الجزائر: كيف رد الناشطون على دعوة الإخوان للتظاهر مجدداً لأجل غزة؟

الجزائر: كيف رد الناشطون على دعوة الإخوان للتظاهر مجدداً لأجل غزة؟

الجزائر: كيف رد الناشطون على دعوة الإخوان للتظاهر مجدداً لأجل غزة؟


31/10/2023

ردّ الناشطون في الجزائر بقوة على دعوة حركة مجتمع السلم (أكبر واجهة محلية للإخوان) للتظاهر مجدداً تضامناً مع غزة، واعتبروا ما قاله الإخوانيان عبد الرزاق مقري وعبد العالي حساني شريف "طرحاً مجانباً للحقيقة في أرض الشهداء".   

في منشور على صفحته الرسمية بمنصة (فيسبوك)، ذكر الإخواني عبد الرزاق مقري أنّ "الشعوب الآن تتظاهر في الشوارع في مختلف مدن العالم في ليالٍ عصيبة يُباد فيها أهل غزة، ويضحي فيها الأبطال بأنفسهم من أجل بلدهم ومن أجل الأقـصى ومن أجل الأمّة كلها، ها هي عاصمتنا هادئة مستسلمة، لقد استطاع النظام السياسي أن يدجّن الجميع، فهنيئاً لهم!".

استهجن ناشطو شبكات التواصل "نقاط ظلّ" اعترت التسويق الإخواني، وفي هذا الصدد قال رضوان بن لاغا: "أنتم دائماً تعيشون في الأفكار والإيديولوجيات، حتى ولو كانت إيجابية، أمّا التنفيذ والتجسيد... فـ "ربي يجيب"

وصرّح قائد حركة (السلم) بين عامي 2013 و2023: "لقد نجح النظام في هذه المهمة المدمّرة لكرامتنا وكياننا. وكذلك النخب والأحزاب والمنظمات والشخصيات تتحمّل المسؤولية مع النظام السياسي، هذا ليس وقتاً يُكتفى فيه برفع العتب، الصحف تكتب والتاريخ يسجل".

دعوة من حركة مجتمع السلم للتظاهر مجدداً تضامناً مع غزة

ورغم وضوح الموقف الرسمي الداعم لفلسطين، دعا رئيس (السلم) عبد العالي حساني شريف السلطة الجزائرية إلى "تحيين الموقف ومضاعفة الجهود الدبلوماسية في اتجاه تحالف دولي داعم لإيقاف العدوان ورفع الحصار".

وطالب حساني السلطة السياسية بـ "فتح الفضاءات والساحات العمومية أمام الشعب الجزائري والأحزاب والمنظمات للتعبير عن رفض العدوان، ودعم المقاومة في معركتها الباسلة، والتوقف عن ممارسة التضييق الإداري".

وفي تعليقاتهم على ما لاكه مقري وحساني، استهجن ناشطو شبكات التواصل "نقاط ظلّ" اعترت التسويق الإخواني، وفي هذا الصدد قال رضوان بن لاغا: "أنتم دائماً تعيشون في الأفكار والإيديولوجيات، حتى ولو كانت إيجابية، أمّا التنفيذ والتجسيد... فـ "ربي يجيب". أنتم كنتم جزءاً من هذا النظام، فلا ترموا المسؤولية على الغير، فهنيئاً للجميع، وكل يتحمّل مسؤوليته".

وتابع: "بالنسبة إلى حديثكم عن دور الأحزاب، لماذا لا يبادر الحزب (المعارض) الذي تنتمون إليه، بقياداته وقواعده الشعبية، لكسر هذا الهدوء والاستسلام في العاصمة، وتحاولون (تدييك) الجميع"، معتبراً أنّ ما يحدث في الجزائر "لا يعني الرضا بالواقع المرير، وكما قلت سابقاً كلّ منا مسؤول".

رئيس (السلم) عبد العالي حساني شريف

بدوره، شدّد عيسى بعداش: "أنتم أول المدجِنين والمدجَنين في الوقت نفسه، والكل يتحمل المسؤولية أمام الله"، بينما لفتت رميساء زكروني إلى أنّه "حتى الحركات الإسلامية أصبح دورها ضعيفاً في الشارع".

وردّاً على ما قاله مقري بشأن النظام، قال حسان شريفي: "أنتم كأحزاب وشخصيات ساهمتم في هذه المهمة باقتدار".

لا داعيَ للمسرحيات

خاطب عبد الرحمن مرابط الإخوان: "لقد ساهمتم في تدمير أكبر حزب معارض في البلد، وما زلتم تطعنون فيه إلى الآن، فلا داعيَ للمسرحيات"، وأيّده مسعود أبو يوسف لكيرد: "هل رأيت يا مقري أين أوصلتموها، حبّاً في الله لا داعيَ للشكوى".

وكتب عبد الرحيم ما زاري عن "مسؤولية الأحزاب" قائلاً: "الأحزاب مسؤوليتهم أكبر من الأفراد، ويجب عليهم الضغط على الحكومة لاتخاذ إجراءات نصرة لإخواننا في غزة، فالمسؤولية تاريخية". 

شكّل ما يحدث فرصة متجددّة للناشطين كي يذكّروا (السلم) بمسؤوليتها الجسيمة عن موقفها من الفساد زمن الرئيس الراحل بوتفليقة

وأبرز داود فطوس: "أنتم من غذيتم الحكّام في مشاركاتكم وتنافساتكم المختلفة معهم في جميع الأنشطة السياسية والاقتصادية و...، أين اليوم صوتكم الذي كان له حساب؟".

وتوجّه رياض برادعي بالسؤال لمقري قائلاً: "لو كنت رئيس الجمهورية، ماذا كنت ستعمل؟ في حين أهاب بوعلام هامل بالنائب السابق في البرلمان الجزائري لـ "التوقفّ عن ممارسة المراوغات"، في وقت ركّز أمازيغ آيت رمضان على مسؤولية (السلم): "أنتم حزب سياسي ساعد النظام في قمع المظاهرات السلمية، لكنّ دستور 2020 يسمح لكم كحزب سياسي بتنظيم مسيرة بطلب على مستوى أيّ محافظة، شرط تحديد هدف المسيرة وضبط المسار والوقت المحدد، فماذا تنتظرون يا حركة مجتمع السلم؟".

ووجّه عبد السلام نصر الدين صابر رسالة واضحة لمقري: "اتركنا ناس ملاح، المظاهرات تكون في دول تشهد نُظمها السياسية تردداً في موقفها تجاه القضية الفلسطينية، وهي النُظم المطبّعة مع الكيان، حتى إن كان تحت الستار، لكن بالنسبة إلى الجزائر، هل موقفها غير واضح؟ هل نسيت القمة العربية؟ وهل نسيت ماذا فعلت الجزائر في مجلس الأمن مؤخراً؟ ثمّ هل نسيت حزمة المساعدات الأخيرة إلى القطاع؟ حتى وإن كانت غير كافية ومقتصرة على حاجيات معيّنة، يا أخي حتى احتفالاتنا الوطنية أجّلت نظراً إلى مأساة فلسطين، موقف الجزائر واضح، ولا نحتاج لكي نعبّر عن موقفنا أن نتظاهر يومياً".

مسؤولية (السلم)

أشار عبد الرزاق لعايبي إلى أنّ "مقري شريك النظام"، مضيفاً: "نحن عشنا كل الفترات، ونعرف من هو من؟ لذا أعنّا بسكوتك"، وعلى المنوال ذاته نسج عمر دريد: "جماعة (السلم) شركاء (المغضوب عليهم)، ماضياً وحاضراً"، وتساءل إسماعيل رملي: "يا مقري أين هي حركتكم؟ وأين هو رئيسها الذي عيّنته على رأسها؟".

وعلى خلفية (تودّد) مقري للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حرص علي ماضوي على دعوة القائد السابق لـ (السلم) لكي "يطلب من أردوغان أن يغلق القواعد العسكرية للكيان وسفارة الكيان، أفضل من الخروج في مسيرات"، معلّقاً: "الجزائر لا تخرج في مسيرات، بل تعمل في صمت، ويا مقري اتقِ الله في وطنك". 

ناشطون: الجزائر موقفها واضح من القضية الفلسطينية ودعمها

من جانبه، قال عماد علي: "مقري أنت تتحدث بالإشارة إلى غيرك فقط، والمعروف أنك رئيس سابق لحزب يمتلك نُخباً كما تقول، وتدخل سفارات وتسافر إلى دول وملتقيات دولية، فلمن تشير؟ هل تقصد الشعب الذي يحارب من أجل العيش؟ الكل في حرب يومية ما عداكم تعيشون في سلام وحياة رغيدة في كنف الدولة". 

ودافع فيصل زدام عن موقف الجزائر: "شعبنا شعب المقاومة وواعٍ، يؤمن أنّ كل ما أخذ بالقوة لا يُسترجع إلّا بالقوة، ويعلم أيضاً أنّ المظاهرات لا تغني ولا تسمن من جوع، ولو يتظاهر العالم كله (7 مليارات شخص) لن ينفع في ذلك شيئاً".

على خلفية (تودّد) مقري للرئيس التركي أردوغان، حرص علي ماضوي على دعوة القائد السابق لـ (السلم) لكي "يطلب من أردوغان أن يغلق القواعد العسكرية للكيان وسفارة الكيان، أفضل من الخروج في مسيرات"

واستطرد زدام: "بالنسبة إلى نظام الحكم، سواء تتفق معه أو تختلف عنه، فالمشهود عنه، منذ 1948، وهو يساند في السرّ والعلن بالمال والسلاح والدبلوماسية، وبكل ما أوتينا من القوة وليس مجرد شعارات فارغة. فقط أنت لا تقول الحقيقة، ولست ديمقراطياً، ما زلت فقط تصرّح في الإعلام، وتقول إنّ فلسطين والمقاومة تنتسبان إلى حزبك!".

ورأى سمير أبو معاذ: أنّ "أول من يحاسب من الأحزاب والمنظمات على هذا الوضع، هي حركة (السلم) التي رافقت مهمة التدجين والترويض..."، وتساءل علي بوزمي: "ألست أنت يا مقري من استقبلك الرئيس ليسمع رأيك؟ إذن صمتك سيكون مفيداً أكثر". 

تراكمات الماضي القريب 

شكّل ما يحدث فرصة متجددّة للناشطين كي يذكّروا (السلم) بمسؤوليتها الجسيمة عن موقفها من الفساد زمن الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، واستفهم الناشط أحمد ميال: "أين أنتم من المنظومة التربوية الفاسدة التي ضيّعت أجيالاً من شباب الجزائر، والتي يُجمع الكلّ، وخاصة الأسرة التربوية، على فسادها، لماذا لا تتكلمون عن هذا الموضوع؟

وأضاف أحمد ميال: "هل لأنكم في عام 2003 سكتم عند تطبيقها بل روّجتم لصلاحها، وكان هذا على لسان رئيس الحركة يومها أبو جرّة، واليوم تتكلمون عن غلاء الفواكه!"، وأردف ناصر عزوقي متهكّماً على أتباع عبد العالي حساني شريف: "صحّ النوم".

وأبرز الناشط حسان بن قرين: "ما زلنا نسمع مثل هذا الكلام منذ تحالفكم مع النظام المفلس، ألا ترون أنكم تزكّون السراب، كل ما يقع في الجوار، وفي الأرض البعيدة، الجزائر غائبة عنه، هل بأمثالكم ستتجدّد الجزائر؟"

وظلّت (السلم) تضع "المشاركة في الحكم" خياراً رئيساً منذ عهد الرئيس السابق اليامين زروال أواسط تسعينات القرن الماضي، وجرى تعزيز ذلك في فترة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، لكنّ ذلك اقترن في منظور خبراء الشأن السياسي الجزائري بـ "ارتكاب أخطاء قاتلة، مثل تورّطهم في الممارسات الفاسدة لنظام بوتفليقة، وتمريرهم قوانين عارضتها فئة كبيرة من الجزائريين مثلما حصل مع قانون الأسرة"، ولم ينفع الانسحاب المتأخر للإخوان من الائتلاف الحاكم عام 2011 في تحسين صورتهم لدى مواطنيهم

مواضيع ذات صلة:

الجزائر: حركة مجتمع السلم الإخوانية تزايد على الجميع لاحتكار التضامن مع فلسطين

ماذا تريد جبهة "الإنقاذ الإسلامية" المحظورة من الجزائريين؟

 

الصفحة الرئيسية