تدهورت الحالة الصحية للمعارضة الكردية في تركيا أيسل توغلوك، وسط تعنت السلطة ورفض التماسات ذويها للإفراج عنها، أو على الأقل تلقيها الرعاية الصحية السليمة.
وتواجه أيسل، وهي رئيسة مشاركة لحزب الشعوب الديمقراطي المعارض، مشكلة في التحدث والتعرف على الناس، حسبما قالت الرئيسة المشاركة الحالية لحزب الشعوب الديمقراطي بيرفين بولدان لموقع بيانيت الإخباري يوم الجمعة، بحسب ما نقله موقع "أحوال تركية".
قالت بيرفين: "يجب تأجيل عقوبة أيسل على الفور، ويجب أن يبدأ علاجها في الخارج...، نحن نرى أنّه لا يوجد بديل".
وقد تمّ القبض على أيسل توغلوك في كانون الأول (ديسمبر) 2016 بتهم الإرهاب، وهي محتجزة في سجن كانديرا في شمال غرب محافظة كوجالي، إلى جانب العديد من السياسيين الأكراد البارزين الذين يواجهون تهماً مماثلة.
وتواجه السياسية المخضرمة ومحامية حقوق الإنسان أيضاً المحاكمة في قضية كوباني، حيث يُتهم (108) من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي بالتحريض على (3) أيام من الاحتجاجات في الشوارع في عام 2014، حين فقد أكثر من (30) شخصاً حياتهم.
بيوفين: إنّ إدارة السجن أبلغت محامي أيسل وحزب الشعوب الديمقراطي أنّها تواجه صعوبة كبيرة في تلبية احتياجاتها اليومية
قالت رئيسة حزب الشعوب الكردي: "إنّ المحكمة التي تشرف على القضية طلبت من توغلوك حضور جلسة عبر الفيديو، وأضافت أنّ توغلوك نُقلت إلى المستشفى قبل ظهورها، وهو ما أثر عليها بشدة.
وقالت: "لم تستطع أن تشرح لنا ذلك بنفسها، لقد كافحت لتضع على الزجاج ملاحظة كتبها زميلها في الزنزانة".
وقالت بيوفين: "إنّ إدارة السجن أبلغت محامي أيسل وحزب الشعوب الديمقراطي أنّها تواجه صعوبة كبيرة في تلبية احتياجاتها اليومية".
وأضافت: "يقولون إنّهم لاحظوا تغيرات كبيرة في سلوك أيسل وخطابها، حتى أنّ بعض المسؤولين قالوا إنّهم يشعرون بالسوء تجاهها، ويحاولون مساعدتها أثناء زيارات المستشفى، لكنّهم يقولون إنّ بعض الأشياء تتجاوز حدودهم".
وكانت عائلة أيسل توغلوك تتكتم على تدهور وضعها الصحي، ومع ذلك، فقد بدأت تتحدث عنه علناً، عندما استمرّت حالتها في التدهور خلف القضبان. وتقول العائلة: "إنّ المشاكل الصحية لتوغلوك بدأت بعد وفاة والدتها في عام 2017، في ذلك الوقت هاجمت مجموعة قومية جنازة خاتون توغلوك، وكان لا بدّ من إخراج جثة المرأة المسنّة، ونقلها من أنقرة ودفنها مرة أخرى في مسقط رأسها تونجلي.
قامت جامعة كوجالي بتشخيص إصابة توغلوك بالخرف في آذار (مارس)، وأصدرت تقريراً يقول إنّها لا تستطيع البقاء في السجن وحدها، ومع ذلك، أصدرت مؤسسة الطب الشرعي في إسطنبول تقريراً متناقضاً في أيلول (سبتمبر)؛ ممّا أدى إلى رفض المحكمة الطعون بالإفراج عنها.
وقد أعدّت الجامعة تقريرها بعد (6) أشهر من المراقبة المستمرة، حسبما قال شقيق توغلوك علاء الدين توغلوك لبيانيت، "لكنّ مؤسسة الطب الشرعي في إسطنبول رأتها ليوم واحد، لمدة ساعتين".
وأضاف: "أنا لا أحاول إطلاق سراح أيسل، أولويتي هي صحتها، وأن تتلقى التشخيص والعلاج الصحيحين".
وأردف قائلاً: "أوقفتنا أختي، لم تكن تريد أن تتصدر عناوين الأخبار مثل هذا، لم تكن تريد أن يبدو أنّها تستغل حالتها، لكنّ الأمر تطور إلى درجة أنّها لم تعد تتعرّف علينا بعد الآن"،
هذا قرار سياسي بالكامل. وقالت رئيسة حزب الشعوب: "لقد فعلت مؤسسة الطب الشرعي في إسطنبول هذا للآخرين أيضاً"، وأضافت: "تقريباً كلّ السجناء السياسيين المرضى يواجهون الموقف نفسه"، لافتة إلى حدوث وفيات متتالية في السجون في الأسبوع الماضي.
في مقاطعة تكيرداغ الشمالية الغربية، تمّ العثور على فيدات إركمن، الذي يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة، ميتاً في زنزانته في 19 كانون الأول (ديسمبر)، وقد أُبلغت عائلته بأنّ الحادث كان انتحاراً.
إلياس دمير، الذي يقضي أيضاً عقوبة بالسجن مدى الحياة في مقاطعة بولو الشمالية الغربية، تم العثور عليه ميتاً في زنزانته في 17 كانون الأول (ديسمبر)، وكان دمير يعاني من مشاكل صحية عقلية.
وتمّ العثور على خليل غونيش، وهو مريض بالسرطان يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة، ميتاً في زنزانته في محافظة ديار بكر جنوب شرق البلاد في 15 من الشهر نفسه، وقد رُفضت مناشداته بالإفراج عنه بسبب حالته.
عبد الرزاق شيور، مريض آخر بالسرطان، فقد حياته في مقاطعة إزمير الغربية في اليوم نفسه، وكذلك صالح توغرول، الذي أصيب بجلطة دماغية أثناء وجوده في السجن، في محافظة مرسين الجنوبية.
وقال حزب الشعوب الديمقراطي في بيان: "سجون تركيا أصبحت مراكز للتعذيب وسوء المعاملة"، وأضاف: "هناك أيضاً العديد من السجناء المرضى الذين يحتاجون إلى اهتمام المجتمع الدولي".
ويوجد حالياً ما لا يقلّ عن (1605) سجناء مرضى في تركيا.