زعيم المافيا التركي يهدد أردوغان لوقف الحملة الأمنية ضده.. ما علاقة الانقلاب؟

زعيم المافيا التركي يهدد أردوغان لوقف الحملة الأمنية ضده.. ما علاقة الانقلاب؟


23/05/2021

تناول حساب (نبض تركيا) على تويتر، المهتم بتحليل الأحداث التركية، تصريحات زعيم المافيا التركي سادات بكر، بعد أن تسببت في ظهور فضائح لنظام أردوغان ورجاله.

واعتبر الحساب الشهير أنّ هناك تهديداً مبطناً لأردوغان بغرض إجباره على وقف الحملة الأمنية التي انطلقت ضد زعيم المافيا في نيسان (أبريل) الماضي، في مقابل عدم إظهار المزيد من تلك الفضائح، وفق ما أوردت صحيفة زمان تركيا.

نبض تركيا: زعيم المافيا التركي سادات بكر يرسل تهديداً مبطناً لأردوغان، لإجباره على وقف الحملة الأمنية ضده

ورغم اتهام سادات بكر عدداً من الشخصيات بالتورط في قضايا مخالفة للقانون، مثل تجارة المخدرات والسلاح، من بينهم وزير الداخلية الحالي سليمان صويلو ووزير الداخلية والعدل السابق محمد آغار، لم يتحرك الادعاء العام للتحقيق مع أي من هؤلاء.

وقال "نبض تركي" الذي يتابعه على تويتر أكثر من 30 ألف شخص، تعليقاً على آخر تصريحات سادات بكر الذي كان من أشد المدافعين عن أردوغان: "زعيم المافيا التركية كشف عن فضائح عديدة تورط فيها نظام أردوغان، لكن بحسب رأيي أنّ اعترافه بهجوم رجاله على صحيفة حريت التابعة لمجموعة دوغان الإعلامية في 2015 كان من أكبرها لحدوثه قبيل انقلاب 2016 الفاشل الذي هو من أكبر المؤامرات التي شهدها العالم بدون شك".

وأضاف: "فقد خطط أردوغان مع حلفائه القوميين "المحافظين" و"العلمانيين" (حزبا الحركة القومية والوطن) لتصفية الجيش لرفضه العملية العسكرية في سورية عام 2016 التي كانت ستمهد الطريق لتجارة الأسلحة التي تحدث عنها زعيم المافيا، لذلك كان يجب قبل كل شيء إزالة العناصر التي ستمنع تدبير هذه المؤامرة".

ولفت إلى أنّ "الإعلام الحر أو غير الخاضع لأردوغان كان من أهم العناصر التي ستحول دون تسويق هذه المؤامرة على أنها محاولة انقلاب من خلال نشر الحقائق، ممّا اقتضى إعادة تصميم كل المؤسسات الإعلامية لكي يبقى الميدان لإعلام أردوغان ويقلب الحقائق رأساً على عقب كما يحلو له بكل سهولة".

ملف صحيفة حريت الذي كشفه بكر يؤكد التحليلات التي تحدثت عن مخطط أردوغان لتصفية الجيش وإنهاء الإعلام الحر 

وأشار إلى أنّ "إعادة تصميم الإعلام قبيل هذه المؤامرة الكبرى بدأت بهجوم صحيفة حريت/مجموعة دوغان، كما اعترف زعيم المافيا، حيث كان الهدف إرهاب مالكها رجل الأعمال آيدين دوغان والسيطرة على إعلامه، وقد تحقق ذلك حيث اضطر دوغان أخيراً لبيع مؤسسات إعلامه لرجل الأعمال دمير أورين من رجال أردوغان".

ولفت إلى أنه "قد يعترض معترض على هذه التغريدة انطلاقاً من أنّ مجموعة دوغان ابتاعها يلدريم دمير أورين باسم أردوغان أو نيابة عنه في 2018، لكن هذا لا ينفي صحة تحليلنا، لأنّ مالك مجموعة دوغان خاف بعد هذا الهجوم قائلاً: أنا صاحب أحفاد، وسخر مؤسساته الإعلامية لمشروع أردوغان منذ ذلك الوقت 2015.

وأردف: "وقد كان أحمد هاكان ضمن كُتّاب صحيفة حريت الذين تعرضوا للهجوم من قبل حلفاء أردوغان في 2015 أيضاً، ما أسفر عن كسر أنفه وضلوعه، ليصبح فيما بعد موالياً لأردوغان بشكل كامل، وهو الآن رئيس تحرير "حريت"، ويدافع بشراسة عن أطروحات النظام. 

وتابع: "واللافت أنّ زعيم المافيا سادات بكر يصف المالك الجديد لمجموعة دوغان الإعلامية يلدريم أورين بأنه "الوسيط" و"الوديع" الذي يحرس بضاعة غيره، في إشارة منه إلى أنّ أردوغان هو المالك الحقيقي لهذه المجموعة، بمعنى أنه يهدد أردوغان قائلاً: أعلم كل شيء، لسحبه إلى طاولة المفاوضة وإغلاق ملفاته.

واستطرد (نبض تركيا) بالقول: "استمرت إعادة تصميم الإعلام قبيل مؤامرة الانقلاب بالسيطرة على مجموعة "إيباك" في عام 2015 أيضاً، ثم مجموعة فضاء (صحيفة زمان ووكالة جيهان) في بدايات 2016 بتهمة صلتهما بحركة الخدمة، وهكذا تم حرمان الشعب التركي من مجموعات دوغان "العلمانية"، وإيباك وفضاء "المحافظتين".

السلطات التركية تحظر الوصول لموقع الويب الخاص بسادات بكر، وتنهي عقد مراسل صحفي بسبب سؤاله عن الموضوع

 سيطرة أردوغان على هذه المجموعات الإعلامية الـ3 التي كانت تضم أكبر المؤسسات المرئية والمكتوبة تركت "العلمانيين" و"المحافظين" و"المتدينين" عرضة لعملية اختراق العقول وتشكيل الأذهان ليؤمنوا "الصورة" المقدمة لهم من إعلام أردوغان "الإسلامي" وإعلام "القوميين" بشقيه المحافظ والعلماني".

ولفت إلى أنه "بعد إزالة عائق الإعلام، أقدم أردوغان بالتواطؤ مع حلفائه على تنفيذ أكبر مؤامرات العالم، الانقلاب المدبّر في 16 تموز (يوليو) 2016، وقام بتصفية جميع الجنرالات والضباط، والطلبة العسكريين أيضاً، بدعوى انتمائهم لحركة الخدمة، ليتم فتح المجال أمام التدخل العسكري في سورية، أكبر بوابة لتجارة الأسلحة".

وواصل نبض تركيا قائلاً: "أكبر اتهام يوجهه زعيم المافيا سادات بكر لنظام أردوغان هو تجارة المخدرات والأسلحة، وهو الاتهام نفسه الذي وجهه (الجمعة) زعيم المافيا الآخر سركان كورتولموش، الذي أعلن أنه مستعد للكشف لكل من الولايات المتحدة وروسيا الفضائح التي تورط فيها نظام أردوغان في سورية وعموم المنطقة".

نبض تركيا قال: "إنّ الرئيس التركي بعد خروجه عن الإطار القانوني والشرعي في 2013، وتحالفه مع مخلفات الدولة العميقة المافيوية، قضى على كل الوطنيين الحقيقيين من خلال اتهام جميعهم بالانتماء إلى سفسطة منظمة فتح الله غولن وعرّض الجيش لإهانة غير مسبوقة في سبيل أموال قذرة من تجارة الأسلحة والمخدرات في المنطقة".

وفي سياق متصل، قامت السلطات في تركيا بحظر الوصول لموقع الويب الخاص بزعيم المافيا التركي سادات بكر.

وقد تسبّب سؤال طرحه مراسل وكالة الأناضول التركية الرسمية مصعب توران أول من أمس حول علاقة زعيم المافيا سادات بكر مع وزير الداخلية سليمان صويلو واستمرار الوزير في منصبه حتى الآن دون إجراء أي تحقيق ضده، تسبّب في إنهاء عقد المراسل على الفور.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية