النظام الإيراني يفتعل الأزمات لتحويل الأنظار عن قمع الاحتجاجات... ما الجديد؟

النظام الإيراني يفتعل الأزمات لتحويل الأنظار عن قمع الاحتجاجات... ما الجديد؟

النظام الإيراني يفتعل الأزمات لتحويل الأنظار عن قمع الاحتجاجات... ما الجديد؟


12/10/2022

يحاول النظام الإيراني افتعال الأزمات بشتى أنواعها لتحويل الأنظار والاهتمامات المحلية والدولية عن القمع الذي يُمارس ضدّ الاحتجاجات السلمية، والتي توسعت بشكل ملحوظ عبر البلاد خلال الـ (4) أسابيع الماضية.

النقطة الأضعف بالنسبة إلى طهران هي العراق، لهذا اختارت أن يكون العنوان الأبرز خلال الفترة المقبلة ليغطي على عناوين الانتهاكات التي تمارس بحق الشعب الإيراني، لهذا تأهب "الحرس الثوري" الإيراني للقيام بعمليات برّية في إقليم كردستان العراق، لاستهداف مواقع الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة، وفق ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط.

وأكدت مصادر مطلعة في طهران أنّ قوات "الحرس الثوري" أعلنت تأهباً في الوحدات البرّية للقيام بعمليات محدودة لاستهداف مواقع حزب "كومولة" و"الحزب الديمقراطي الكردستاني" المعارضَين.

وقالت المصادر: إنّ وحدات من قوات "الحرس الثوري" تلقت أوامر بالتوجه إلى المنطقة المتوترة.

وأفادت "رويترز" بأنّ مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر دبابات تُنقل إلى المناطق الكردية التي كانت مراكز محورية في حملة قمع الاحتجاجات. بدورها؛ نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن منظمة "هه نغاو" الحقوقية أنّ طائرة حربية إيرانية وصلت ليلاً إلى مطار مدينة سنندج، وأنّ حافلات تقلّ عناصر من القوات الخاصة كانت في طريقها إلى المدينة آتية من مناطق أخرى.

الحرس الثوري يتأهب للقيام بعمليات برّية في إقليم كردستان العراق لاستهداف مواقع الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة

وفي هذا السياق، ذكرت قنوات تابعة لـ"الحرس الثوري" على شبكة "تلغرام" أنّ "القوات المسلحة تتأهب لهجوم برّي على مقر الإرهابيين الانفصاليين". ونقلت عن "الحرس الثوري" قوله إنّ "القوات المسلحة مستعدة لدفع المؤامرة والتقدم إلى بيت العنكبوت".

ونشرت قنوات "الحرس الثوري" أمس تسجيلات فيديو من الاستعدادات واللحظات الأولى من الهجمات على إقليم كردستان.

وأفادت وكالة "تسنيم" التابعة لـ "الحرس الثوري" يوم الأحد الماضي، نقلاً عن مصدر مطلع، بأنّ القوات الإيرانية "أوقفت الهجمات لكي تعطي فرصة لمسؤولي الإقليم لمواجهة الأحزاب الانفصالية، لكنّ وقف إطلاق النار مرهون باتخاذ القرارات المعقولة من مسؤولي الإقليم".

مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر دبابات تُنقل إلى المناطق الكردية التي كانت مراكز محورية في حملة قمع الاحتجاجات

وخلال زيارة إلى سنندج، ادّعى وزير الداخلية أحمد وحيدي أنّ الاحتجاجات "دعمتها وخططت لها ونفذتها جماعات إرهابية انفصالية"، دون أن يقدّم دليلاً على ذلك.

واجتاحت الاحتجاجات التي تطالب بإسقاط المؤسسة الحاكمة إيران منذ وفاة أميني، وهي شابة كردية إيرانية تبلغ من العمر (22) عاماً، في 16 أيلول (سبتمبر) الماضي أثناء احتجازها لدى "شرطة الأخلاق" بدعوى "سوء الحجاب". وأنحت السلطات الإيرانية باللائمة في أعمال العنف على "أعداء"؛ بمن فيهم معارضون مسلحون من الأكراد الإيرانيين، وقد هاجم "الحرس الثوري" قواعدهم في العراق المجاور مرات عدة خلال الاضطرابات الأخيرة.

وقال "الحرس الثوري" الإيراني في 28 أيلول (سبتمبر) الماضي: إنّه أطلق (73) صاروخاً باليستياً، وعشرات المسيّرات، على أهداف للأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة. وقالت السلطات في العراق إنّ (14) شخصاً قتلوا، بينهم رضيع، وأصيب العشرات. وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية حينها أنّها أسقطت مسيّرة إيرانية من طراز "مهاجر6"؛ لأنّها «شكّلت خطراً» على القوات الأمريكية في أربيل.

منظمة "هه نغاو": طائرة حربية إيرانية وحافلات تقلّ عناصر من القوات الخاصة وصلت ليلاً إلى مدينة سنندج

وتصاعدت التوترات بشكل خاص في المناطق الكردية التي تتحدر منها أميني، وقال نشطاء إنّ إيران كثفت حملتها القمعية على المدن الكردية. وقالت منظمة "هه نغاو" لحقوق الإنسان أول من أمس: إنّ قوات الأمن استخدمت أسلحة ثقيلة في إطلاق النار على منازل بمدينة سنندج الكردية.

وأظهر مقطع فيديو أضراراً جسيمة لحقت بأحد المنازل في سنندج. وقالت المنظمة إنّ السلطات استخدمت مدفعاً رشاشاً ثقيلاً من عيار (50) ملم ينقل على متن مركبات عسكرية مدرعة عادة. ويظهر مقطع آخر أنّ قوات الأمن تطلق النار بشكل عشوائي أثناء اعتقال أحد الأشخاص، وفق وكالة "أسوشيتد برس" للأنباء.

 ادّعى وزير الداخلية أحمد وحيدي أنّ الاحتجاجات "دعمتها وخططت لها ونفذتها جماعات إرهابية انفصالية"

من جانبه، نشر "مركز حقوق الإنسان في إيران"، ومقره نيويورك، مقطع فيديو آخر يظهر ما وصفها بأنّها "كتيبة" من قوات الأمن على دراجات نارية تتحرك في سنندج. ويشير المركز إلى قيام عناصر الأمن بـ "تحطيم زجاج مئات السيارات".

وكانت المنظمة قد أشارت أول من أمس إلى وجود مكثف لقوات أمن مسلحة في مدن سنندج وسقز وديواندره الكردية.

السلطات الإيرانية تضع اللائمة في الاحتجاجات، أو أعمال العنف -من وجهة نظرها-، على "أعداء"؛ بمن فيهم معارضون مسلحون من الأكراد الإيرانيين

ورجح "مركز حقوق الإنسان في إيران" احتمال وجود وضع مماثل في محافظة بلوشستان (جنوب شرق)، حيث يقول نشطاء إنّ أكثر من (90) شخصاً قتلوا منذ 30 أيلول (سبتمبر)، ولاقى ما لا يقل عن (185) شخصاً حتفهم في الاحتجاجات، بينهم (19) قاصراً، وأُصيب المئات، واعتقلت قوات الأمن الآلاف، وفق ما قالت منظمات حقوقية. وقالت وكالة "إرنا" الرسمية: إنّ (24) من قوات الشرطة وميليشيات الباسيج التابعة لـ"الحرس الثوري" قتلوا.

وقال مدير المركز هادي غائمي: إنّ "القتل الوحشي لمدنيين على أيدي قوات الأمن في محافظة كردستان، في أعقاب مجزرة بمحافظة سيستان بلوشستان، قد يكون مقدمة لأعمال عنف مقبلة تنفذها الدولة".

هذا، وركزت السلطات الأمنية الإيرانية حملتها العنيفة لقمع الاحتجاجات بالذخيرة الحية في المناطق الكردية، بالتزامن مع تصريحات حكومية نقلتها وكالة إرنا عن السماح بتنظيم التظاهرات السلمية المعارضة عبر تنظيمها من قبل وزارة الداخلية، في محاولة جديدة لمحاصرتها وتقنينها.

"هه نغاو": قوات الأمن استخدمت أسلحة ثقيلة في إطلاق النار على منازل بمدينة سنندج الكردية

بالمقابل، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، في لقاء مع "سكاي نيوز عربية"، نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي، الهجمات التي شنتها إيران على الأراضي العراقية بـ "الانتهاك السافر والعدائي والاستفزازي"، مؤكداً أنّ "هذه الأفعال العدائية سيكون لها تداعيات خطيرة على أمن المنطقة".

وأوضح  الصحاف أنّ "الخارجية العراقية أصدرت بياناً شديد اللهجة بالإدانة والاستنكار بأشد العبارات، للقصف المتصاعد من الجانب الإيراني، الذي بدأ بقصف مدفعي ثم صاروخي ثم بطائرات مسيّرة، وطال مناطق في كردستان العراق وأوقع العديد من القتلى والجرحى".

واستطرد: "إنّه انتهاك سافر وعدائي واستفزازي أحادي الجانب، ويشكّل نهجاً جديداً ومتصاعداً للعدوان الإيراني على الأراضي العراقية، ويسيء بشكل صارخ لمبادئ حسن الجوار".

ولفت الصحاف إلى أنّه "تمّ استدعاء سفير إيران لدى بغداد، وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، وأنّ إجراءات الحكومة العراقية المتبعة ستكون ضمن المسار الدبلوماسي، وبأعلى مستوى".

الصحاف: هناك تنسيق بين قيادة العمليات المشتركة وسلطات إقليم كردستان، للحدّ من تكرار القصف الإيراني على مناطق الإقليم

وفي تصريج منفصل، قال الصحاف لوكالة الأنباء العراقية قبل أيام: إنّ هناك تنسيقاً بين قيادة العمليات المشتركة وسلطات إقليم كردستان للحدّ من تكرار القصف الإيراني على مناطق الإقليم.

وأضاف الصحاف أنّ "وزارة الخارجية العراقية اتخذت تجاه القصف الإيراني جملة من الخطوات؛ كان من بينها إصدار بيان شديد اللهجة وإدانة بأشد العبارات نتيجة هذا الاعتداء الإيراني الاستفزازي أحادي الجانب الذي طال مناطق من إقليم كردستان العراق وأوقع العديد من الشهداء والجرحى، إضافة إلى استدعاء السفير الإيراني لدى بغداد، وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة".

مواضيع ذات صلة:

إيران... النظام والثورة والمرأة

قتلى وجرحى... الاحتجاجات الإيرانية تتوسع والنظام يهدد ويواجه الشارع بهذه الطرق

استقبال الحوثيين في إيران.. ما الرسالة التي يريدون إيصالها؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية