باتت بغداد في موقفٍ أكثر حرجاً، بعد فرض الولايات المتحدة أمس، عقوبات على أربعة رجال يتولّون إدارة عمليات حزب الله في العراق.
اقرأ أيضاً: حزب الله اللبناني يتدخّل في تشكيل الحكومة العراقية
كما تأتي العقوبات الجديدة في وقت تضغط فيه واشنطن على أوروبا، لوضع حزب الله المدعوم من إيران على "القائمة السوداء" كمجموعة إرهابية.
العقوبات الجديدة، التي أعلنتها إدارة ترامب، طالت أربعة رجال تقول إنّهم يقودون عمليات حزب الله في العراق
وإلى بغداد توجهت الأنظار أمس؛ حيث التقى رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، بسفير طهران؛ الذي أكّد أنّ الأول هو "صديق وثيق قديم" لبلاده، مغلقاً الباب أمام أيّ تأويل، بالتزامن مع صمتِ بغداد حيال موقف واشنطن، بعدم استثنائها من العقوبات، قطعه عبد المهدي بالقول إنّه لن يتعاطى مع العقوبات على إيران، دون أن يوضح كيف!
وجاءت العقوبات الجديدة، التي أعلنتها إدارة ترامب، والتي طالت أربعة رجال، تقول إنّهم يقودون عمليات حزب الله في العراق، المصنَّف لدى واشنطن بجناحيه العسكري والسياسي؛ كـ "جزء لا يتجزأ من منظمة ارهابية"، لتضع بغدادَ في حرجٍ إضافي، ففضلاً عن إظهار العراق بمظهر الموافق على نشاط "منظمة إرهابية" على أراضيه، ثمّة الخطوات التي عليه القيام بها، وهي شبهُ مستحيلة، كونها تعني دخوله في مواجهةٍ مع إيران.
من هم الرجال الأربعة؟
قالت وزارة الخزانة الأمريكية: إنّ الرجال الأربعة الذين استهدفوا أمس، يقودون أنشطةَ المجموعة العملياتية والاستخباراتية والمالية في العراق، وهم:
أولاً: شبل محسن عبيد الزيدي
وهو أمين عام "كتائب الإمام علي"، ومتهمٌ بالعمل نيابة عن قوات الحرس الثوري – فيلق القدس، أو مساعدتها ودعمها، وتقديم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي، وغيرها من الخدمات لدعم حزب الله.
اقرأ أيضاً: هل يتحمل حزب الدعوة الإسلامية مسؤولية خراب الدولة العراقية؟
وعمل الزيدي منسقاً مالياً بين الحرس الثوري الإيراني والجماعات المسلحة في العراق، وساعد في تسهيل الاستثمارات العراقية نيابة عن قائد الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.
كما قام الزيدي بتنسيق تهريب النفط من إيران إلى سوريا، لصالح النظام والقوات العاملة تحت مظلة إيران، وقام بإرسال مقاتلين عراقيين إلى سوريا بناء على طلب من الحرس الثوري الإيراني، وظهر علنياً أربع مرات، على الأقل، مع قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
ثانياً: يوسف هاشم
وهو مسؤول عن حماية مصالح حزب الله في العراق، إضافة إلى ذلك؛ يتولّى تنسيق حماية رجل الأعمال اللبناني، أدهم طباجة، وهو أحد ممولي الحزب عن طريق شركات يملكها في العراق ولبنان، كما أدار هاشم علاقات حزب الله مع الجماعات المسلحة في العراق، بما في ذلك تنسيق عمليات نشر المقاتلين في سوريا دفاعاً عن الأسد، وتحت مظلة الحرس الثوري الإيراني.
ثالثاً: عدنان حسين كوثراني
ويتولى كوثراني (شقيقُ مسؤول الملف العراقي لدى حزب الله اللبناني محمد كوثراني، الذي تدخّل في تشكيل حكومات عراقية عام 2014 والعام الجاري) تسهيل المعاملات التجارية لحزب الله داخل العراق، وحضور اجتماعات مع الجماعات المسلحة من أجل تأمين مصادر التمويل لحزب الله، ويصفه تقرير الخزانة الأمريكية؛ بأنّه "الذراع الأيمن لشقيقه، المسؤول عن أنشطة حزب الله في العراق، بما في ذلك جهود حزب الله في تأمين التدريب والتمويل والدعم السياسي واللوجستي للجماعات المسلحة للمليشيات العراقية".
رابعاً: محمد عبد الهادي فرحات
وهو متهم بالمشاركة في تقديم استشارات للجماعات المسلحة في العراق، بالنيابة عن حزب الله، وجمع المعلومات الأمنية والمخابراتية، وتقديم تقارير إلى كبار قادة حزب الله والقيادة الإيرانية، كما شارك في مشروعٍ لتحليل الوضع الأمني العراقي وتقديم تقرير عنه لحزب الله والحرس الثوري.
اقرأ أيضاً: العراق ولبنان وعقوبات إيران
ويتّهم تقرير وزارة الخزانة الأمريكية حزب الله بـ "السعي إلى تقويض السيادة العراقية وزعزعة استقرار الشرق الأوسط"، كما يشير إلى أنّ "العقوبات تهدف إلى إفشال المحاولات السرّية لحزب الله، من أجل استغلال العراق في غسيل الأموال، وشراء الأسلحة، وتدريب المقاتلين، وجمع المعلومات الاستخبارية لإيران".
مبعث القلق الجدّي ببغداد هو تهديد نصّ القرار الأمريكي بعواقب وخيمة ستطال الأشخاص الذين يساعدون حزب الله
مبعث القلق الجدّي في بغداد؛ هو تهديد نصّ القرار الأمريكي، بـ "عواقب وخيمة" ستطال الأشخاص الذين يساعدون حزب الله وشبكات دعمه العالمية، كما يحذر المتعاملين مع الشخصيات الأربعة من أنّهم "يعرضون أنفسهم لخطر عقوبات جدية"، وهو ما يعني قيادات سياسية وعسكرية بارزة، سيما أنّ "كتائب الإمام علي" هي جزء من الحشد الشعبي؛ الذي أصبح ضمن جسد القوات الأمنية العراقية الرسمية.
وقال وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، سيغال ماندلر: "حزب الله هو وكيل إرهابي للنظام الإيراني الذي يسعى إلى تقويض السيادة العراقية، وزعزعة استقرار الشرق الأوسط".