
كشف الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي، عمرو فاروق، عن ملامح استراتيجية جديدة تتبعها جماعة الإخوان المسلمين، تهدف إلى إعادة تموضعها داخل المجتمع المصري من خلال آليات ناعمة وغير مباشرة.
وأوضح فاروق، خلال حوار تلفزيوني على قناة "النهار"، أن الجماعة لم تعد تعتمد على كوادرها التنظيمية التقليدية، بل انتقلت إلى توظيف شخصيات عامة تمتلك حضورًا إعلاميًا وتأثيرًا اجتماعيًا، حتى وإن لم تكن تنتمي تنظيميًا للجماعة.
الجماعة لم تعد تعتمد على كوادرها التنظيمية التقليدية بل انتقلت إلى توظيف شخصيات عامة تمتلك حضورًا إعلاميًا وتأثيرًا اجتماعيًا
وأشار فاروق، وفقًا لما نقله موقع "صدى البلد"، إلى أن هذه المقاربة الجديدة تعتمد على "صناعة النخب البديلة"، وهي شخصيات أكاديمية وإعلامية وخبراء في مجالات مختلفة، يتم الدفع بها إلى الواجهة باعتبارها مستقلة، بينما تخدم في الواقع أهداف الجماعة على المدى الطويل. وأكد أن التنظيم يركز على تشكيل رأي عام سلبي تجاه الدولة، من دون الدخول في مواجهات مباشرة أو تبني خطاب عدائي ظاهر كما كان في السابق.
ولفت إلى أن الجماعة تسعى حاليًا إلى بناء ما سماه بـ"حواضن اجتماعية جديدة"، مستغلة أدوات التواصل الاجتماعي كمنصات رئيسية لترويج خطابها، وبناء علاقة غير مباشرة مع فئات من الجمهور، لا سيما من الشباب والأكاديميين. وبيّن أن هذه الحواضن تشكل بيئة مهيئة لتمرير الأفكار الإخوانية بطريقة تدريجية، وتخلق مناخًا عامًّا مشوشًا تجاه مؤسسات الدولة المصرية.
في السياق ذاته، شدد الباحث على أن التنظيم تخلّى عن نمط "التجنيد التنظيمي الصارم"، واتجه نحو التأثير الثقافي والإعلامي من خلال منصات تنمية بشرية، ومحتوى معرفي، وبرامج تحفيزية ظاهرها التطوير والتنمية، لكن مضمونها محمّل برؤية الجماعة. واعتبر أن هذه الأساليب تمثل محاولة لإعادة إنتاج المشروع الإخواني بوسائل ناعمة، تستهدف جيلًا جديدًا بعيدًا عن صدمة الصراعات السابقة، وبخطاب موجه للرأي العام الإقليمي والدولي أكثر منه إلى الداخل المصري.