هل تحول ملف اللاجئين السوريين إلى "ورقة سياسية" في تركيا؟.. المرصد السوري يجيب

هل تحول ملف اللاجئين السوريين إلى "ورقة سياسية" في تركيا؟.. المرصد السوري يجيب

هل تحول ملف اللاجئين السوريين إلى "ورقة سياسية" في تركيا؟.. المرصد السوري يجيب


27/09/2022

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في منتصف العام المقبل، تحوّل ملف اللاجئين السوريين في تركيا إلى "ورقة سياسية" يتجاذبها نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمعارضة، فقد واصل أردوغان استغلاله بعد أنّ حوّله إلى ورقة ضغط وابتزاز في وجه الدول الأوروبية للحصول على مساعدات مالية، على حدّ قول المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 وتستضيف تركيا (3.7) ملايين لاجئ سوري، تقول صحيفة "لوموند" الفرنسية إنّهم يستقرون في المدن الرئيسية في تركيا، وتم تسجيلهم في مدينة إقامتهم ولا يمكنهم السفر إلا بتصريح سفر خاص، وتم منح (211) ألف سوري الجنسية التركية رسمياً في الأعوام الأخيرة، على حدّ قول الصحيفة الفرنسية.

 إلغاء الجنسية

سيناريو ضبابي ينتظر اللاجئين السوريين في كل الحالات، فقد نقل المرصد السوري عن رئيس حزب الشباب التركي جيم أوزان قوله، في تصريحات لقناة "بابالا" الفضائية، إنّه "في حال فاز بالانتخابات سيتم إلغاء الجنسية الممنوحة للسوريين، وإلغاء تصاريح إقامتهم، وسيتم تشجيعهم على العودة من خلال تقديم الحوافز المالية لهم، حيث سنقدّم (4) آلاف دولار لكل عائلة مكونة من (4) أفراد"، وقال: "هكذا سنجعلهم يذهبون إلى بلدهم".

  وسلط المرصد الضوء على تعهد زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، أكبر أحزاب المعارضة التركية، مراراً بإعادة اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلادهم في إطار خطة قال إنّها جاهزة، وتتيح إعادتهم خلال عامين فقط عقب التصالح مع النظام السوري.

واصل أردوغان استغلاله بعد أن حوّله إلى ورقة ضغط وابتزاز في وجه الدول الأوروبية للحصول على مساعدات مالية

 وشنّ رئيس حزب النصر أوميت أوزداغ حملة كبيرة لجمع توقيعات من المواطنين الأتراك بهدف طرد السوريين وإعادتهم إلى بلادهم، بالرغم من تحذيرات دولية من خطورة القيام بمثل هذا العمل، وفقاً للمرصد.

سيناريو ضبابي ينتظر اللاجئين السوريين، فقد قال رئيس حزب الشباب التركي: في حال فاز بالانتخابات سيتم إلغاء الجنسية الممنوحة للسوريين

 

 ويقول المرصد: إنّ اللاجئين السوريين يخشون أن تتم إعادتهم إلى بلادهم، خاصةً بعد التحول الأخير في موقف تركيا من النظام في سوريا وإبداء الاستعداد للحوار وتطبيع العلاقات معه، وفي ضوء خطة أعلنها أردوغان سابقاً لإعادة مليون ونصف المليون لاجئ سوري على أساس طوعي، وتتعهد أحزاب المعارضة بإعادة جميع السوريين في حال فوزها في انتخابات العام المقبل.

 خطاب الكراهية

بلغ عدد اللاجئين السوريين الذين غادروا الأراضي التركية وتوجهوا إلى الدول الأوروبية خلال الفترة الأخيرة ما يقرب من (25) ألف سوري، منهم (10) آلاف غادروا عبر الأمم المتحدة من خلال سياسة إعادة التوطين و(15) ألفاً عبر التهريب، وفقاً لما نقله المرصد عن تقارير تركية.

 وأوضحت التقارير التركية أنّ سبب إقبال السوريين على مغادرة تركيا هو تصاعد الخطاب المناهض للاجئين في الشارع التركي ومن جانب أحزاب المعارضة، والقيود على الإقامة والحركة والصعوبات الاقتصادية.

شنّ رئيس حزب النصر أوميت أوزداغ حملة كبيرة لجمع توقيعات من المواطنين الأتراك بهدف طرد السوريين

 

  واشتكى العديد من اللاجئين السوريين في تركيا سوء المعاملة وارتفاع نبرة العنصرية، وتغذية أحزاب المعارضة المشاعر العنصرية ضد اللاجئين السوريين سعياً لتحقيق مكاسب في حملاتها الانتخابية، فقد نقل المرصد عن شمس الدين حمو، رئيس الهيئة التنفيذية في الجبهة الوطنية الديمقراطية قوله: إنّ تركيا بدأت بالتخطيط لاستثمار الحدث السوري لمصلحتها منذ الأيام الأولى للثورة السورية ومواجهة النظام للمتظاهرين السلميين.

بلغ عدد اللاجئين السوريين الذين غادروا الأراضي التركية وتوجهوا إلى الدول الأوروبية خلال الفترة الأخيرة ما يقرب من (25) ألف سوري

 وأشار حمو إلى أنّ تركيا مارست سياسة الحدود المفتوحة أمام السوريين الهاربين من الحرب لابتزاز الاتحاد الأوروبي مادياً تحت ذريعة حماية اللاجئين، وسمحت بانتقال الرساميل ونهبت في الوقت نفسه الآلات والمعامل ونقلتها عبر الحدود لتركيزها داخل تركيا، وبالتزامن مع ذلك استنفر إعلامها للترويج بأنّ الشعب السوري والشعب التركي شعبان شقيقان، بل هما شعب واحد في بلدين، وروّجت لفكرة أنّ اللاجئين السوريين هم ضيوف، وتركيا لا تسمح للأمم المتحدة باعتبارهم لاجئين.

رهائن للمساومة

أثبتت أنقرة، على مدار الأعوام الـ10 الماضية، "أكثر من مرة أنّها تتّخذ من اللاجئين السوريين رهائن للمساومة وورقة ضغط سياسية، فقد هددت بهم الدول الأوروبية كونها ستمارس سياسة الباب المفتوح نحو أوروبا، فابتزتها وحصلت على مليارات الدولارات باسم السوريين دون أن تقدّم فعلياً أيّ مساعدات لهم، واليوم تهدّد بإعادتهم إلى سوريا في ظروف هم أحوج ما يكونون فيها إلى مراعاة أوضاعهم المادية والقانونية، وتسعى لإعادتهم تحت رحمة مخابرات وشبيحة النظام أو تحت رحمة المنظمات والفصائل الإرهابية المرتبطة مع تركيا ذاتها"، على حدّ قول حمو.

 وأردف حمو قائلاً: إنّ "النظام التركي لم يترك جهة إلا وباع عبرها السوريين، وساوم بهم الأمم المتحدة وأوروبا، واليوم تلعب المعارضة التركية ورقة السوريين وتضحّي بهم خدمة لأجندة انتخابات يتبارى فيها كل من النظام  التركي والمعارضة"، مضيفاً: "الثابت الذي لا يتغير لدى أردوغان وفريقه هو التشبث بالسلطة ومحاربة الأمّة الكردية".

مواضيع ذات صلة:

اللاجئون السوريون رهينة المزاج السياسي... هل استخدمهم أردوغان للتعتيم على فساد مالي؟

بعد استخدامهم أعواماً ورقة ابتزاز مالي وسياسي.. تركيا تدير ظهرها للاجئين

إيران تعيد اللاجئين إلى جحيم طالبان وتركيا تكثف الإجراءات الأمنية على حدودها



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية