حرب رسائل أميركية وإسرائيلية إلى إيران وتركيا بالموازاة مع حرب الإسلاميين

حرب رسائل أميركية وإسرائيلية إلى إيران وتركيا بالموازاة مع حرب الإسلاميين

حرب رسائل أميركية وإسرائيلية إلى إيران وتركيا بالموازاة مع حرب الإسلاميين


04/12/2024

 يجلب التصعيد العسكري في سوريا اهتمام إسرائيل والولايات المتحدة لتأثيراته المباشرة على خططهما في الإقليم. من جانب إسرائيل يبدو أن هناك تركيزا شديدا على منع تحرك حزب الله باتجاه دمشق لتنسيق عمليات تأمين السلاح وتجديد شبكات العبور من إيران باتجاه لبنان عبر العراق وسوريا.

ويثير استمرار تحرك الشبكات غضب الإسرائيليين من سوريا ونظام الرئيس بشار الأسد، الذي مازال الإسرائيليون يرون أنه ليس شريكا مباشرا في الحرب، وأنه مغلوب على أمره بسبب الضغوط التي يفرضها الوجود الإيراني. لكن الأمر قد يتخذ أبعادا أخرى في حال استمرت دمشق في لعب دور المسهل لأنشطة حزب الله.

وقال مصدر أمني لبناني لرويترز إن غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة قرب العاصمة السورية دمشق الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل سلمان جمعة، وهو شخصية كبيرة في حزب الله والمكلف بالتنسيق مع الجيش السوري.

وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء بوقوع الغارة على طريق مطار دمشق الدولي، دون الإدلاء بتفاصيل عن سقوط قتلى أو جرحى.

وأكد الجيش الإسرائيلي لاحقا في بيان مقتل جمعة في ما وصفه بغارة شنها بناء على معلومات استخباراتية في دمشق، وقال إن قتله “يضعف وجود حزب الله في سوريا وجهود الحزب المستمرة لبناء قوته.”

ونادرا ما تعترف إسرائيل بأنها تشن غارات في سوريا، حيث تنفذ منذ سنوات حملة جوية على أصول عسكرية إيرانية وعلى تلك التابعة لحلفاء طهران، ومن بينهم حزب الله. والاعتراف بتصفية جمعة قد يكون رسالة تحذير أخرى إلى دمشق.

وقالت إسرائيل في إعلان نادر الشهر الماضي إنها قصفت أصولا استخباراتية لحزب الله بالقرب من دمشق. وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس السوري بشار الأسد من أن السماح لإيران بنقل أسلحة إلى حلفائها عبر سوريا “لعب بالنار”.

وبالتوازي مع المتابعة الإسرائيلية الدقيقة لما يجري في سوريا، تعمل الولايات المتحدة وشركاؤها الأكراد على توظيف التصعيد الحالي في تطويق نفوذ الميليشيات الموالية لإيران وطردها من شرق الفرات.

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن وحدات من الجيش والقوات الرديفة تتصدى الثلاثاء لهجوم شنته قوات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الريف الشمالي لمحافظة دير الزور، وهي المنطقة الوحيدة التي تتواجد فيها الحكومة السورية على طول الضفة الشرقية من نهر الفرات التي تسيطر عليها في الغالب قسد، ما يفتح جبهة جديدة أمام الأسد.

وقال مصدر أمني في شرق سوريا ومصدر في الجيش السوري إن ضربات جوية استهدفت جماعات مسلحة مدعومة من إيران تدعم قوات الحكومة السورية في المنطقة ذات الأهمية الإستراتيجية.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف يقوده الأكراد ويسيطر على أراض في شرق سوريا بدعم من الولايات المتحدة، إن قوات مجلس دير الزور العسكري التابع لها أصبحت مسؤولة عن حماية أهالي سبع قرى كانت تحت سيطرة الجيش السوري. ويضم مجلس دير الزور العسكري مقاتلين عربا من سوريا تحت قيادة قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية.

وقال ضابط في الجيش السوري إن هجوم قسد كان يهدف إلى استغلال ضعف القوات الحكومية بعد تقدم المعارضة المسلحة، وأضاف أن الجيش والجماعات المسلحة المدعومة من إيران المتحالفة معه يرسلان تعزيزات.

ويعطّل وجود قسد في شمال شرق سوريا، على طول جزء كبير من الحدود مع العراق، خطوط الإمداد للجماعات المسلحة المدعومة من إيران في المنطقة والتي تدعم الأسد. وذكرت رويترز الاثنين أن مئات المقاتلين العراقيين المدعومين من إيران عبروا الحدود إلى سوريا لمساعدة القوات الحكومية.

بعد عام 2012 أعلن الأكراد إقامة “إدارة ذاتية” في مناطق نفوذهم (في الشمال والشرق) بعد انسحاب قوات النظام من جزء كبير منها دون مواجهات، وتوسعت هذه المناطق تدريجيا بعدما خاض المقاتلون الأكراد بدعم أميركي معارك عنيفة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي عام 2015 تأسست قوات سوريا الديمقراطية، وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية، وضمنها فصائل عربية وسريانية مسيحية، وباتت تعد اليوم بمثابة الجناح العسكري للإدارة الذاتية.

وتعد قسد، التي شكّلت رأس حربة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ثانية القوى العسكرية التي تسيطر على أرض البلاد بعد الجيش السوري؛ إذ تهيمن اليوم على نحو ربع مساحة البلاد، حيث يقيم حوالي ثلاثة ملايين شخص، أكثر من ثلثهم من الأكراد.

وتشمل مناطق سيطرتها اليوم محافظة الحسكة (شمال شرق) حيث تتواجد قوات النظام في بضعة أحياء عبر مؤسسات في مدينتي القامشلي والحسكة. كما تسيطر على غالبية محافظة الرقة بما فيها المدينة التي شكلت على مدى سنوات معقلا لتنظيم الدولة الإسلامية.

وتهيمن قسد على نصف محافظة دير الزور وعلى أحياء في شمال مدينة حلب ومناطق محدودة في المحافظة. وتقع تحت سيطرتها أبرز حقول النفط السورية ومن بينها العمر، وهو الأكبر في البلاد، والتنك وجفرا في دير الزور، فضلاً عن حقول أصغر في الحسكة والرقة. وكذلك حقلا كونيكو للغاز في دير الزور والسويدية في الحسكة.

وتنتشر قوات أميركية ضمن التحالف الدولي ضد الجهاديين في عدة قواعد بمناطق سيطرة الأكراد. كما تتواجد بجنوب سوريا في قاعدة التنف التي أنشئت عام 2016، وتقع بالقرب من الحدود الأردنية – العراقية، وتتمتع بأهمية إستراتيجية لكونها تقع على طريق بغداد – دمشق.

العرب




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية