الكماليون يظهرون مجددًا... لماذا؟

الكماليون يظهرون مجددًا... لماذا؟

الكماليون يظهرون مجددًا... لماذا؟


24/04/2025

أصدرت مؤسسة (ميدان)، المملوكة للكماليين، في 19 نيسان (أبريل) الجاري 2025 فيديو حول ملامح مشروعهم خلال الفترة المقبلة، مؤكدين أنّه سيكون قائمًا على الانتفاضة والعمل المسلح والضغط الخارجي وعمل أيّ ثغرة للثورة الشعبية، مشيرين إلى أنّهم سيصدرون كتابًا حول مجمل أفكارهم خلال الفترة المقبلة، وأنّ دعواتهم ستتوالى لإسقاط النظام الجمهوري في مصر.

كيف بدأت القصة؟

 (جبهة الكماليين)، وهي القسم الثالث من الجماعة؛ الأولى جبهة صلاح عبد الحق وهي الجبهة الأكبر خارجيًا، وجبهة محمود حسين الجبهة الأكبر في الداخل، وجبهة الكماليين وهي الجبهة الثورية التي تم تأسيسها على يد القيادي محمد كمال الذي تم قتله على يد وزارة الداخلية المصرية، وأهم قياداتها رضا فهمي، يحيى حامد، عباس قباري، محمد منتصر، علاء علي السماحي، يحيى موسى، وهي تعتمد على العمل الثوري المسلح، وترى أنّ من أهم حقوقها قيادة الجماعة.

وعبر مؤسسة (ميدان)، ومؤسسة (إحاطة)، دعا الكماليون منذ بدء شهر رمضان الماضي إلى الثورة في مصر، وأطلقوا بيانًا جاء فيه: إنّ إرادة الشعوب لا تُقهر ولا تعرف الاستسلام، وإنّ النظام في مصر ما يزال يُمعن في الظلم والقهر والاستبداد، لذا، فإنّ الوقوف في وجه هذا النظام لم يعد خيارًا، بل واجبًا، ومن هذا المنطلق، يوجّه المكتب العام للإخوان المسلمين نداءً إلى جميع شباب الجماعة بالعمل صفًا واحدًا، من أجل استعادة زخم الثورة، وإحياء روح العمل الثوري، لأنّ هذا النظام لن يرحل إلا بالثورة، ولن يتحرر الأسرى في السجون المصرية إلا بثورة حقيقية.

كما روجت صفحة تيار الكماليين (محارب) وصفحة (الأمانة العامة لجماعة الإخوان المسلمين) لهذا البيان، وللدعوات الأخرى التي طالبت بالثورة.

في الوقت نفسه استمرت دعوات محمد إلهامي عضو هذا التيار بالدعوة إلى الثورة، وهو سلفي جهادي، كان تابعًا للجبهة السلفية، وانضم لمؤسسة ميدان التابعة للجماعة في تركيا.

عضو في مؤسسة ميدان: محمد إلهامي

وواصل محمود فتحي دعواته عبر ما أطلق عليه "تيار الأمّة" الرسائل التعريفية الـ (5) للتيار التابع له (مجموعة من الأفراد تُعدّ على أصابع اليد): وهي بناء القيادة الفكرية والرمزية والتنظيمية، وكيفية بناء المجموعات الثورية والحاضنة الشعبية، وأزمة المعارضة والنخبة المصرية.

من ناحية أخرى، ومع دعوات الكماليين لباقي أقسام الجماعة إلى التوحّد، نظمت قيادات في جماعة الإخوان تابعة لجبهة محمود حسين اجتماعات مطولة تحت مُسمّى "لجان التطوير" لمحاولات احتواء الشباب. ووفق مصادر فقد ركزت هذه الاجتماعات على كيفية تجاوز الأزمات الداخلية، وإصلاح القيادة، ومحاولة جذب الشباب مرة ثانية.

ونشرت صفحات بموقع التواصل (فيسبوك) أنّ هناك اجتماعًا تم عقده بين محمود حسين ومسؤول الشباب بجبهة إسطنبول أحمد عاطف، ومسؤولة قسم المرأة في الجبهة جيهان عقل.

ونشر الكماليون بموقع التواصل (تليجرام) أنّ "النصر = إعداد + فرصة، والإعداد = حلم ورؤية + أخذ بالأسباب المتاحة، والفرصة = استغلال كل ما حولك من فرص قد لا تكرر حتى تنجح في أن تصل إلى الهدف".

وقبل شهر رمضان الماضي مباشرة أصدر الإخوان (جبهة تيار التغيير ـ الكماليون) تعميمًا حول كيفية بناء خلايا العمل الجماهيري والنوعي والاستفادة ممّا يجري في غزة وسوريا، عن طريق مسارين رئيسيين: العصيان المدني والإضراب العام، وبناء التنظيم الثوري والقاعـدة الجماهيرية التي يمكنها القيام بهذا الفعل بشكل منظم وصولاً إلى الثورة الشاملة، مستفيدين من أحداث غزة.

وتحدث التعميم عن أنواع المجموعات الجماهيرية، وهي: مجموعة إعادة إنتاج الوعي، ومجموعة تكنولوجيا المعلومات، والمجموعة المعلوماتية، ومجموعة الحرب النفسية، ومجموعة رصد العدو، والمجموعة الفنية، والمجموعة العلمية، وقال: إنّ أهم المجموعات هي المجموعة المعلوماتية، وهدفها الوحيد هو جمع المعلومات من الشارع ومن المؤسسات حول موضوع محدد حسب قرار القيادة، وذلك عن طريق بناء شبكات داخل الشارع وداخل المؤسسات من المتعاونين، وكذلك من أهم المجموعات الخلايا داخل مؤسسات الدولة.

القائم بأعمال المرشد في جماعة الإخوان: محمود حسين

لماذا ظهروا الآن؟

قال مصدر مقيم في تركيا: إنّ مؤسسة (ميدان) التي أصدرت فيديو الكماليين موجودة في إسطنبول، وهي ستار إعلامي لهم، ويقودهم رضا فهمي، وعباس قباري، ومحمد منتصر.

وقال المصدر: إنّ الكماليين سيصدرون كتابًا حول مجمل أفكارهم خلال الفترة المقبلة، وإنّ دعواتهم تتوالى خلال هذه الأيام لإسقاط النظام الجمهوري في مصر، بسبب رفضه المصالحة مع الجماعة، وكذا محاولة استفادتهم من أحداث غزة بأكبر قدر ممكن.

وتحدث في الإصدار بالبداية رضا فهمي موضحًا الخطوط العريضة للمشروع، ثم تحدث أحمد مولانا، وبعده عباس قباري، الذي دعا إلى انتفاضة من داخل الجيش المصري، ومحاولة صناعة انقسام داخل الجيش واللعب عليه.

أمّا محمد منتصر، فقد قال: إنّهم سيعتمدون السيناريو المركّب، وهو خليط ما بين الانتفاضة والعمل الثوري، ويلعبون على عمل ثغرة تدفع إلى حراك شعبي واسع، موصيًا بقيادة موحدة، والتوحّد على منظومة الأفكار، التي مجملها ورد في كتاب سبيل الرشاد لمحمد إلهامي، مشيرًا إلى وثيقة ستصدر قريبًا عن استراتيجية التغيير.

وتحدث عباس قباري عن خلق وعي شعبي، وعن شبكة لتنظيم الحراك وتهيئة الظروف بإشعال شرارة، وكسب الحلفاء في الداخل، والضغط الخارجي، ومدّ شبكات العلاقات وإيجاد مصالح مشتركة، والاتفاق على مشروع الرموز المجتمعية، ومشروع الحركة الطلابية، وتدريب كوادر جديدة، والاستفادة، من مشروع المصريين بالخارج.

ومن المرجح أنّ الكماليين (تيار التغيير)، والنشاط الذي ظهر لهم فجأة، ثم البيان الذي صدر منهم للدعوة إلى الثورة في مصر، جاء نتيجة لنجاح الجولاني وسيطرته هو وجماعته على سوريا.

ويؤكد هذا ما نشره طارق الزمر في بيان له حول الدلالات الاستراتيجية لانتصار الثورة السورية، فقد تحدث عن تأكيد قوة إرادة الشعوب، وأنّ نجاح الثورة السورية أثبت أنّ الشعوب قادرة على تحقيق أهدافها رغم القمع والتحديات، كما أنّه أعاد الثقة بقدرة الشعوب العربية على التخلص من الطغيان مهما بلغت قوته، وأنّ انتصار الثورة السورية يظهر أهمية الجمع بين مقاومة الطغيان الداخلي ومواجهة النفوذ الأجنبي، وأنّ الفرص الناتجة عن انتصار الثورة السورية، أوّلها إحياء زخم الثورات العربية، وخلق تحالفات شعبية جديدة، وإعادة تشكيل النظام الإقليمي، مشيرًا إلى بناء تحالف عربي ثوري جديد، وذلك بالحرص على توحيد الخطاب الثوري، وضرورة صياغة خطاب ثوري جامع يرتكز على قيم الحرية والعدالة والكرامة، وتشكيل تحالفات شعبية، من خلال التعاون بين القوى الثورية في سوريا وبقية الدول العربية لتبادل الخبرات والتجارب.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية