في الذكرى الأولى لانتفاضة تشرين.. العراقيون يعودون إلى الشوارع

في الذكرى الأولى لانتفاضة تشرين.. العراقيون يعودون إلى الشوارع


25/10/2020

تشهد العاصمة العراقية بغداد وبعض المحافظات العراقية، منذ أمس السبت، انتشاراً كبيراً للقوى الأمنية في شوارعها، تزامناً مع استعداد الآلاف من العراقيين لإحياء ذكرى مرور عام على "انتفاضة تشرين" التي انطلقت في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي، ودعت إلى محاربة الفساد والإطاحة بالطبقة السياسية الحاكمة والفكاك من التبعية السياسية لإيران.

 

أعلنت تنسيقيات التظاهرات الاحتجاجية في العراق عن توجيهها دعوات للاتحادات الشعبية وطلبة المدارس والجامعات للمشاركة في إحياء ذكرى انتفاضة تشرين

 

ومن المُقرّر أن يخرج آلاف العراقيين اليوم الأحد، في تظاهرات واسعة لإحياء الذكرى الأولى للتظاهرات التي راح ضحيتها نحو 700 متظاهر، فضلاً عن إصابة مئات الآلاف خلال محاولات قتل وعمليات اختطاف نفذتها الميليشيات المُسلّحة المناوئة للشارع العراقي.

وأعلنت تنسيقيات التظاهرات الاحتجاجية، في وقت سابق، عن توجيهها دعوات للمنظمات والاتحادات الشعبية وطلبة المدارس والجامعات، للمشاركة في إحياء الذكرى السنوية الأولى للمظاهرات الاحتجاجية في ساحات التظاهر في بغداد ومحافظات وسط وجنوبي البلاد.

اقرأ أيضاً: لماذا تصعد الميلشيات الموالية لإيران تهديداتها ضد الأكراد في العراق؟

كما أكّد بيان باسم الحراك أنّ الناشطين شكّلوا جبهة تشرين "لتنسيق عمل تنسيقيات التظاهرات في العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى، مشيراً إلى أنّ "التشكيل يشمل 21 تنسيقية تُمثّل المتظاهرين"، وفق ما أورد مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 هل هي انتفاضة المواطنين الشيعة؟

 في مثل هذا اليوم من العام الماضي، انطلقت الموجة الثانية ممّا بات يُعرف بثورة أو انتفاضة تشرين، وذلك بعد انطلاقها في العاصمة بغداد في الأول من تشرين الأول (أكتوبر)، حيث توقفت نتيجة موسم الزيارات الدينية، ثمّ تفجرت بشكل كبير وغير مسبوق في الـ 25 من الشهر ذاته في مدن ومحافظات وسط وجنوب البلاد.

تشهد بغداد وبعض المحافظات العراقية انتشاراً كبيراً للقوى الأمنية في شوارعها

 لذلك، يرى مراقبون أنّ الدلالة الأكثر أهمية التي كرّستها الانتفاضة تمثّلت في أنّها انتفاضة المواطنين الشيعة ضد الحكام من أبناء جلدتهم، نظراً لما ارتكبوه من فساد وسوء إدارة ورهن القرار الوطني العراقي بيد قوى خارجية.

 

يرى مراقبون أنّ الدلالة الأكثر أهمية التي كرّستها الانتفاضة تمثّلت في أنّها انتفاضة المواطنين الشيعة ضد الحكام من أبناء جلدتهم

 

 واللافت في خطاب المحتجين اليوم، هو أنّ المطالبات بحسم ملف السلاح المنفلت والكشف عن قتلة المحتجين باتت تسبق مطلب الانتخابات المُبكّرة؛ إذ يرى المحتجون أنّ تلك المطالب تُمثّل مقدمات أساسية لتوفير أجواء آمنة قبيل الاستحقاق الدستوري، مشيرين إلى أنّ عدم تحقيقها يعني أنّ الجماعات المُسلّحة التي تستهدفهم لن تتوانى عن استهداف أي حراك سياسي يزاحم نفوذها، خصوصاً إن كان منبثقاً من حركات الانتفاضة المناوئة للنفوذ الإيراني.

 تظاهرات سلمية

 إلى ذلك، دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان المتظاهرين إلى الالتزام بالسلمية، مشدّدة على ضرورة حماية حرية الرأي والتعبير وحق التظاهر السلمي.

 كما دعت كافة المتظاهرين للتعاون مع القوات الأمنية في حماية الممتلكات العامة والخاصة والابتعاد عن أية صدامات، كما حثّت الأمن على توفير الحماية اللازمة للمتظاهرين وتطبيق قواعد الاشتباك الآمن.

 

أعلنت وزارة الداخلية العراقية أنّها أجرت اتصالات مع قادة الحراك والناشطين لتأمين الحماية للمظاهرات الشعبية التي ستنطلق اليوم الأحد

 

 ودعت، في الوقت نفسه، الحكومة العراقية إلى الاستجابة لمطالب المتظاهرين السلمية المشروعة والتي تساهم في إحداث التغيير الإيجابي وتعزيز بيئة حقوق الإنسان في العراق.

دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان الحكومة العراقية إلى الاستجابة لمطالب المتظاهرين السلمية المشروعة

 بدوره، أكّد وزير الداخلية عثمان الغانمي: أنّه "سيحمي المتظاهرين وسيوفر الأجواء المناسبة لهم"، مُشدّداً على وضع خطط أمنية لحماية المنشآت والممتلكات العامة.

اقرأ أيضاً: إيران.. والإصرار على "تأزيم العراق"

 من جانبه، أعلن قائد الفرقة الخاصة المسؤولة عن تأمين المنطقة الخضراء اللواء الركن حامد الزهيري، أنّه تم تجريد قواته من السلاح، وذلك بالتزامن مع حلول الذكرى الأولى لتظاهرات أكتوبر، قائلاً: "نحن موجودون أساساً لحماية كرامة وأرواح المواطنين"، مطالباً المتظاهرين في الوقت ذاته بضبط النفس أثناء تظاهرهم، كي يكون الجيش والشرطة والشعب يداً واحدة لأجل حفظ أمن البلد وتحقيق مطالب الشارع.

 

تداول بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو قالوا إنّها من اعتداء القوات الأمنية على المحتجين اليوم

 

 وكانت وزارة الداخلية العراقية، قد أعلنت السبت أنّها أجرت اتصالات مع قادة الحراك والناشطين "لتأمين الحماية للمظاهرات الشعبية" وفق ما أوردت "العرب" اللندنية.

 دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي

 ودشّن الناشطون العراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي عدة وسوم منها "انتفاضة تشرين" و"ثورة تشرين"، "العراق ينتفض" و"تشرين موعد الثائرين".

اقرأ أيضاً: احتجاجات العراق.. توقعات بعودتها بزخم أكبر ومطالب سياسية واضحة

 وغرّد رواد المنصات الاجتماعية من خلال الوسوم مطالبين العراقيين بالنزول إلى الشوارع اليوم؛ إذ نشرت الناشطة دعاء صورة من الاحتجاجات السابقة وعلّقت عليها باللغة الإنجليزية قائلة: "غداً سنعيد بلدنا، غداً سنقرر مصيرنا، غداً هو يوم استقلالنا".

 وبدأ الناشطون فعلاً بتداول صور ومقاطع فيديو من الاحتجاجات التي انطلقت اليوم، حيث نشر أحد الناشطين مقطع فيديو وعلّق عليه قائلاً: "ثوار تشرين يؤكدون للقوات الأمنية سلمية المظاهرات عبر مكبرات الصوت في منطقة العلاوي في بغداد".

 وأفاد عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، بوقوع اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن بالقرب من ساحة التحرير في بغداد، وإصابة عدد من المتظاهرين؛ فقد نشر الناشط علي المقدام مقطع فيديو من الاشتباكات وعلّق عليه قائلاً: "العاصمة بغداد الآن، قوات حكومية رسمية تعتدي على محتجين في منطقة العلاوي.

 كما غرّد البعض ضد حراكات تشرين ووصفوها بـ "الفوضى" و"السعي لزعزة استقرار البلاد"؛ إذ غرّد حساب يحمل اسم طائر الجنوب قائلاً: "تشرين مخطط لنشر الفوضى في البلاد وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة".

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية