بقاء المرتزقة في ليبيا.. مناورة إخوانية تركية لحصد المكاسب

بقاء المرتزقة في ليبيا.. مناورة إخوانية تركية لحصد المكاسب


25/01/2021

محمد بصيلة

كشف خبراء ليبيون عن خطة إخوانية – تركية، تتضمن الإبقاء على المرتزقة والمليشيات في ليبيا، حتى خروج نتائج المسار السياسي للنور.

وأكد الخبراء، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الإخوان لا يمتثلون للاتفاقيات التي ترعاها الأمم المتحدة ويعتبرونها غير ملزمة لهم، رغم أنها نافذة قانونًا.

وأشاروا إلى أن تركيا ستساوم السلطة التنفيذية الجديدة والمجتمع الدولي بورقة المرتزقة، لتحصين اتفاقياتها التي وقعتها مع حكومة "الوفاق" غير الشرعية. 

وانتهت السبت الماضي، مهلة حددتها لجنة (5 + 5) لتفكيك المليشيات وإخراج المرتزقة، تمهيدًا لتنفيذ خارطة طريق، تنتهي بإجراء انتخابات أواخر 2021.

وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقعت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة ( 5 + 5) اتفاقًا للوقف الفوري لإطلاق النار، وتنص على إخلاء جميع خطوط التماس من الوحدات العسكرية والمجموعات المسلحة بإعادتها إلى معسكراتها، بالتزامن مع خروج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية برا وبحرا وجوا في مدة أقصاها ثلاثة أشهر.

سياسة إخوانية

وقال عادل ياسين، رئيس مجلس العلاقات الدولية الليبية، لـ"العين الإخبارية"، إن تنظيم الإخوان وتركيا يناوران ويتمهلان في تنفيذ اتفاق جنيف، لانتظار ما يسفر عنه المسار السياسي والدستوري.

وأكد ياسين، أن سياسة تنظيم الإخوان تقوم على الانتظار حتى تتضح الأمور، ويستطيع تنفيذ أهدافه التي رسمها بدقة عالية، بالسيطرة على موارد ومفاصل الدولة والسيطرة علي الاقتصاد الليبي، وأموال البلاد المجمدة في الخارج.

الحل السياسي.. حلم

وأشار إلى أن إخراج المرتزقة وتفكيك الميليشيات بالحل السياسي أقرب إلى الحلم في ظل هذا الكم الهائل من السلاح والمرتزقة والمقاتلين الأجانب الذين يتوافدون على ليبيا من كل حد وصوب وتحت أنظار المجتمع الدولي.

وأوضح رئيس مجلس العلاقات الدولية الليبية، أن السلطة التنفيذية الحالية تحت سيطرة تنظيم الإخوان الخاضع لتركيا، فيما يطمحون لتكرار نفس التجربة مع السلطة التنفيذية التي ستقود المرحلة الانتقالية حتى إجراء الانتخابات أواخر العام الجاري، وفقًا لخطة الأمم المتحدة.

وأكد أن تركيا التي تقود تنظيم الإخوان ستساوم السلطة الجديدة والمجتمع الدولي بورقة المرتزقة، لتحصين اتفاقياتها التي وقعتها مع حكومة "الوفاق" غير الشرعية.

وحذر من بوادر انقسام ظهرت مع الإعلان عن بدء الترشح للسلطة التنفيذية الجديدة، مشيرًا إلى أن كل قبيلة أو مجموعة أو إقليم دفعت بمرشحين، في محاولة للفوز بهذا المنصب أو ذلك، ما سيعلي من منطق المحاصصة التي لن تعود على الوطن بخير.

خطوة متوقعة

بدوره، قال رئيس لجنة الأمن القومي في المؤتمر الوطني العام الليبي (المنتهية ولايته) الدكتور عبدالمنعم اليسير، لـ"العين الإخبارية"، إن عدم خروج المرتزقة في الموعد المحدد سلفًا كان متوقعًا، مشيرًا إلى أن الإخوان والأتراك يعلمون أن الاتفاقيات التي ترعاها الأمم المتحدة غير ملزمة لهم، رغم أنها نافذة قانونًا.

اتفاقيات وهمية

وأوضح اليسير، أن تنظيم الإخوان يتلاعب بقرارات مجلس الأمن، فهو مستعد للدخول في أي اتفاقيات لأنه يعلم أنه لن يكون ملتزمًا بها، مشيرًا إلى اتفاق الصخيرات الموقع في العام 2015 كتجربة واضحة وصريحة على تعامل التنظيم الإرهابي مع الاتفاقيات الدولية.

وأكد رئيس لجنة الأمن القومي في المؤتمر الوطني العام الليبي سابقًا، أن تنظيم الإخوان لا يهمه ما ستسفر عنه نتائج المسار العسكري والذي تقوده اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5 + 5)، مشيرًا إلى أنه تم الالتفاف على ذلك المسار، تحت ذريعة دمج الميليشيات في المنظومة الأمنية.

مشروع كبير

وأوضح أن الأجهزة الأخيرة التي خلقها السراج وتربع عليها قادة الميليشيات، خالفت نصوص اتفاقيات (5 + 5)، فالميليشيات والمرتزقة باقية، مؤكدًا عدم وجود آلية واضحة تفرض أو تطلب من هذه القوات بأن تخرج.

وأشار إلى أن الأتراك لهم مشروع كبير ولن يتراجعوا عن تواجدهم في ليبيا، مطالبًا بأن تكون هناك قوة لتنفيذ مشروع (5 + 5)

فرج ياسين المحلل السياسي الليبي، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن تركيا أبقت على مرتزقتها في ليبيا، في انتظار سياسة أمريكا الجديدة بالشرق الأوسط.

السياسية الأمريكية

وأوضح المحلل السياسي الليبي، أن تنظيم الإخوان لديه آمال في أن تكون السياسية الأمريكية الجديدة في صالحهم، لذا تهمل في الانصياع للاتفاقيات الملزمة بإخراج المرتزقة الذين يقاتلون في صفوفهم ضد قوات الجيش الوطني الليبي.

وتوقع فرج ياسين أن تتحطم آمال تركيا على صخرة الجيش الوطني الليبي وأن تكبح الإدارة الأمريكية الجديدة جماح أردوغان ومرتزقته في ليبيا، ليعودوا إلى بلادهم صاغرين.

خطوات أحادية

وقال عز الدين عقيل المحلل السياسي الليبي، لـ"العين الإخبارية"، إن مهلة الـ90 يوما انتهت دون أن يتحقق أي شيء بشأن إخراج المرتزقة أو حتى تشكيل لجنة فرعية لوضع قواعد بيانات تمهد لإخراج المرتزقة من ليبيا.

وأوضح المحلل الليبي، أن رئيس حكومة "الوفاق" فايز السراج ما يزال يتخذ خطوات أحادية باتجاه تشكيل أجهزة مسلحة مثل ما يسمى بجهاز دعم الاستقرار الذى يعد مخالفة جسيمة لاتفاق جنيف العسكري، كما أن وزير دفاعه النمروش يجمع المليشيات لتوقع اتفاق عدم اعتداء على بعضها، ما يعني أن التخطيط هو لبقائها لفترة طويلة قادمة.

صيد الأفاعي

وأشار إلى أن المبعوثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز رفضت جمع الميليشيات حول مائدة للتفاوض لصناعة اتفاق سلام تقوم عليه التزامات نزع السلاح وتفكيك المليشيات وإعادة هيكلة وتنظيم المؤسسات المسلحة، بما يضمن استعادة سيادة وهيبة الدولة، باحتكارها الحصري لملكية السلاح وحق استخدام العنف المنظم كما هي آلية حل كل النزاعات المسلحة والحروب الأهلية التي حُلت حتى الآن.

وأكد المحلل السياسي الليبي، أنه رغم رفض العالم للحل العسكري، إلا أن باش آغا يخطط لاستخدام هذا الحل فيما يسميه عملية صيد الأفاعي التي هي ليست إلا عملا عسكريا من مليشيات ضد أخرى.

روشتة للحل

ووضع عز الدين عقيل روشتة من 3 نقاط للحل في ليبيا، ترتكز على المسار العسكري الذي هو القاطرة التي تقود كافة المسارات الأخرى، مؤكدًا أن النقطة الأولى تتضمن إجراء حوار فاعل ومباشر تحت رعاية الأمم المتحدة بين أمراء الحرب وقادة المليشيات المهمين، ومساعدتهم على إبرام اتفاق يقوم على التسريح الجميل، مقابل تسليم أسلحتهم وتفكيك مليشياتهم والسماح بعودة الأجهزة العسكرية والشرطية الرسمية.وأشار إلى أن النقطة الأولى تحتاج إلى إقامة بعثة أمنية أممية رسمية محترفه من القبعات الزرق المختصين بعمليات نزع السلاح وتفكيك المليشيات وبرامج تسريح وإعادة إدماج المقاتلين، بدلا من الخبراء الأمنيين الفاشلين الذين تعتمد عليهم البعثة الآن.

وأكد أن النقطة الأخيرة تتطلب التزامات دولية محددة باتفاق السلام الذي يبرمه أمراء الحرب حيال طبيعة الرد الحاسم على كل من يتهرب من التزاماته بالاتفاق الموقع بينهم.

عن "العين" الإخبارية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية