طبيب يشارك في التعذيب.. شهادات حية لأسرى فلسطينيين

طبيب يشارك في التعذيب.. شهادات حية لأسرى فلسطينيين

طبيب يشارك في التعذيب.. شهادات حية لأسرى فلسطينيين


05/12/2023

أسيرة فلسطينية محررة تحدثت عن تهديدات باغتصابها وحرق أبنائها إذا تكلمت عن انتهاكات الصهاينة داخل السجون، وأخرى أكدت أنّ والدها الأسير سيتعرض للقتل، إذا ما أجرت أيّ مقابلات صحفية وكشفت أوضاع المعتقلين المأساوية، وآخر تكلم عن التعذيب الذي تعرضوا له والمعاملة السيئة من قبل السجانين في سجون الاحتلال، وعن التضييق عليهم وتكثيف حملات القمع بعد أحداث 7 تشرين الأول (أكتوبر)، وغيرهم من الأسرى المحررين أجمعوا على أنّ القوات الإسرائيلية هددتهم بأنّهم سيعيدون اعتقالهم إذا ما شهدت قراهم ومناطقهم أيّ مظاهر احتفالية بخروجهم من السجون.

صفقة تبادل الأسرى التي أجريت قبل عدة أيام بين كتائب القسام والاحتلال الإسرائيلي، أظهرت الأوضاع الصعبة التي يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال، والتضييق عليهم وتعرضهم للانتهاكات والتعذيب على يد السجانين، في وقت لا تخضع فيه إسرائيل لأيّ من المنظمات الحقوقية التي كانت تتابع أمور الأسرى الفلسطينيين في سجونها، كاللجنة الدولية للصليب الاحمر التي أصبح دورها يقتصر على نقل الأسرى الخاضعين لصفقة التبادل.

وحول الموضوع قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس: إنّ الأسرى في سجون الاحتلال عانوا الأمرين خلال الأيام الماضية، مشيراً إلى أنّ "وقف العدوان الانتقامي بحقهم أحد الأهداف الرئيسية للهدنة".

صفقة التبادل أظهرت الأوضاع الصعبة التي يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال، والتضييق عليهم وتعرضهم للانتهاكات والتعذيب على يد السجانين.

وأشار خلال تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إلى استشهاد (6) أسرى في السجون الإسرائيلية منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر)، وإصابة المئات منهم بجراح؛ نتيجة تعرضهم لعمليات تجويع وإهانة وتنكيل.

وأوضح أنّ "ما يحدث للأسرى في سجون الاحتلال جريمة حرب بالمعنى الدقيق للكلمة".

رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين: إنّ الأسرى في سجون الاحتلال عانوا الأمرين خلال الأيام الماضية

وأضاف: "طالبنا بالعفو عن كل أسير محرر في الصفقة الأخيرة، حتى لا تعيد سلطات الاحتلال اعتقاله كما فعلت سابقاً، ففي صفقة (وفاء الأحرار) اعتقلت سلطات الاحتلال (45) من المحررين، وأعادتهم إلى الأحكام السابقة، وهي المؤبد".

وأكدت الأسيرة المحررة رغد الفني، التي اعتقلتها السلطات الإسرائيلية في تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2022 وهي في طريقها من طولكرم إلى رام الله عند حاجز طيارة، تحت بند الاعتقال الإداري، أنّ الأسيرات الفلسطينيات تعرّضن للقمع والعزل والضرب.

إسرائيل لا تخضع لأيّ من المنظمات الحقوقية التي كانت تتابع أمور الأسرى الفلسطينيين في سجونها، كاللجنة الدولية للصليب الأحمر

وأضافت في تصريح لـ (وكالة أنباء العالم العربي): "القسم الذي كنت فيه قُمِع أكثر من مرة، رشونا بالغاز، ضربوا الكثير من الأسيرات، وعزلوا العديدات منهنّ بالزنزانة الانفرادية".

وتتحدث عن منع إدارة السجن الأسيرات من الشراء من "كانتين" السجن، وسحب كل مقتنياتهن، وتُكمل: "حُرمنا من مياه الشرب النظيفة"، وكان واضحاً أنّ إدارة السجون "تنتقم منا".

أمّا الفتى قصي طقاطقة، من مدينة بيت لحم، فقد اعتُقل العام الماضي وهو في السادسة عشرة وحُكم عليه بالسجن (20) شهراً.

يقول: "إنّه ورفاقه سمعوا في المعتقل عن عملية 7 تشرين الأول (أكتوبر) عبر الأخبار المذاعة، وبعدها سحبت إدارة السجن أجهزة التلفزيون والراديو من داخل الزنازين.

عتقلت قوات الاحتلال خلال الأيام الماضية أكثر من 3 آلاف من الضفة الغربية

وأضاف في تصريح صحفي أوردته وكالة (معاً): "معاملة إدارة السجن كانت همجية، سحبوا منا كل المقتنيات التي كانت بحوزتنا"، ومُنعت الزيارات أو حتى التواصل مع الأهل.

فارس: استشهاد (6) أسرى في السجون الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر، وإصابة المئات منهم بجراح؛ نتيجة تعرضهم لعمليات تجويع وإهانة وتنكيل

وفي السياق، قال أمس الأسير المحرر الفتى جواد كميل (17) عاماً، من بلدة قباطية جنوبي جنين: إنّ الأسرى في سجون الاحتلال يتعرضون للتعذيب والتنكيل بهم بشكل شبه يومي، بعد بدء معركة "طوفان الأقصى".

وأضاف كميل الذي كان من ضمن الأسرى الأطفال الذين شملتهم الدفعة السادسة من عملية تبادل الأسرى: إنّه كان أحد الأسرى الذين تم الاعتداء عليهم في سجن (النقب) قبل تحرره من الأسر، مؤكداً أنّ تعذيب الأسرى يتم بشكل شبه يومي بعد "طوفان الأقصى".

وشرح الظروف التي عاشها قبيل شموله في صفقة الأسرى، بالقول: "أنا معتقل منذ قرابة العام، وما حدث خلال هذه الفترة لم أره أبداً من قبل، حيث تقتحم قوات القمع بحشودات كبيرة أقسام الأسرى، وتبدأ بضربهم بدون أيّ مبرر، والهدف هو القتل، وهذا واضح من مكان الضرب الذي يتركز على الرأس والبطن والظهر".

رغد الفني: الأسيرات الفلسطينيات تعرضن للقمع والضرب والرش بالغاز والعزل بالزنزانات الانفرادية

وأكد أنّ الأسرى القدامى يتعرضون للأذى بطريقة أكبر، ويتم عزلهم ومنعهم من رؤية بقية الأسرى ممّن قطعت عنهم إدارة سجون الاحتلال المصروف الشخصي للأسير، والمسمّى "الكانتينا"، وفق صحيفة (الأيام) الفلسطينية.

وأضاف كميل: "كان معي في الغرفة (13) أسيراً كلهم تعرضوا للضرب والتكسير، وكانوا يضربوننا بقوة، ثم يمنعون عنا العلاج، ولا يعرضون أيّ أحد منا على عيادة السجن، وكان معنا في القسم أسير أمضى (17) عاماً ومحكوم بالسجن المؤبد، ضربوه بطريقة فظيعة على رأسه حتى فقد الوعي، ثم حملوه إلى غرفة العزل، وحتى وقت خروجي لم نعلم عنه شيئاً".

 الأسير المحرر جواد كميل : الأسرى في سجون الاحتلال يتعرضون للتعذيب والتنكيل بهم بشكل شبه يومي بعد بدء معركة "طوفان الأقصى"

وأشار إلى أنّه تعرض لهجوم من الكلاب البوليسية داخل غرفة أسره في سجن (النقب)، حيث أفلت السجان الكلب عليه، فجرحه في ساعده، وحين طلب من طبيب السجن أن يفحص يده رفض، وأعطاه فقط دواء مسكناً".

وأضاف أنّ طبيب السجن كان في مرات عدة يدخل مع وحدات القمع إلى غرف الأسرى ويشارك في ضربهم وتعذيبهم، وتساءل: "كيف للطبيب هناك أن يعالجني وهو الذي كان يشارك السجانين في ضربنا وتكسيرنا؟!".

جواد كميل: الأسرى في سجون الاحتلال يتعرضون للتعذيب والتنكيل بهم بشكل شبه يومي، وطبيب السجن شارك في حملات القمع والتعذيب

وتابع: "بعض الأسرى لم يستحم منذ (50) يوماً، وحتى من تمكن من الاستحمام كان يخشى أن تدخل وحدات القمع، وتبدأ بضربهم وهم في الحمامات".

وشدد كميل على أنّ الأسرى جميعهم معرضون للموت بسبب سياسات مصلحة السجون الإسرائيلية، مضيفاً: "الحمد لله أنني خرجت، لأنّ أوضاع السجن أصبحت أكثر خطورة، وتزيد يوماً بعد يوم، خصوصاً بالنسبة إلى أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات، وأنا سعيد لخلاصي من عذاب السجن، وأشعر بالألم والحزن على ترك باقي الأسرى.

وقد طالبت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) بإجراء تحقيق دولي ومستقل من قبل منظمات حقوق الإنسان في الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك للكشف عن حقيقة الأحداث وتحديد المسؤوليات.

سلطات الاحتلال تتعامل مع الأسرى الفلسطينيين في سجونها بوحشية

كما طالبت في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني بمراقبة دولية للظروف السجنية، ودعم وتعزيز الجهود الدولية لمراقبة الظروف داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وضمان حقوق الأسرى الفلسطينيين وسلامتهم وعدم تعرضهم للتعذيب أو الإهمال الطبي، مشددة على ضرورة دعم حق العلاج الطبي للأسرى من قِبل منظمات الصحة العالمية، والتأكيد على ضرورة منح الأسرى الفلسطينيين الوصول الفوري والكامل للرعاية الصحية والعلاج اللازم داخل السجون.

وأكدت المنظمة على تضافر الجهود الدولية والضغط السياسي للحدّ من هذه الانتهاكات وضمان احترام حقوق الإنسان للأسرى الفلسطينيين في السجون، وإطلاق سراح الأسرى الذين يعتقلون دون تهمة.

المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) تطالب بتحقيق دولي ومستقل من قبل منظمات حقوق الإنسان بالانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى في سجون الاحتلال

ولم تبقَ انتهاكات إسرائيل بحق الأسرى داخل أسوار السجون، بل تجاوزتها إلى الخارج لمنعهم من ممارسة أعمالهم بشكل طبيعي.

وقد منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي  الأسرى المقدسيين المحررين "في صفقة التبادل" من الالتحاق بمدارسهم لاستكمال مشوارهم التعليمي.

ووفق صحيفة (الأيام)، فقد فوجئ أهالي الأسرى برفض إدارات المدارس التابعة "لوزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية الاحتلال" بعودة أبنائهم إلى مقاعد الدراسة، بحجة "وجود قرار من الوزارة بعدم استقبال الطلبة".

وأوضح مركز معلومات وادي حلوة- القدس أنّ عدداً من الأهالي في بلدات سلوان، العيسوية، صور باهر، في مدينة القدس المحتلة، توجهوا لإعادة أبنائهم إلى مقاعدهم الدراسية، لكنّهم فوجئوا برفض الإدارات استقبالهم.

وأضاف المركز أنّ قرابة (50) أسيراً محرراً "من صفقة التبادل، أو أسرى "اعتقلوا لعدة ساعات/ أيام"، عُمّمت أسماؤهم لعدم عودتهم إلى المدارس التابعة لوزارة المعارف.

وأشار المركز إلى أنّه علم أنّ رسائل عبر تطبيق (واتس أب) عُمّمت على إدارات المدارس مفادها أنّ "هناك تعليمات بخصوص الطلاب المفرج عنهم، لا يجوز إعادة الطلاب إلى المدارس حتى إشعار آخر.

وعلم المركز أنّه لم يتم البتّ النهائي بقضية عودة الطلبة إلى المدارس، حيث ستعقد جلسة تضم ممثلين من وزارة المعارف والبلدية والمخابرات لبحث الأمر.

ولفت المركز إلى أنّ سلطات الاحتلال أفرجت خلال دفعات صفقة التبادل عن (54) أسيراً وأسيرة، تتراوح أعمارهم بين (14 و 18) عاماً، ومعظمهم يتلقون تعليمهم قبل الاعتقال في مدارس تابعة لوزارة المعارف الإسرائيلية.

يُذكر أنّ عدد الأسرى في سجون الاحتلال تجاوز عتبة (5) آلاف أسير، ومع معركة "طوفان الأقصى" التي تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية داخل قطاع غزة، ازداد عدد المعتقلين والأسرى بشكل أكبر؛ فقد اعتقلت خلال الأيام الماضية أكثر من (3) آلاف من الضفة الغربية، إضافة إلى عدد غير معروف من قطاع غزة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية