حزب الله يبدد الأجواء الإيجابية لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى لبنان.. ماذا فعل؟

حزب الله يبدد الأجواء الإيجابية لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى لبنان.. ماذا فعل؟


23/12/2021

افتعل مدنيون تابعون لحزب الله اللبناني أزمة مع قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام جنوب لبنان "اليونيفيل"، وذلك بالتزامن مع ختام زيارة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى لبنان استمرت (4) أيام، وتضمّنت انتقاداً لسلوك الفصائل السياسية، وبالتحديد حزب الله الذي وصفه بالنسبة إلى لبنان بـ"الفيل داخل الغرفة".

وتعرضت دورية "اليونيفيل" مساء أمس للتكسير من قبل بعض الشبان في بلدة شقرا، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني لإخراجها من البلدة، في مشهد يتكرر من وقت إلى آخر، بحسب ما أورده موقع جنوبية، لافتاً إلى أنّ ذريعة تلك الاعتداءات هي أنّ عناصر القوات الدولية قاموا بتصوير مواقع، في إشارة الى مواقع لـ"حزب الله"، ويتمّ تعميم الرواية على الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التابعة للحزب، مع فيديو مصوّر لعملية الاعتداء وتكسير الآليات.

تعرّضت دورية "اليونيفيل" مساء أمس للتكسير من قبل بعض الشبان في بلدة شقرا، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني لإخراجها من البلدة، في مشهد يتكرر من وقت إلى آخر

واعتبر الموقع اللبناني أنّ الاعتداء وتوقيته يحمل رسالة أراد الحزب توجيهها للمجتمع الدولي، في ظلّ تصاعد الحديث عن نشر قوات دولية لمراقبة الحدود اللبنانية السورية، وضبط المعابر غير الشرعية مع سوريا.

ونقل الموقع عن مصادر، لم يُسمّها، أنّ مجرّد الحديث عن ضبط المعابر، ونشر قوات دولية، يوتّر قيادة "حزب الله" التي تعتبر المعابر غير الشرعية قضية انتصار أو هزيمة، وترى فيها شريان حياة أو موت، وقد يلجأ حزب الله إلى توتير الأجواء وافتعال أشكالات أمنية، وهو على استعداد لتنفيذ 7 أيار (مايو) جديد، عند الاقتراب من ضبط الحدود.

إقرأ أيضاً: حزب الله إذ يساعد ماكرون كي يصبح "بطل لبنان الخارق"

وعادة ما يلجأ حزب الله إلى سياسة توجيه الرسائل وإشعال جبهات متزامنة خدمة لمصالحه، ففي الوقت الذي تجاهل فيه الأمين العام للأمم المتحدة الاجتماع بأيّ مسؤول في حزب الله، فضلاً عن إجرائه حواراً مع صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، وهاجم خلاله الحزب، جاء الاعتداء الأخير ليبعث رسائل على أنّ الحزب، بمدنيّيه وعسكرييّه، لن يقبلوا على أيّ نحو مجرد التفكير في المساس بمواقعه.

من جانبه، شدّد الأمين العام للأمم المتحدة، خلال حواره مع "الشرق الأوسط"، على ضرورة أن يصير "حزب الله" حزباً سياسياً كغيره من الأحزاب السياسية في لبنان، وأشار إلى أنّ "الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي بتقوية المؤسسات اللبنانية. عندما يكون لديك فيل في الغرفة، فإنّ أفضل ما يمكنك القيام به هو توسعة الغرفة؛ لكي لا يتحول الفيل إلى مشكلة".

ولفت غوتيريش إلى ضرورة دعم المجتمع الدولي للجيش اللبناني، قائلاً: "نحن ندعم الجيش اللبناني من مواردنا الهزيلة، نحتاج إلى دعم هائل من المجتمع الدولي للجيش اللبناني.

شدّد الأمين العام للأمم المتحدة، خلال حواره مع الشرق الأوسط، على ضرورة أن يصير "حزب الله" حزباً سياسياً كغيره من الأحزاب السياسية في لبنان

وحول العلاقات اللبنانية الخليجية وتأزّمها، علّق المسؤول الأممي قائلاً: "لبنان يجب أن يقوم بجهد لتحسين علاقاته مع دول مجلس التعاون الخليجي، قبل أن آتي إلى لبنان، كان لي لقاء مع سفراء مجلس التعاون الخليجي في نيويورك، أعرف أنّ الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" كان في المملكة العربية السعودية، وأعتقد أنّه من الجوهري تماماً أن يستعيد لبنان علاقاته مع دول مجلس التعاون الخليجي، وأناشد دول الخليج، وأنا أعرف أنّ الكويت فاعلة للغاية في تشجيع هذا التواصل، أناشد دول الخليج أن تكون جزءاً من إنعاش لبنان.

إقرأ أيضاً: مؤتمر دولي مقبل يكشف أسرار علاقة حزب الله بعصابات أمريكا اللاتينية

وقد تسبّب حزب الله اللبناني مؤخراً في أزمة مع الكويت، حيث أوقفت الأخيرة خلية تُقدّم الدعم لحزب الله في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وعلى إثرها قرّرت الكويت وقف التأشيرات إلى اللبنانيين، ووقف تحويل أموال التبرعات إلى لبنان.

ولا يتوقف الجدل الذي يثيره حزب الله اللبناني على الأزمات الداخلية، سواء بعرقلته اجتماع الحكومة، أو إشعاله الأزمة مع الخليج، أو الانتخابات المرتقبة، بل ترتفع حدة القلق من أن يورّط حزب الله الدولة اللبنانية في مواجهة مع إسرائيل، في هذه المرحلة التي يشهد فيه لبنان أكبر أزمة اقتصادية في تاريخه.

وتتلبد الأجواء الدولية وتترقب ما تحمله الأيام القادمة، في ظلّ المفاوضات النووية بين الغرب وإيران، وارتفاع حدة التوقعات بإمكانية حدوث مواجهة بين إيران وإسرائيل؛ ممّا يعني أنّ حزب الله الذي يُعدّ ذراع إيران الأبرز في المنطقة لن يكون بعيداً عن المشهد.

وقد هدّد قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجديد الجنرال تومير بار أمس بتوجيه ضربات عنيفة لـ"حزب الله" في لبنان في حال هاجم الأخير تل أبيب.

إقرأ أيضاً: ألمانيا تواصل ملاحقة كل ما يمت بصلة لحزب الله اللبناني

وقال بار في تصريحات نقلها موقع "مكان" الإسرائيلي: إنّ "جيش الدفاع ينوي استخدام قوة ضاربة يصعب تصوّرها، في حال اندلعت مواجهة عسكرية مع حزب الله"، بحسب ما أورده موقع "سبوتنيك".

وفي سياق يعكس القلق من توجيه ضربة من حزب الله إلى إسرائيل، نشرت صحيفة إسرائيلية  أمس أنّ حزب الله اللبناني يمتلك نحو (2000) طائرة دون طيار، بعضها مطوّر في إيران، والأخرى قام بتصنيعها الحزب بشكل مستقل بنفسه.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنّ الحزب امتلك (200) طائرة دون طيار إيرانية الصنع حتى عام 2013، وبمرور الوقت، وبمساعدة إيرانية، قام حزب الله اللبناني بزيادة أعداد هذه الطائرات، وبشكل كبير، ولفتت الصحيفة إلى أنّ حزب الله سيستخدم هذه الطائرات، مثل ما فعله "الكاميكازي" (الانتحاري)، في هجمات على أهداف استراتيجية تابعة للجيش الإسرائيلي.      


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية