غزة على حافة مجاعة: طوابير طويلة من أجل كسرة خبز

غزة على حافة مجاعة: طوابير طويلة من أجل كسرة خبز

غزة على حافة مجاعة: طوابير طويلة من أجل كسرة خبز


كاتب ومترجم فلسطيني‎
02/11/2023

أجبرت إسرائيل عشرات المخابز في قطاع غزة على إغلاق أبوابها، بعد تعمد الطائرات الحربية قصف ما يقارب من 12 مخبزاً وطوابير المواطنين الذين ينتظرون لساعات طويلة للحصول على الخبز في مناطق متفرقة من القطاع.

ويأتي ذلك بهدف تجويع السكان في قطاع غزة، بعد أن لجأوا إلى المخابز للحصول على لقمة العيش، وصعوبة تحضير الخبز داخل المنازل بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ووقف إمدادات الغاز والتدمير الواسع الذي حل بالأحياء والبيوت السكنية.

ويعاني أكثر من مليون مواطن داخل قطاع غزة، من صعوبة كبيرة خلال تنقلهم للحصول على الخبز وأصناف الطعام الأخرى في مناطق متفرقة من قطاع غزة من أجل سد رمق جوعهم، حيث أصبحت رحلة البحث عن الطعام محفوفة بالمخاطر، بعد استمرار الاحتلال الإسرائيلي استهداف المخابز والمحال التجارية بشكل مباشر، حيث يتعرض المواطنون الذين يتوجهون إلى المخابز خاصة في ساعات الصباح الباكر، ويصطفون على شكل طوابير طويلة لقصف من الطائرات التي لا تكاد تفارق سماء غزة ولو لدقيقة واحدة.

لجأ عدد كبير من المواطنين، في ظل الملاحقة الإسرائيلية لهم على المخابز، إلى إعداد الخبز بالاعتماد على الأفران الطينية البدائية التي تعمل بالحطب

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، أنّ الطيران الإسرائيلي قصف 10 مخابر في القطاع، وسط استمرار الادعاءات الإسرائيلية بعدم استهداف المدنيين.

وحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فإن المخابز التي تعرضت للاستهداف هي:

مخبز اليازجي، فرع تل الهوا

مخبز اليازجي، فرع شارع يافا

مخبز اليازجي، فرع شارع الأمن العام

مخبز عجور، فرع السدرة

مخبز عجوز، فرع الغزالي

مخبز خيرات، الشام تل الهوا

مخبز هنية، جباليا

مخبز الواحة، معسكر جباليا

مخبز المغازي، وسط المخيم

مخبز النصيرات، شارع السوق

مواطنون فلسطينيون في طابور عند أحد المخابز بغزة (رويترز)

مجموعة مخابز عجور واليازجي والشرق، تعرضت عدة فروع لها في مناطق متفرقة من قطاع غزة لقصف وتدمير كامل على رؤوس العاملين بداخلها دون سابق إنذار، في حين أغلقت هذه المخابز باقي فروعها تحسباً من هجوم مباغت عليها، وارتكاب المزيد من المجازر بحق العاملين والمواطنين الذين ينتظرون على أبواب تلك المخابز بالمئات، للحصول على لقمة العيش.

ونددت وزارة الداخلية في غزة باستهداف الاحتلال الإسرائيلي المتعمد للمخابز العاملة في قطاع غزة، ووقوع أعداد كبيرة من الضحايا والجرحى في صفوف المواطنين، ولاسيما النازحين منهم الذين يواجهون ظروفاً صعبة من جراء الواقع المأساوي داخل مراكز النزوح غير المؤهلة للعيش، في ظل النقص الحاد في الغذاء والشراب والدواء، ومخاوف انتشار الأوبئة والأمراض الخطيرة بين آلاف النازحين، فيما وصفت حركة حماس قصف الاحتلال للمخابز في غزة بأنها جريمة ضد الإنسانية، وتستدعي تحركاً عربياً ودولياً عاجلاً لوقف جرائم الاحتلال ولإدخال المساعدات للمدنيين العزل، كما أنّ إقدام الاحتلال على قصف عدد من المخابز، هو إمعان في جريمة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا، وتهدف من وراء ذلك إلى قطع إمدادات الغذاء عن المواطنين وتجويعهم.

وفي تعقيب له على ذلك، يقول محمود عجور صاحب مجموعة مخابز عجور إنّ "الاحتلال الإسرائيلي قد وجه غارات عنيفة وبدون سابق إنذار على أحد فروع المخابز الواقعة في منطقة الغزالي وسط مدينة غزة، وسط تجمع للمئات من المواطنين الذين ينتظرون دورهم للحصول على القليل من الخبز لسد جوعهم، حيث أدى القصف إلى وقوع عشرات الضحايا والإصابات بين العاملين داخل المخبز، الأمر الذي أدى إلى توقف عمل المخبز بشكل كامل، نتيجة تدمير الآلات الخاصة بإنتاج الخبز".

مخبز النصيرات الذي قصفه طيران الاحتلال الإسرائيلي في غزة

وأردف عجور في حديثه لـ"حفريات" إلى أنّ "العنجهية التي تمارسها إسرائيل بحق المخابز التي يعمل فيها مدنيون، وتقدم الخبز للسكان في ظل انقطاع التيار الكهربائي ونزوح آلاف المواطنين واعتمادهم على المخابز، تأتي في إطار تعمد إسرائيل تأزيم حياة السكان، من خلال تجويعهم ومحاولة فرض مزيد من الضغط على قطاع غزة".

وأوضح أنّ "هناك عدة أفرع من المخبز لاسيما الموجودة وسط وشمال قطاع غزة قد أغلقت أبوابها منذ أيام، بسبب التهديد المستمر من الجانب الإسرائيلي باستهدافها دون ابداء أي أسباب مقنعة حول مدى خطورة عمل هذه المخابز على إسرائيل، التي تواصل ارتكاب المزيد من المجازر البشعة بحق المدنيين العزل في سائر مناطق قطاع غزة".

صاحب مجموعة مخابر في غزة لـ"حفريات": إسرائيل تتعمد تأزيم حياة السكان، من خلال تجويعهم وفرض مزيد من الضغط على قطاع غزة

ولفت إلى أنّ "استمرار الواقع الصعب الذي تمارسه إسرائيل بحق المدنيين، ينذر بوقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة، في ظل التواطؤ والدعم العالمي والأوروبي لإسرائيل، والذي يوفر لها الغطاء في الاستمرار بملاحقة واستهداف المدنيين، وتكريس الواقع المأساوي الذي يواجهونه بفعل الدمار الواسع".

ومع توقف تلك المخابز عن العمل وخشية المواطنين من التوجه والوقوف على أبوابها، لجأ عدد كبير من المواطنين، في ظل الملاحقة الإسرائيلية لهم على المخابز، إلى إعداد الخبز بالاعتماد على الأفران الطينية البدائية التي تعمل بالحطب، بعد أن اقتحم السكان في مناطق واسعة من قطاع غزة مراكز الأونروا الخاصة بتقديم المساعدات الغذائية، والتي توقفت منذ اليوم الأول من الحرب عن العمل لدواع أمنية، وجلب الدقيق من تلك المراكز وإعداد الخبز بالطرق البدائية، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية وحرمان السكان المدنيين من الحصول على المساعدات الغذائية بشكل آمن. 

يشار إلى أنّ إسرائيل تتعمد خلال الحرب الحالية استهداف المدنيين وتأزيم أوضاعهم المعيشية، بعد أن أجبرت أكثر من مليون مواطن إلى النزوح قسراً إلى مراكز الإيواء من مدارس ومراكز صحية في غزة، بعد أن دمرت مدناً سكنية بالكامل في مناطق عدة من القطاع، يضاف إلى ذلك أنّ وتيرة القصف لا تزال مستمرة في جميع مناطق قطاع غزة، وعلى إثر ذلك تزداد أعداد الضحايا والجرحى في كل دقيقة، مع تواصل الغارات العنيفة وارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين.

مواضيع ذات صلة:

انتهاكات إسرائيل ترقى إلى جرائم حرب... هل فشل المجتمع الدولي في التعامل معها؟

مجازر ودمار.. حصيلة جرائم العدوان الإسرائيلي على غزة في 25 يوماً

تحول بطيء في المزاج العالمي لمصلحة إدانة الإبادة في غزة

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية