2021.. عام الأحداث العالمية

2021.. عام الأحداث العالمية


04/01/2022

عبدالحق عزوزي

شهد العالم في عام 2021 أحداثاً متنوعةً حظيت باهتمام متزايد، وسأحاول في مقالتين متتابعتين تلخيص ما يبدو لي أنه أبرزها وأجدرها بالتوقف عنده:

لم ينتهِ العالم بعد من تداعيات فيروس كورونا المستجد، صحيح أن عام 2020 كان أشد من عام 2021، عندما شل الفيروس في بداياته المدن والبلدان والقارات وأوقف عجلة الاقتصاد وحجر ما يزيد على أربعة مليار إنسان في مساكنهم، وأودى بأرواح الآلاف من البشر.. في عام 2021، كانت العديد من المختبرات في أنحاء العالم قد وضعت اللقاحات وبدأت تفقِّه الدولَ حول كيفية انتقال الفيروس والطريقة المثلى للتخفيف من حدته، لكنها لم تقض عليه ولم تستطع إيقاف زحفه وما زالت تداعياته، وعلى رأسها متحوراته العديدة، تصيب العلماء والدول بالحيرة والذهول.

النشاطات البشرية الملوثة أضحت كارثيةً وسريعةً أكثر من أي وقت مضى، وهي تحدِث تغييرات مناخية خطيرة، وهذا ما جعل الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش في إطار تعليقه على تقرير أممي صدر سنة 2021 عن التغير المناخي يقول: «إنه إنذار أحمر للبشرية. أجراس الإنذار تصم الآذان: انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الوقود الأحفوري وإزالة الغابات تخنق كوكبنا».

الانسحاب العسكري الأجنبي في دول الصراعات أصبح قاعدةً سياسية للعديد من دول العالم، بما في ذلك أميركا (من أفغانستان) وفرنسا (من مالي)، وهذه القاعدة بدأت تعرف تجسيداً لها مع وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى سدة البيت الأبيض.. فلا يوجد أي سبب استراتيجي مثلاً يدفع الأميركيين إلى إعادة نشر قواتهم في أفغانستان؛ لأن هذا كان ليشكل «انتحاراً سياسياً» لبايدن، كما أن فرنسا مع قرب الانتخابات الرئاسية وتأزم الأوضاع في منطقة الساحل أدت برئيسها إلى أخذ قرار الانسحاب العسكري من المنطقة.

لم تشهد فرنسا في سياستها الخارجية وأمنها القومي الداخلي أزمةً مثل تلك التي شهدتها مع الولايات المتحدة بعد إعلان أستراليا فسخ عقد ضخم أبرمته معها في عام 2016 لشراء غواصات تقليدية، واستبدالها بأخرى أميركية عاملة بالدفع النووي.

صفقة الغواصات النووية تُعد جزءاً من استراتيجية تطويق منسَّقة تقودها أمريكا وتعتبرها بكين تهديداً لخِططها لزيادة الرامية إلى تعزيز وجودها في منطقة المحيط الهندي.. وتسبب في تسريع وتيرة سباق التسلح في آسيا حتى قبل دخول هذه الغواصات الخدمةَ. ولجأت الصين إلى تصعيد سياساتها في التحديث العسكري، خصوصاً فيما يتعلق بالتكنولوجيا القادرة على مجابهة هذه الغواصات والضغط على حلفائها للتموقع معها.

كما أن التحالف الأمني الجديد يضع مزيداً من الضغط على الوجود الصيني في بحر الصين الجنوبي والمسارح البحرية الأخرى. ثم إن اندماج جزيرة تايوان في البر الصيني (الصين الأم) سيقوض الميزة الاستراتيجية للولايات المتحدة في المحيطين الهندي والهادئ، مما يجعل الجزيرة نقطةً مركزية استراتيجية للحرب الباردة الجديدة.

عن "الاتحاد" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية