور وانتشار الإسلام؛ زاد الاعتناء العربي بالهلال؛ وذلك بغرض ضبط بدايات الشهور القمرية؛ فالهلال هو علامة دخول الشهر القمري وبدايته، والتقويم القمري هو المعتمد لدى المسلمين، وهو الذي ترتبط به مناسباتهم الدينية.

لكنّ الاعتناء بالهلال عند المسلمين ظلّ محصوراً في إطار الفلك والتنجيم، ولم يتحول إلى صورة منتشرة على صعيد واسع إلا مع العثمانيين، تحديداً بعد قيامهم بوضع رسم الهلال على علم لواء الجيش العثماني، أواسط القرن الرابع عشر.

الهلال متوسطاً أعلام: (من اليمين) تركيا.. الجزائر.. تونس

وبعد دخولهم القسطنطينية؛ اعتمد العثمانيون علماً جديداً لدولتهم، وكان عبارة عن مثلث أحمر اللون، كما انتشر استخدام الهلال عند العثمانيين في عمارة المساجد، فوضعوه في أعلى القباب والمآذن، ونتيجة للاحتكاك والمواجهة المباشرة مع أوروبا، ربط الأوروبيون بين الإسلام والهلال، الذي نظروا إليه باعتباره شعاراً للدولة العثمانية، التي كانت، طوال عصور، الممثل والمجسّد المباشر للإسلام والمسلمين، بالنسبة إليهم، وخلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كرسّت الصحافة والأدب في أوروبا هذا الارتباط بين الهلال والإسلام، ويُروى في قصة اختراع المعجنات الفرنسية الشهيرة "الكرواسون" (التي تعني الهلال بالفرنسية)؛ أنّ الفرنسيين اخترعوه احتفالاً بهزيمة العثمانيين، وكسر حصارهم لفيينا عام 1683.

 

اقرأ أيضاً: كيف نظرت الأديان إلى السماء؟ وما هي أشهر المعتقدات المرتبطة بها؟

مع بداية اضمحلال الدولة العثمانية، وانفصال الولايات العثمانية عنها، انتقل استخدام الهلال كشعار في الولايات المنفصلة، وبذلك أصبح الهلال لاحقاً هو العلم المعتمد لدول عديدة، مثل: الجزائر، وتونس، وليبيا، ومصر (قبل عام 1958)، كما ظهر التعامل مع الهلال باعتباره رمزاً للخلافة الإسلامية، وبالتالي رمزاً للإسلام، وظهر بهذا المعنى حتى في دول وبلاد بعيدة عن مناطق الدولة العثمانية، كباكستان، وماليزيا، وتركمانستان، واوزباكستان، وسنغافورة.

 

ونتيجة للربط المستمر من قبل غير المسلمين بين الهلال والإسلام، ازداد تقبّل المسلمين لهذا الارتباط، وبعد صعود "الإسلاموية" منذ السبعينيات، اتجهت نسبة كبيرة من الجمعيات والمؤسسات والتنظيمات الإسلامية إلى اعتماد الهلال كرمز وشعار لها، وذلك باعتباره رمزاً مقابلاً ومناظراً للصليب عند المسيحيين، ونجمة داود عند اليهود، فنجد حركة "أمة الإسلام" تعتمده، عام 1973، كعلم وشعار لها، وفي عام 1980؛ تظهر المنظمة الإغاثية الإسلامية "الهلال الأحمر" كمؤسسة نظيرة لـ "الصليب الأحمر"، وفي عام 1981، تمّ اعتماد الهلال في صورة شعار منظمة التعاون الإسلامية، ليترسّخ بذلك الارتباط بين الهلال وبين الإسلام والمسلمين.

الصليب.. كيف يرتبط بالعقائد المسيحية؟

الصليب هو أشهر الرموز المرتبطة بالديانة المسيحية، ويرمز لصلب السيد المسيح على عارضتين خشبيتين واستشهاده، وفقاً للعقائد المسيحية، وهو مرتبط بعقيدة الفِداء، التي تقول، وفقاً للمسيحية، أنّ الربّ افتدى بالمسيح من أجل تخليص البشرية من الخطيئة الأولى التي ارتكبها آدم، كما ترمز الرؤوس الثلاثة العليا للصليب إلى الثالوث المسيحي المقدس، المكون من: الأب، والابن، والروح القدس.

انتشر استخدام الهلال عند العثمانيين في عمارة المساجد، فوضعوه في أعلى القباب والمآذن

وهناك شكلان مشهوران للصليب: الأول معروف لدى الكنائس الغربية، وهو الصليب اللاتيني، ويكون المستقيم العمودي فيه أطول من العرضي، وأما الثاني فهو المعتمد لدى الكنائس الشرقية، وهو الصليب اليوناني، ويتساوى فيه طول المستقيمين المتعامدين، بحيث يبدو كإشارة الزائد (+).

لم يكن بالإمكان إشاعة وإظهار الصليب علناً في بداية الدعوة المسيحية، لكنْ بعد اعتناق قسطنطين للمسيحية، بدأت إشاعة الصليب كرمز مسيحي معلن، وكانت بداية ذلك مع تثبيته على ألوية الجيوش الرومانية، وفيما بعد، بدأ الصليب يتكرس كرمز للمسيحية في مواجهة الديانات الوثنية، مع دخول وانتشار المسيحية في أوروبا، وبدأ يظهر وينتشر في عمارة الكنائس؛ داخلها، وعلى أبراجها، وواجهاتها. كما اتخذه الملوك والنبلاء والفرسان خلال العصور الوسطى كشعار وعلم، واشتهر هذا الرمز أثناء الحملات والحروب الصليبية، والتي جاء اسمها منه؛ حيث اشتهرت برفع الصلبان، ورسم الصليب على الأعلام، وعلى دروع الفرسان والمقاتلين. وفي التاريخ الحديث، اعتمد رسم الصليب في أعلام دول أوروبية عديدة، كما في أعلام: سويسرا، والنرويج، والدنمارك، والسويد، وإنجلترا، وفنلندا، وآيسلندا، واليونان.

اشتهرت الحملات الصليبية برفع الصلبان ورسم الصليب على الأعلام

النجمة السداسية.. ما علاقتها بالملك سليمان؟

هي عبارة عن شكل هندسي يتكون من مثلثين متساويي الأضلاع، أحدهما قاعدته للأسفل، والآخر للأعلى، وجاء أول ظهور ذو دلالة لهذا الرمز في الديانة الهندوسية؛ حيث ظهرت في معابدها القديمة، ورمزت لحالة التوازن بين الإنسان والآلهة، ولم تأتِ التوراة والتلمود بأيّ ذكر أو إشارة لهذا الرمز، وبقي مهملاً حتى ظهور الإسلام؛ فبعد تطوّر فنون العمارة والزخرفة الإسلامية، برع الفنانون المسلمون في استخدام وتوظيف هذه النجمة في الأعمال الفنية داخل المساجد والأبنية الأخرى، لكنّ حضورها اقتصر على البعد الجمالي، ولم ترتبط النجمة السداسية بالمعاني والدلالات الدينية، إلا عند المفسرين والقُصاص وجامعي الأخبار المسلمين، وذلك حين رأوا أنها الرمز الخاص بخاتم الملك سليمان، الخاتم الذي عدّوه سرّ حكم النبي سليمان وأساسه.

اقرأ أيضاً: فيلم "واحد منا" وإماطة اللثام عن السلفية اليهودية

وتتحدث المرويات؛ عن أنّ الخاتم هو سرّ قدرة النبي سليمان على قيادة وتوجيه الجنّ، والحديث مع الطير والحيوان، وقد نقل اليهود هذه الأخبار والحكايات العجيبة عن المسلمين، وكان ذلك بالأخصّ بعد ظهور تعاليم وكتابات "الكابالا"، وهي المدرسة والاتجاه الديني اليهودي الذي ظهر في الأندلس خلال القرن الثاني عشر الميلادي، وتأثر بالفكر والفلسفة الإسلامية، وهكذا ظهرت النجمة السداسية كرمز ديني عند اليهود بدايةً في إسبانيا، ومن ثم أخذت تنتشر في سائر أنحاء أوروبا، بين الجماعات اليهودية، وكانت هذه النجمة تسمى "خاتم سليمان"، كما ظهرت تسمية أخرى عندهم لها، وهي "مِجَن داود"، أو "درع داود"، ومنه جاء الاسم الذي تشتهر به اليوم: "نجمة داود".

 

 

وبعد ظهور محاكم التفتيش، وتصاعد العداء ضدّ اليهود في أوروبا، بدأ استخدام جديد يظهر لهذه النجمة، مع استعمال اليهود لها كرمز مقابل للصليب عند المسيحيين، ومنذ القرن الرابع عشر، بدأت تُرسم في الأحياء اليهودية داخل المدن الأوروبية، وهو ما تزايد في أزمنة لاحقة، خصوصاً خلال القرن التاسع عشر بعد تصاعد الاتجاهات المعادية للساميّة، فأصبحت رمزاً ملازماً لليهود حيثما وجدوا.

وعام 1897، انعقد المؤتمر الأول للحركة الصهيونية، في مدينة بازل السويسرية، وتقرر فيه اعتماد "نجمة داوود" كشعار للحركة الصهيونية، وبعد قيام دولة "إسرائيل" عام 1948 بأشهر قليلة تم اعتماد علم للدولة المحتلّة، وكانت هذه النجمة في وسطه. واليوم باتت النجمة السداسية الرمز الأشهر الملازم لليهودية والحركة الصهيونية، ولم يعد يذكر أحد أنها كانت في يوم من الأيام مجرد شكل هندسي برع المسلمون في رسمه كزخرفة وعمل فني.

النجمة السداسية في زخارف قصر "طوب كابي" بإسطنبول

سمكة المسيح.. شيفرة المؤمنين السريّة

عايشت الديانة المسيحية وأتباعها مرحلة من الاضطهاد الشديد، استمرت مدة ثلاثة قرون، منذ ظهور دعوة المسيح، وحتى اعتناق الإمبراطور الروماني قسطنطين للديانة المسيحية، عام 312 للميلاد، وكان المسيحيون خلال هذه الفترة قد لجؤوا إلى ممارسة عباداتهم وطقوسهم بشكل شرعي؛ فكانت الصلوات تقام في كنائس سريّة تحت الأرض، وقد استوجب الحفاظ على هذه السريّة استحداث رموز وشيفرات سريّة بحيث يتعارفون ويتواصلون من خلالها، دون أن يكتشف أمرهم أحد، ومن ذلك كانت السمكة المعروفة بـ "سمكة المسيح"، لكن لماذا السمكة؟

اقرأ أيضاً: الأديان والخلاص: لماذا لا يأتي المهدي أبداً؟

السمكة كانت عبارة عن تشفير لجملة: "عيسى المسيح ابن الربّ المخلّص"؛ فإذا أُخذ الحرف الأول من المقابل اللاتيني لكلّ كلمة من الجملة، تصبح لدينا كلمة (ΙΧΘΥΣ)، وتلفظ بالعربية "ايخثيس"، فالـ "ايـ" (Ι) من "Iησοῦς" (إيسوس) وتعني "عيسى"، والـ "خ" (Χ) من "Χριστóς" (خريستوس) وتعني "المسيح"، والـ "ث" (Θ) من "Θεοῦ" (ثيوس) وتعني "الله"، والـ "ي" (Υ) من "Υἱός" (يوس) وتعني "ابن"، والـ "س" (Σ) من "Σωτήρ" (سوتير) وتعني "المخلص". أما رسمة السمكة فهي عبارة عن رسم بسيط يتكون من قوسين متقاطعين: أحدهما مفتوح للأعلى والآخر للأسفل.

رمز "سمكة المسيح".. على خلفية إحدى السيارات

واليوم، تتم استعادة هذا الرسم على نحو واسع؛ حيث أصبح رمزاً مسيحياً، وأصبح المتدينون يضعون ملصقات تحمل صوره على سياراتهم، أو يرسمونه كوشم على الأذرع.

النجمة الثمانية.. لماذا ظهرت على علم العراق بعد ثورة العام 1958

النجمة الثمانية؛ رمز كوكب الزهرة في علوم التنجيم والفلك القديمة، وهو الكوكب المشهور بأنه "نجمة الصباح"، أو "نجمة الصباح والمساء"، وذلك لشدة سطوعه؛ فهو الأكثر لمعاناً في الليل، وهو الوحيد من بين الأجرام الذي يُرى ساطعاً بالنهار.

بدأت إشاعة الصليب كرمز مسيحي معلن بعد اعتناق قسطنطين للمسيحية

وكوكب الزهرة هو رمز الأنوثة (⧬) في الديانات الوثنية القديمة، مقابل الشمس التي اعتبرت رمزاً للذكورة، ومنذ العصر السومري القديم (يبدأ نحو عام 2800 ق.م)، ارتبط كوكب الزهرة، كما القمر، بالآلهة "إنانا"، آلهة الخصوبة والجمال والحبّ، واستمر هذا الارتباط لاحقاً عند الأكاديين، ثم استخدم البابليون هذا الرمز للآلهة "عشتار"، المرتبطة بالمعاني ذاتها، وهو الارتباط الذي استمر عند الآشوريين، كما ظهر استخدام رمز النجمة الثمانية عند الفينيقيين والكنعانيين، الذين ارتبط عندهم بالآلهة "عشتروت"، نظيرة الآلهة "عشتار"، وبذلك؛ فإنّ النجمة الثمانية كانت رمزاً مرتبطاً بعالم الآلهة المؤنثة في ديانات الشرق الأدنى القديم، وأصبحت تشتهر باسم "نجمة عشتار".

وفي التاريخ المعاصر؛ استخدم هذا الرمز في علم العراق المعتمد بعد قيام ثورة عبدالكريم قاسم عام 1958، وذلك باعتباره رمزاً قومياً أصيلاً، مرتبطاً بحضارات ما بين النهرين القديمة، واستمر هذا العلم حتى عام 1963، حين أبطله انقلاب حزب البعث آنذاك.

علم العراق المعتمد بعد ثورة 1958 تتوسطه نجمة عشتار البابلية

وعام 1997؛ قررت الكنيسة الكلدانية العراقية اعتماد علم تتوسطه نجمة عشتار الثمانية، وذلك باعتباره رمزاً لحضارة ما بين النهرين.

التاجيتو.. الخير والشرّ يلتقيان

هو الرمز الأشهر في الثقافة الصينية، ورمز للديانة الطاوية والفلسفة الكونفوشيوسية، ويمثل "التاجيتو" مفهوم "اليين واليانغ"، أساس الديانة الطاوية، وهو مفهوم اتحاد الأضداد والطاقات المتعارضة والمتنافرة في الطبيعة والحياة، والذي يتمثل في هذا الشعار من خلال التداخل ما بين اللونين الأسود (الذي يمثل اليين)، والأبيض (الذي يمثل اليانغ)، فالفاصل بينهما ليس خطاً مستقيماً حاداً، وإنما هو خط ملتوٍ يوحي بالتداخل.

اقرأ أيضاً: الزمن من منظور الأديان.. لماذا ليست كلّ الأيام سواء؟

و"اليين"؛ هو رمز للظلام، والسكون، والانكماش، والبرود، والضعف، والانخفاض، والأنوثة، وهو رمز القطب السالب، أما اليانغ؛ فهو رمز النور والنشاط، والحرارة، والتمدد، والنهار، والشمس، والارتفاع، والذكورة، وهو يمثل القطب الموجب. ونجد دائرة من كلّ لون داخل اللون الآخر، وهو تعبير عن حاجة كلّ شيء في الحياة إلى الآخر والنقيض، وعدم اكتماله واكتفائه بذاته، وأنه لا يوجد شيء نقي وخالص تماماً.

يحاول "التاجيتو" التعبير عن الطبيعة التكاملية لثنائية "اليين واليانغ"، وبأنها ليست قائمة على أساس التناقض، كما نجد في ثنائية "الخير والشرّ" السائدة في الديانات الإبراهيمية؛ فالأضداد هنا تلتقي وتمتزج، وكلّ طرف لا يكتمل إلا بالآخر، وهو ما يؤدي إلى توليد مفاهيم جديدة للخير والشرّ، فالخير يصبح هو الانسجام والتكامل بين الثنائيات، والشرّ هو اختلال هذا الانسجام والتوازن. واليوم، نجد تصويراً للـ "تاجيتو" في الشعار المتوسط لعلم كوريا الجنوبية، حيث تنتمي الثقافة الكورية إلى الثقافة الصينية، وتعدّ فرعاً منها.

التاجيتو.. يتوسط علم كوريا الجنوبية

عجلة الدارما.. كيف أصبحت رمزاً للمعاناة؟

تقوم الديانة البوذية على الاعتقاد بأنّ الحياة التي نحياها، في جوهرها، حالة مستمرة من المعاناة، وأنه لا بدّ من سلوك طريق التنوير من أجل الخلاص من هذه المعاناة والوصول إلى حالة الانعتاق: "النيرفانا"، وهنا يظهر هذا الرمز، العجلة الذهبية، المعروفة بـ "عجلة الدارما"، والتي هي رمز الديانة البوذية، و"الدارما" هي الطريق التي نسلكها في سبيل الخلاص من المعاناة، والوصول إلى حالة الاستنارة (النيرفانا)، وهذه الطريق هي عبارة عن "تعاليم بوذا".

 

 

تمثل هذه العجلة أساسات الديانة البوذية؛ المتمثلة في "الحقائق الأربعة"، و"الطريق النبيل الثماني"، والتي هي جوهر وخلاصة تعاليم بوذا. أما الحقائق الأربعة فهي: طبيعة المعاناة، وأصل المعاناة، ووقف المعاناة، والطريق المؤدي إلى وقف المعاناة. وأما الطريق النبيل الثماني؛ فهو ممثل في العوارض الثمانية التي تتكون منها العجلة، وهذا الطريق متكوّن من ثماني قواعد: النظر السليم، والنسبة السليمة، والكلمة السليمة، والعمل السليم، وكسب الرزق السليم، والجهد السليم، والذهن السليم، والتركيز السليم.

عملية صناعة "عجلة الدارما" من الذهب

كما تعبّر عجلة الدارما، بما توحي به من حركة وقيادة السفينة، عن "السامسارا"، والتي تعني الحركة المستمرة والتدفق المستمر، وهو مفهوم أساسي في البوذية، وبحسب البوذية؛ فإنّ "السامسارا" تمثل السلسلة المستمرة من الولادة والموت، وبالتالي فهي "المعاناة"، والتي لا يمكن الهرب والخلاص منها إلا من خلال "الدارما". واليوم؛ نجد الرمز "أشوكا جاكرا"، وهو أحد التصويرات المشهورة لعجلة الدارما، متوسطاً لعلم الهند.

وهكذا، ورغم اختلاف الحكايات، كان الثابت هو الاتجاه الدائم عند الإنسان للتعلق بالرمز، وما يؤديه من تكثيف للمعاني والدلالات؛ حيث يبرز دور الرمز كبديل عن اللغة والكلمات، العاجزة عن الشرح المختصر المباشر.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية