هل يضم أردوغان مدناً سورية إلى تركيا؟ وهل أحكم هيمنته على دمشق الجديدة؟

هل يضم أردوغان مدناً سورية إلى تركيا؟ وهل أحكم هيمنته على دمشق الجديدة؟

هل يضم أردوغان مدناً سورية إلى تركيا؟ وهل أحكم هيمنته على دمشق الجديدة؟


06/02/2025

ما تزال أصداء زيارة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع إلى تركيا، واللقاء بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة أنقرة، محور الاهتمام، خاصة لما تضمنته من نقاشات، وأهمها الاتفاقية الدفاعية، وشرعنتها للنفوذ التركي في دمشق.

وقد وصل الشرع أول من أمس إلى العاصمة التركية حاملاً معه قضايا أساسية، بالإضافة إلى "اتفاقية دفاعية"، ونقلت وكالة (رويترز) عن (4) مصادر مطلعة قولها: إنّ لقاء الشرع وأردوغان في جدوله مناقشة اتفاقية دفاعية مشتركة تشمل إنشاء قواعد جوية تركية وسط سوريا وتدريب الجيش السوري الجديد.

في هذا السياق، قال تقرير لصحيفة (العرب) اللندنية: إنّ تركيا سعت لحماية نفوذها في سوريا والحفاظ على جهودها التي بذلتها على مدى أعوام لإسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، من خلال "رهن الإدارة الجديدة باتفاق دفاعي يؤسس لوجود عسكري تركي مباشر في البلاد وإنشاء قاعدتين عسكريتين وسطها"، والهدف من ذلك هو "تأمين استعمال الأراضي السورية في أنشطة عسكرية تركية".

تركيا سعت لحماية نفوذها في سوريا والحفاظ على جهودها التي بذلتها على مدى أعوام لإسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وبحسب الصحيفة نفسها فإنّ الاتفاق الأمني الجديد "يُظهر مستوى التخطيط التركي في العلاقة مع المنطقة واستثمار الأزمات وتحويلها إلى فرص، في وقت ما تزال فيه تحركات بعض دول الإقليم تراوح مكانها في التعاطي مع ما يجري في سوريا، ومن قبل مع ما جرى في ليبيا".

ويُعدّ الاتفاق الدفاعي واجهة لاتفاقيات أخرى تفصيلية تمهد الطريق أمام الشركات التركية للسيطرة على الاقتصاد السوري، في وقت يقول فيه رؤساء شركات وجمعيات تركية إنّهم يعملون على إنشاء طرق شحن جديدة ووضع خطط استثمارية لتعزيز الطاقة الإنتاجية في سوريا، وثمّة توقع بنمو كبير في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وفق ما نقل مركز (الحل).

وأشارت الصحيفة اللندنية إلى أنّ أنقرة تستعد للقيام بدور رئيس في سوريا الجديدة وملء الفراغ الذي خلفته إيران، التي كانت داعماً رئيساً للأسد، توسيعاً لنفوذ تركي ربما يثير منافسة مع دول الخليج ويقلق إسرائيل.

رئيس الجمهورية العربيَّة السوريَّة للمرحلة الانتقالية: أحمد الشرع

وقالت مصادر (رويترز): إنّ المحادثات شملت إنشاء قاعدتين تركيتين في منطقة الصحراء السورية الشاسعة بوسط البلاد والمعروفة باسم البادية السورية.

وقال مسؤول في الرئاسة السورية للوكالة البريطانية: إنّ الشرع ناقش مع أردوغان "تدريب تركيا للجيش السوري الجديد، فضلاً عن مجالات جديدة للانتشار والتعاون"، دون تحديد مواقع الانتشار.

ومن المتوقع أن تشمل هذه الاتفاقيات: "الدفاع المشترك، وإقامة قواعد تركية رسمية في سوريا، وشروع تركيا بتدريب ضباط وطيارين سوريين".

ويرى مراقبون أنّ من شأن هذا الاتفاق أن يجعل تركيا القوة الخارجية الثانية التي لديها قواعد عسكرية كبرى في سوريا بعد روسيا، كما أنّه يؤشر على مسعى تركي لخلافة النفوذ الروسي في سوريا.

ويرجح هؤلاء أن يكون الاتفاق الدفاعي واجهة لاتفاقيات أخرى تفصيلية تمهد الطريق أمام الشركات التركية للسيطرة على الاقتصاد السوري، في وقت يقول فيه رؤساء شركات وجمعيات تركية إنّهم يعملون على إنشاء طرق شحن جديدة ووضع خطط استثمارية لتعزيز الطاقة الإنتاجية في سوريا التي عصفت بها الحرب، متوقعين نمواً كبيراً في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وكانت صحيفة (خبر) التركية قد كشفت أنّ أنقرة تخطط لنشر طائرات من دون طيار هجومية واستطلاعية، إلى جانب أنظمة رادار وحرب إلكترونية على طول الحدود السورية، بطلب رسمي من الحكومة السورية، لتعزيز أمن حدودها، خاصة الجنوبية منها والمحاذية لإسرائيل.

وبحسب موقع (إرم) فإنّ تركيا تسعى لحماية نفوذها في سوريا والحفاظ على مصالحها باتفاق دفاعي يؤسس لوجود عسكري تركي مباشر في البلاد، وإنشاء قاعدتين عسكريتين وسطها، لتأمين استعمال الأراضي السورية في أنشطة عسكرية تركية.

نشطاء يتداولون مقطع فيديو لأردوغان يقول فيه: إنّ مدن حلب وإدلب وحماة والرقة ستصبح محافظات لنا مثل غازي عنتاب وهاتاي وبورصة.

ويرى مراقبون أنّ الاتفاق الأمني الجديد يظهر مستوى التخطيط التركي في العلاقة مع المنطقة واستثمار الأزمات وتحويلها إلى فرص، تماماً كما حصل من قبل في ليبيا.

الكاتب السوري المختص في الشأن التركي سركيس قصارجيان قال في تصريح صحفي: إنّ حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان تعتمد استراتيجية القواعد العسكرية المتقدّمة منذ عقد تقريباً، كاستراتيجية ذات وظائف سياسية وعسكرية تسهم في تقديم تركيا قوّة إقليمية فاعلة في المنطقة وشريكة في مشاريعها الاستراتيجية الأمنية منها والاقتصادية.

وتنشر تركيا قواعد عسكرية في عدة دول، تؤدي كل منها وظائف عسكرية مختلفة تتنوع بين تقديم التدريب العسكري وبناء قدرات الشركاء وتقديم الدعم الأمني، وتعزيز الدفاع الجماعي، ومكافحة الإرهاب، وحماية الحدود.

وفقاً لقصارجيان، فإنّ أردوغان يريد من هذه الخطوة القول: "نحن هنا في الميدان كقوة عسكرية، وبالتالي لا يمكن لأحد تجاوزنا"، ويقول: إنّ "أيّ تفاهم سوري إسرائيلي على سبيل المثال، سيكون لتركيا كلمة فيه، لأنّها موجودة على الأرض كقوة عسكرية".

ويقول قصارجيان: إنّ الإدارة السورية تسعى في ظل حكم الشرع إلى الحصول على الدعم التركي العسكري إلى جانب السياسي لمواجهة ضغوط "الإدارة الذاتية" الأكراد التي أعلنت رفضها تعيينه رئيساً للبلاد من خلال مبايعة الفصائل العسكرية المتحالفة مع "هيئة تحرير الشام" والأخرى المنضوية تحت لواء "الجيش الوطني" التابع لأنقرة، بالتزامن مع تأكيد قائد "قسد" مظلوم عبدي مطلب الدولة العلمانية اللامركزية.

هذا وتتطلع تركيا إلى تصدير أسلحتها إلى سوريا، وجعلها سوقاً رئيسية لمنتجاتها العسكرية، بعد أن دمرت إسرائيل معظم الأسلحة السورية ذات المنشأ الروسي.

 الرئيس التركي: رجب طيب أردوغان

ويبين المختص في الشأن التركي أنّ تركيا تمتلك صناعات دفاعية وعسكرية متطورة، لكنّ أغلب التكنولوجيا منشؤها غربي، وبالتالي فإنّ مد سوريا بأيّ سلاح سيتطلب موافقة أمريكية وغربية، و"أعتقد أنّ الغرب سيرحب بفكرة إخراج سوريا من قائمة الدول التي تشتري الأسلحة الروسية، لكنّ ذلك سيحتاج إلى وقت طويل وتفاهمات، ولا ننسى أنّ إسرائيل يجب أن تكون راضية عن هذه الخطوة".

وبينما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يؤكد أنّه لا أطماع لبلاده في سوريا، وتشديده على وحدة الأراضي السورية، تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للرئيس التركي أمام المؤتمر الإقليمي الثامن لحزب العدالة والتنمية في مدينة سكاريا بالقرب من إسطنبول، يقول فيه: إنّ "مدن حلب وإدلب وحماة والرقة ستصبح محافظات لنا مثل غازي عنتاب وهاتاي وبورصة"، وهو ما يعكس أطماع الرئيس التركي في إحياء عهد الخلافة، وفق موقع (أخبار 24).

من الجدير بالذكر أنّ زيارة الشرع إلى تركيا هي الأولى لرئيس سوري منذ (15) عاماً، وجاءت تلبية لدعوة من الرئيس التركي أردوغان، بحسب ما نقلت وكالة (الأناضول) التركية.

صحيفة (خبر) التركية: أنقرة تخطط لنشر طائرات من دون طيار هجومية واستطلاعية، إلى جانب أنظمة رادار وحرب إلكترونية على طول الحدود السورية.

وقد عقد الزعيمان مؤتمراً صحافياً مشتركاً بعد لقائهما أول من أمس، قال فيه أردوغان: إنّ بلاده ستعمل على دعم سوريا ونهضتها، مشدداً على ضرورة رفع العقوبات الغربية لتحقيق ذلك.

وأردف أردوغان وفق ما نقلته وكالة (سانا) الرسمية أنّه ناقش مع الشرع العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، وأعلن أنّ تركيا ستؤسس مع إدارة أحمد الشرع منطقة خالية من الإرهاب، في إشارة منه إلى تنظيم (داعش) والتنظيمات الكُردية الأخرى التي تعتبرها تركيا إرهابية.

من جانبه، ثمّن الرئيس السوري أحمد الشرع سعي تركيا لإنجاح المرحلة الانتقالية في سوريا، مضيفاً أنّ "الشعب السوري لن ينسى ما قدمته تركيا لسوريا طيلة الأعوام الماضية".

وتابع الشرع: "نعمل مع تركيا على تعاون مشترك في كل المجالات"، مضيفاً أنّ "العلاقة بين سوريا وتركيا ممتدة عبر التاريخ والجغرافيا، وندعو الرئيس أردوغان إلى زيارة دمشق في أقرب فرصة ممكنة".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية