إيران تعيد اللاجئين إلى جحيم طالبان وتركيا تكثف الإجراءات الأمنية على حدودها

إيران تعيد اللاجئين إلى جحيم طالبان وتركيا تكثف الإجراءات الأمنية على حدودها


25/08/2021

رغم رحلات العبور الصعبة وأهوال النزوح وركوب الأمواج، أو الوقوع عرضة لعصابات الاتجار بالبشر، فقد كان اللاجئون السوريون واليمنيون والليبيون يجدون بقعة تؤويهم في النهاية، إلا أنّ اللاجئين الأفغان الذين فروا من جحيم طالبان الذي اختبره بعضهم من قبل بين عامي 1996ـ 2001 وسمع عنه آخرون ممّن ولدوا بعد ذلك التاريخ، أقلّ حظاً.

جاءت سيطرة طالبان على أفغانستان سريعة، مخلفة أمواجاً من اللاجئين ومشاهد غير مسبوقة، كمشهد مطار كابول والبعض يتعلق بجناح طائرة مفضلاً طرقاً أخرى للموت غير الموت بأيدي عناصر الحركة، بعدما شبع العالم من المشاهد المؤرقة واكتسب بلادة أو حصانة، وبات مفضلاً عودة هؤلاء النازحين إلى جحيم طالبان، لكي لا يتحمل أعباءهم.

ورغم تأكيد الولايات المتحدة الأمريكية على أنها لن تتخلى عن الأفغان الذين ساعدوها، وستقوم بتوطينهم في الولايات المتحدة ومنحهم الجنسية، غير أنّ ذلك لم يحدث حتى الآن، فضلاً عن أنّ القوائم الطويلة للنازحين من المدنيين أو من المرتبطين بالنظام الأمريكي على نحو غير مباشر، والجنود الأفغان، ليسوا مدرجين في القائمة.

 وفكرت الولايات المتحدة بتركيا كملجأ تقليدي للّاجئين، بصيغة استقبال مؤقت لحين نقلهم إلى الولايات المتحدة، وبسوابق ترجح تكرار السيناريو السوري، وهو ما رفضته تركيا وأكدت أنها ليست مخزناً للّاجئين.

 وفي غضون ذلك، شرعت تركيا في تشديد إجراءاتها الأمنية على الحدود مع إيران، لمنع تسلل اللاجئين الأفغان، وتقوم تركيا ببناء جدار ارتفاعه 3 أمتار على طول الحدود الإيرانية، وتخطط لإضافة 67 كيلومتراً إضافياً من التحصينات بحلول نهاية العام، وكان البناء قد بدأ في العام 2017.

 

شرعت تركيا في تشديد إجراءاتها الأمنية على الحدود مع إيران لمنع تسلل اللاجئين الأفغان، وتقوم تركيا ببناء جدار ارتفاعه 3 أمتار 

 

 وأفاد موقع "أحوال تركية" أنّ قسم العمليات الخاصة بمديرية الأمن استلم كاميرات للرؤية الليلية وعشرات المركبات المدرعة والطائرات المسيّرة والكاميرات الحرارية، للحفاظ على أمن الحدود التركية مع إيران، وذلك بحسب ما قالت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية الثلاثاء.

 وقالت الأناضول نقلاً عن حسين إيديز تيركان أوغلو رئيس قسم الأمن: إنه يتم استخدام جميع الوسائل التكنولوجية لمنع المهاجرين من العبور إلى تركيا، حتى في ظلام الليل.

 ولا تربط تركيا بأفغانستان حدود مباشرة، ويصل النازحون الأفغان إلى تركيا عبر إيران.

 

صحيفة محلية إيرانية تقول إنه في المنطقة الحدودية بالقرب من مدينة هلمند الأفغانية وحدها تمّت إعادة 3000 جندي أفغاني، بعضهم جاؤوا مع زوجاتهم وعائلاتهم

 

 وسبق أن صرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تويتر الإثنين الماضي قائلاً: "سنواصل اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان الاستقرار في منطقتنا وحماية بلادنا من ضغوط الهجرة وضمان سلام أمتنا".

 وقال أردوغان إنه تحدث مع 7 قادة سياسيين رئيسيين في جميع أنحاء العالم بشأن هذه القضية، بما في ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وتشارلز ميشيل رئيس المجلس الأوروبي.

 وبالتزامن، قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم عمر جيليك في مؤتمر صحفي في أنقرة: إنّ تركيا ليست معسكر اعتقال، أو مخيماً للّاجئين، إنها ليست نزلاً يتوقف عنده المسافرون، إنّ "جمهورية تركيا مسؤولة عن حدودها".

 وفي السياق ذاته، كشف استطلاع رأي عن نسبة مرتفعة من عدم الرضا عن سياسات الحكومة في تركيا ضد موجة الهجرة من أفغانستان، حتى بين ناخبي حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية.

 وتتهم المعارضة التركية النظام بعقد صفقة مع الغرب لاستقبال النازحين الأفغان مقابل مساعدات، في تكرار للسيناريو السوري.

 وبحسب نتائج استطلاع رأي أجرته مؤسسة "أقصوي" للأبحاث، فإنّ 85.2% من الشعب التركي صرّحوا بأنهم قلقون بشأن الهجرة الأفغانية، من ناحية أخرى يرى 10.2% فقط أنّ الوضع ينذر بالخطر، بحسب ما أوردته صحيفة "زمان" التركية.

 

كشف استطلاع رأي عن نسبة مرتفعة من عدم الرضا عن سياسات الحكومة في تركيا ضد موجة الهجرة من أفغانستان حتى بين ناخبي حزب العدالة والتنمية 

 

 وأعرب 78.5% من ناخبي حزب العدالة والتنمية و79.4% من ناخبي حزب الحركة القومية عن قلقهم بشأن موجة الهجرة، وبالنسبة إلى ناخبي حزب الشعب الجمهوري (المعارض) وحزب الجيد، فإنّ هذا المعدل يزيد عن 90%.

 وبخصوص سؤال: "ما مدى رضاك عن الطريقة التي تدير بها الحكومة تدفق الهجرة من أفغانستان"؟ أعرب 78.4% من المستجيبين عن عدم رضاهم عن ممارسات الحكومة، وبلغ معدل أولئك الذين أعربوا عن رضاهم 14.3% فقط.

 ووفقاً لنتائج البحث، صرّح 63.4% من ناخبي حزب العدالة والتنمية، و 76.2% من ناخبي حزب الحركة القومية، بأنهم غير راضين عن سياسات الحكومة تجاه أزمة الهجرة.

 وطالب 72.4% من المشاركين في الاستطلاع بضرورة انسحاب تركيا من أفغانستان.

 إيران 

 وفيما تسعى تركيا إلى السيطرة على موجات اللاجئين في ظل الضغط الشعبي والأعباء الاقتصادية، فضلاً عن استضافة ملايين اللاجئين السوريين الذين استخدمتهم لابتزاز الأوروبيين، فإنّ إيران التي تسعى لإقامة علاقات جيدة مع طالبان، الجارة المقلقة لدولة الولي  الفقيه، قد أقامت صفقة مع طالبان لإعادة النازحين، وفق ما كشفته صحيفة محلية.

 ونقل موقع "العين" الإخباري عن صحيفة "شرق" الإصلاحية الإيرانية أنه لم يمرّ أسبوعان على بدء موجة نزوح اللاجئين إلى إيران، حتى بدأت الدولة الجارة تضيق ذرعاً بضيوفها، هذا ما كشفته صحيفة محلية في طهران.

 ورغم رحلة العبور البرية لآلاف اللاجئين الأفغان، بدأت الحكومة الإيرانية بإعادة اللاجئين الأفغان الذين نزحوا بشكل يومي منذ سيطرة طالبان قبل أكثر من أسبوع.

 وتقول الصحيفة المحلية إنه في المنطقة الحدودية بالقرب من مدينة هلمند الأفغانية وحدها تمّت إعادة 3000 جندي أفغاني، بعضهم جاؤوا مع زوجاتهم وعائلاتهم.

  ويزعم التقرير أنّ عودة هؤلاء اللاجئين العسكريين تمّت بعد الاتفاق بين إيران وطالبان، وقد تم إغلاق بعض المعسكرات المؤقتة في المناطق الحدودية، التي كانت مخصصة لإيواء اللاجئين الأفغان.

 وكانت وزارة الداخلية الإيرانية قد أعلنت في وقت سابق أنه قبل شهرين من سقوط كابول  توقعت أنها ستواجه موجة جديدة من اللاجئين الأفغان وأقامت معسكراً لاستقبالهم.

 لكنّ صحيفة "الشرق" نقلت عن مصادر محلية قولها: "لم يعد هناك أي معسكر لاستقبال الأفغان الفارين من حركة طالبان".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية