"جبهة إسطنبول" تواجه إبراهيم منير.. ماذا بعد التصريحات الأخيرة؟

"جبهة إسطنبول" تواجه إبراهيم منير.. ماذا بعد التصريحات الأخيرة؟


01/08/2022

بعد أن ضرب الانقسام الحاد جماعة الإخوان المسلمين، وباءت كل محاولات التقريب بين الجبهتين المتناحرتين بالفشل، وفي ظل حرب البيانات والإقالات المتبادلة، ما زالت "جبهة إسطنبول" بقيادة محمود حسين تبحث عن أيّ تقدم على صعيد التنظيم، وفي كل محاولاتها للرد كانت تسعى لتحقيق الندّية مع "جبهة لندن"، وبالمثل تواصل "جبهة لندن" إستراتيجية الرد على قرارات وبيانات الجبهة المضادة، فبعد ساعات قليلة من قيام "جبهة إسطنبول" بالإعلان عن عزل إبراهيم منير، وفصله نهائياً، وكذلك أعضاء جبهته، ردت "جبهة لندن" بتشكيل مجلس شورى جديد للجماعة، غالبيتهم من المقيمين  في إسطنبول، لتفتيت مجموعة حسين، وممارسة الضغط عليها.

بيان حاد لجبهة إسطنبول

يوم الخميس الماضي، أصدرت جبهة إسطنبول بياناً حاداً، اتهمت فيه مجموعة إبراهيم منير بـ "نشر الفتنة والانقسامات داخل صفوف الجماعة، والسعي لإعاقة عمل الإخوان، وعرقلة مسيرتهم"، وحمّلت "جبهة لندن" مسؤولية إضعاف الجبهة الداخلية للإخوان وتفريق وحدتهم؛ ممّا جعل الجماعة، بحسب البيان، لقمة سائغة للمتربصين بها، والتسبب في انتشار الكثير من السلوكيات الشائنة، والممارسات المتعارضة مع أخلاق الدعاة والمصلحين.

جبهة محمود حسين اتهمت إبراهيم منير باستغلال مواقع التواصل الاجتماعي لنشر المخالفات ما حوّلها إلى ساحة نزال يتراشق فيها الإخوان، ويتبادلون عبرها الاتهامات، وتجريح الأشخاص ونقل الشائعات وتسويقها. وقالت إنّ مجموعة منير "استخدمت السباب والقذف والاتهام بالباطل"، وشبهت أفعالها بأحاديث الإفك، ونشر الأخبار والمعلومات الكاذبة.

سامح مهدي: تصريحات منير تكشف رغبة محمومة في المشاركة بالحوار الوطني للظهور بمظهر الممثل الأوحد للجماعة

بيان "جبهة إسطنبول" تزامن مع تحركات مكثفة قام بها إبراهيم منير من أجل ترتيب البيت الإخواني المنقسم على نفسه، لكنّ تصريحاته لوكالة "رويترز" للأنباء كشفت ضمن ما كشفت، عن تطلعه تجاه تصدر المشهد الإخواني، من خلال طرح مجموعة من التصريحات المثيرة للجدل، تلفت إليه الانتباه، بوصفه الرجل الأول، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تهميش مجموعة إسطنبول.

 

مهدي: التسريب الصوتي للقيادي محمد البحيري، العضو البارز في التنظيم الدولي، كشف عن السقوط الأخلاقي لقيادات الجماعة واستخدام وسائل التدليس والتزوير والكذب

 

المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان طلعت فهمي، المحسوب على جبهة إسطنبول، قال في تصريحات تلفزيونية لقناة وطن، يوم الجمعة 29 تموز (يوليو) الماضي، في أعقاب تصريحات إبراهيم منير: إنّ "الإخوان يعرفون طريقهم، ويعرفون قائدهم، ويعرفون مرشدهم، ويعرفون مكتب إرشادهم، ويعرفون مجلس شوراهم الذي يقف في الحقيقة أمام أيّ محاولة لانحراف الجماعة"، في دلالة على رفض تصريحات نائب المرشد، ورفض كافة قراراته وتحركاته الأخيرة، ممّا يعني أنّ الجماعة أمام موجة جديدة من المواجهة والتصعيد الداخلي.

دلالة تصريحات حسن صالح

الدكتور سامح مهدي، الباحث المصري في الفكر السياسي، قال في تصريح لـ "حفريات": إنّ تصريحات إبراهيم منير تكشف عن رغبة محمومة في المشاركة في الحوار الوطني، للظهور بمظهر الممثل الأوحد للجماعة، ممّا يعني ضمنياً حسم الصراع مع محمود حسين، الأمر الذي فطن إليه الأخير، ربما قبل التصريحات نفسها، ففي 26 تموز (يوليو) الماضي قال المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين حسن صالح (جبهة إسطنبول): إنّ المحاولات المستمرة لإثناء جماعة الإخوان المسلمين عن مشروعها، واستهدافها بحملات إعلامية، إقليمياً ودولياً، لن تفلح في تفكيكها، أو تفريغ مشروعها الإسلامي الشامل من مضمونه، في رسالة تكشف عن مضمون الصراع، وكذلك عن الضغط الذي تتعرض له مجموعة تركيا، سواء من النظام التركي، أو على صعيد قواعد الإخوان.

مهدي: الأمين السابق للجماعة، محمود حسين، اختار التحرك عبر المنابر المتاحة، وسط دعاية إعلامية مكثفة، بينما تحرك إبراهيم منير بين أعضاء التنظيم وقياداته

مهدي لفت إلى أنّ محمود حسين، الأمين السابق للجماعة، اختار التحرك عبر المنابر المتاحة، وسط دعاية إعلامية مكثفة، بينما تحرك إبراهيم منير بين أعضاء التنظيم وقياداته، وكانت خطوة تشكيل مجلس شورى جديد يضم قيادات من إخوان تركيا، وبعض البلدان، ضربة قوية لمحمود حسين ولجنة مصطفى طلبة، قبل أن يطلق منير تصريحاته غير المسبوقة لوكالة "رويترز"، حيث مد يده للنظام المصري، طالباً الحوار، وتعهد بعدم ممارسة العمل السياسي والسعي إلى السلطة بأيّ شكل بما في ذلك الانتخابات.

تسريبات البحيري وإضعاف جبهة حسين

"جبهة إسطنبول" التي سبق وقررت إعفاء إبراهيم منير من الجماعة، وكذلك فصل عدد من القيادات من بينهم: أحمد شوشة، وأسامة سليمان، وحلمي الجزار، وعبد الله النحاس، ومحمد البحيري، وجمال حشمت، ومحمود الإبياري، وغيرهم، أسقط في يدها هذه المرة، وهي الآن في مرحلة دراسة الخروج بردّ فعل قوي، ربما لن تستطيع أن تجعله مؤثراً.

الباحث سامح مهدي لفت كذلك إلى ظهور تسريب صوتي للقيادي محمد البحيري، العضو البارز في التنظيم الدولي، الذي "كشف عن السقوط الأخلاقي لقيادات الجماعة، واستخدام وسائل التدليس والتزوير والكذب، مع وجود تهديدات خفية، ربما تفصح عن الحالة المافياوية التي أصبحت فيها الجماعة".

المقطع الصوتي للبحيري كشف كذلك عن الفساد المستشري بين قيادات التنظيم، وفق ما صدر من القيادي أمير بسام، الذي اتهم البحيري ومحمود حسين وغيرهما بامتلاكهم فيلات وسيارات من أموال الجماعة التي كانت مخصصة لرعاية شباب الإخوان في إسطنبول.

جدير بالذكر أنّ البحيري أعلن في هذه التسريبات تأييده لمحمود حسين، ورغم أنّه عاد ونفى كلّ ما نسب إليه، إلا أنّ إبراهيم فودة، مسؤول اللجان الإلكترونية قام بنشرها بين الإخوان، وتكشف التسريبات في مجملها عن طبيعة خلايا الفساد الإخوانية، ومدى تغلغلها داخل جبهتي التنظيم، وكذلك التهديدات التي يتبادلها الطرفان.

ويخلص مهدي إلى توقع مفاده أنّ جبهة محمود حسين، ربما تفتح هي الأخرى خطاً للحوار مع الحكومة المصرية، من أجل أن تشارك في "الحوار الوطني"؛ لسحب البساط من تحت أقدام إبراهيم منير، وإحراق ورقته الأخيرة التي قرر أن يلعب بها، لكنّ مهدي يلفت إلى أنّ "الورقة محترقة منذ البداية، فلا النظام المصري سوف يقبل بالحوار مع الإخوان، ولا قوى المعارضة لديها الرغبة في ضم الجماعة إلى معسكر القوى الوطنية، بعد أن أفسدت الحراك الثوري، واعتمدت مبدأ المغالبة لا المشاركة".

مواضيع ذات صلة:

تصريحات إبراهيم منير عن "عنف الإخوان".. مبادرة أم أجندة غربية جديدة؟

هكذا يوظف الإسلاميون الدين

حقائق ورسائل خادعة.. هذا ما كشفته تصريحات إبراهيم منير الأخيرة



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية