تظاهرات حاشدة غرب إيران احتجاجاً على شح المياه... والحكومة تعترف بـ"الإهمال"

تظاهرات حاشدة غرب إيران احتجاجاً على شح المياه... والحكومة تعترف بـ"الإهمال"


25/08/2022

لليوم الثالث على التوالي، خرجت تظاهرات حاشدة في مناطق متفرقة شمال غربي إيران احتجاجاً على شح المياه، وسط اتهامات للحكومة الإيرانية بالتقصير، وعدم كفاءة الحكومة في إدارة الموارد المائية.

ووفقاً لوكالة "إيران إنترناشيونال"، خرج مئات الإيرانيين من أهالي همدان وتشهار محال وبختياري وأنحاء أخرى من إيران في تظاهرات حاشدة، أمس وأول من أمس، احتجاجاً على قطع مياه الشرب منذ أكثر من أسبوع.

خرجت تظاهرات حاشدة في مناطق متفرقة شمال غربي إيران احتجاجاً على شح المياه، وسط اتهامات للحكومة الإيرانية بالتقصير

وامتدت الاحتجاجات على عجز الحكومة عن توفير إمدادات المياه إلى مدينة كازرون بمحافظة فارس، جنوبي إيران، حيث انتشر مقطع فيديو يظهر تجمّع عدد من أهالي قرية "بناف" بمحافظة فارس، اليوم الخميس، احتجاجاً على نقص المياه في هذه القرية على مدار الـ15 يوماً الماضية.

 اعتراف بالإهمال

في خضم الاحتجاجات الإيرانية، اعترف وزير الطاقة الإيراني علي أكبر محرابيان، في تصريحات تلفزيونية أمس، بأنّ المشكلة الرئيسية لأزمة المياه في المحافظات المختلفة ترجع إلى "إهمال الحكومة في تطوير البنية التحتية لإمدادات المياه".

ونقلت "إيران إنترناشيونال" عن محرابيان قوله: إنّ مشكلة توفير مياه الشرب في الأسابيع الأخيرة في بعض مناطق البلاد، مثل همدان وتشهار محال وبختياري "هي مسألة البنية التحتية، واستكمال الاستثمار لتوفير مياه شرب مستدامة في هذه المناطق".

وأعلن وزير الطاقة الإيراني عن انتشار نقص المياه بعدة مدن مختلفة في إيران، قائلاً: "في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي شهدت (300) مدينة نقصاً في المياه".

اعترف وزير الطاقة الإيراني بأنّ المشكلة الرئيسية لأزمة المياه ترجع إلى "إهمال الحكومة في تطوير البنية التحتية لإمدادات المياه"

وأشار وزير الطاقة إلى تقصير في عمل الحكومة منذ ما يقرب من (20) عاماً في همدان، قائلاً: "في مدينة همدان، كان المخطط أن يتمّ تنفيذ مشروع نقل المياه منذ أعوام عديدة، ربما منذ (17 أو 18) عاماً، لكن تم إحراز تقدّم في هذا المشروع بنسبة 30%". وأوضح أنّ الحكومة مضطرة إلى "توفير المياه بشكل مؤقت من المصادر المحلية" لتعويض هذا النقص.

 هدر المياه

حمّل محافظ همدان علي رضا قاسمي فرزاد المزارعين مسؤولية شح المياه، قائلاً: "بالنظر إلى أزمة المياه والجفاف في البلاد وفي هذه المحافظة، يجب مراجعة طريقة الإنتاج وتغييرها، خاصة في مجال الزراعة".

وقال فرزاد في تصريحات تلفزيونية اليوم الخميس: "الأساليب الحالية لاستهلاك المياه في قطاع الزراعة والبستنة تهدر المياه"، مشدداً على أنّ "زراعة البطاطس والبطيخ والبرسيم في مثل هذه الظروف التي نفتقر فيها إلى المياه أمر غير صحيح، ويجب على المزارعين التخلي عن المحصولين الثاني والثالث في مثل هذه الظروف التي نفتقر فيها إلى المياه، ويجب على كل مزارع أن يزرع مرة واحدة فقط"، وأكد: "لن نسمح بتحويل المياه إلى القطاع الزراعي وإنفاقها على زراعة البطيخ".

وامتدت مشكلة نقص المياه في الأيام الأخيرة إلى العديد من المدن الإيرانية، بحسب "إيران إنترناشيونال"، وتعاني إيران منذ أعوام من فيضانات بسبب السيول، بالإضافة إلى الجفاف.

وفي منتصف تموز (يوليو) أوقفت السلطات في شمال غرب البلاد متظاهرين يندّدون بجفاف بحيرة أورمية، وهي واحدة من أكبر البحيرات المالحة في العالم. وانتشرت مؤخراً صور وفيديوهات تظهر نفوق المواشي نتيجة للعطش في الأهواز، التي تُعدّ بحاجة إلى تدفق مستمر للمياه، ولكنّ وجود عشرات السدود والأنفاق على روافد هذه الأنهر، التي أنشئت لنقل المياه إلى المناطق الداخلية في إيران، تحول دون ذلك.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية