الغرياني يحرض مرة أخرى على القتل.. ما أبرز الردود على مفتي أردوغان والوفاق؟

الغرياني يحرض مرة أخرى على القتل.. ما أبرز الردود على مفتي أردوغان والوفاق؟


24/06/2020

أثار مفتي ليبيا المعزول، الصادق الغرياني، مرّة أخرى، الكثير من ردود الفعل المستهجنة، بفتوى يجيز فيها قتل عناصر الجيش الليبي الذين يقعون في الأسر لدى ميليشيات الوفاق، ومعاملتهم معاملة التتار والمغول. 

صحف بريطانية تُجمِع على وجود علاقة وثيقة تربط بين المتطرفين في بريطانيا والصادق الغرياني

وطالبت الكثير من الأصوات بضرورة مقاضاة "مفتي الميليشيات المسلحة"، حتى يتوقف عن التحريض على سفك الدماء، الذي يتخذ منه العديد من المتطرّفين داخل ليبيا وخارجها ذريعة ومبرراً لإرهابهم.

ورغم أنّ تأثير الغرياني أصبح محدوداً على الشارع الليبي، الذي لاحظ أنّ فتاواه تتوافق مع أطماع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وتوجّهات التنظيمات المسلحة المتطرفة، إلا أنّ هناك الكثير من الإرهابيين اتخذوه مرجعاً لهم واستندوا إلى فتاواه بتنفيذ عمليات إرهابية، حتى أصبح المفتي المعزول سبباً مباشراً في الكثير من العمليات الإرهابية التي شهدتها دول أوروبية كبريطانيا مثلاً، فلم يكن مستغرباً أن يحمل منفّذ عملية مدينة ريدينغ خيري سعد الله، البالغ من العمر 25 عاماً، الجنسية الليبية، ويحمل أيضاً الأفكار التكفيرية التي يُعدّ الغرياني أكثر من روّج لها. 

وأجمعت صحف بريطانية بينها "التايمز" و"صن" و"الغارديان" و"تيليغراف" و"دايلي ميل" وغيرها الكثير، على أنّ هناك علاقة وثيقة تربط بين المتطرّفين في بريطانيا والجماعات الإسلامية المتشددة في ليبيا بإمرة الغرياني الملقب بـ"مفتي الدم"، والذي اعتاد أن تكون لندن أرضاً خصبة لأنصاره، وفق وصفهم.

وفي هذا السياق، استنكرت اللجنة العليا للإفتاء التابعة للحكومة الليبية أقوال المفتي المعزول الصادق الغرياني، ووصفته بـ "التكفيري المنحرف"، وحثّت الليبيين على عدم الالتفات إلى أقواله، وعدم الانجرار خلف المجلس الرئاسي "الذي جلب الغزو التركي لينتهك الأعراض ويستبيح الأنفس والأموال".

اقرأ أيضاً: الغرياني يتحدث عن دور تركيا وقطر في ليبيا.. ماذا قال؟

وحذّر رئيس الهيئة، الشيخ أحمد عبد الحفيظ، في بيان اطّلعت عليه قناة ليبيا، من تكفير عناصر الجيش الليبي، قائلاً إنّ مسلكه خطير وشرّه مستطير، وقد سُفكت به الدماء وانتهكت به الأعراض وسلبت به الأموال وقطعت به السبل وهدمت به الديار، ودمّرت به دول.

وقال رئيس اللجنة العليا للإفتاء؛ إنّ الغرياني "على رأس المنظّرين لمنهج التكفير، وتنضح أقواله وفتاواه بالتكفير والتقتيل"، مشيراً إلى أنّ آخرها ما صدر عنه في برنامج عبر قناة "التناصح"، المصنّفة كياناً إرهابياً من قبل الدول الأربع المناهضة للإرهاب؛ الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، وكفّر فيها الجيش الوطني بقوله؛ "هؤلاء خارجون عن الشريعة بكلّ ما في هذه الكلمة من معنى".

اللجنة العليا للإفتاء التابعة للحكومة الليبية تستنكر أقوال الغرياني، وتصفه بـ "التكفيري المُنحرف"

وبيّن عبد الحفيظ أنّ قول الغرياني يُعدّ "تكفيراً صريحاً لا يحتمل التأويل"، وأنه أفتى بقتل الجرحى وملاحقة الفارّين، وهذا يخالف الشريعة الإسلامية، وتجرّمه الأعراف الدولية، وتنكره القيم الإنسانية في معاملة الجرحى والأسرى.

ولفت رئيس اللجنة إلى أنّ اتهام الغرياني للجيش الوطني الليبي بأنه يقاتل نيابة عن "مشروع صهيوني" هو وصف تستحقه جماعة "الإخوان المفسدين" على حدّ تعبيره، "وأتباعها من فرق وأحزاب تدعمهم دول كتركيا وإيران وقطر، التي تجمعهم بإسرائيل ارتباطات وثيقة في السرّ والعلن وعلى مختلف الأصعدة؛ إذ إنها لعبت دوراً رئيسياً في الحفاظ على وجود الكيان الصهيوني".

وأضاف عبد الحفيظ: "هكذا هم الإخوان المسلمون، شعارات براقة وتباكٍ مكذوب على فلسطين والقدس، أعادها الله إلى حضن الإسلام والمسلمين، ولو كان هذا المفتون صادقاً هو وأردوغان الإخواني لوجّهوا قوّاتهم إلى القدس لتخليصه من اليهود الغاصبين بدلاً من توجيهها لغزو ليبيا وقتل المسلمين فيها".

وتابع رئيس اللجنة العليا للإفتاء: "أمّا عن قتال الجيش الوطني الليبي، فهو جيش عربي مسلم شهد له القاصي والداني منذ أعوام بأنه يقارع الإرهاب بكافة صوره وأشكاله من جماعات تكفيرية وعصابات إجرامية مدعومة من دولتي تركيا وقطر وغيرهم من الخونة والعملاء".

اللجنة العليا للإفتاء تثمن الموقف المصري في التصدي للغزو الأجنبي الطامع في ثروات ليبيا

ودعا رئيس اللجنة العليا للإفتاء جميع الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ موقف حازم من الغزو التركي الغاشم للدولة الليبية، بما يضمن عدم تهديد أمن واستقرار بلادنا ودول الجوار.

في سياق متصل، ثمّن عبد الحفيظ الموقف المصري تجاه ليبيا، قائلاً؛ "اللجنة العليا للإفتاء تثمّن الموقف المصري في التصدي للغزو الأجنبي الطامع في ثروات ليبيا، استجابةً لنداء مجلس النواب الليبي وشيوخ وأعيان قبائل ليبيا".

وكانت دار الإفتاء المصرية قد دانت أمس الفتوى التي أصدرها الصادق الغرياني بتكفير أعضاء الجيش الوطني الليبي واستباحة دمائهم.

اقرأ أيضاً: فتاوي "الغرياني".. سلاح الإخوان ضد الجيش في ليبيا

وذكرت دار الإفتاء المصرية أنّ الغرياني بثّ فتواه، التي قال فيها إنه يجب معاملة أسرى الجيش الليبي الذين يقعون في أيدي ميليشيات الوفاق معاملة التتار والمغول، عبر إحدى القنوات من داخل الأراضي التركية، حيث تأتي الفتوى في ضوء الحرب الإعلامية التي تشنها تركيا ضد الجيش الوطني الليبي من أجل تدعيم الميليشيات التابعة لها، بخلاف الدعم المادي من أموال وسلاح ومرتزقة من الأراضي السورية. 

وأكدت "الإفتاء المصرية" أنّ فتاوى الغرياني تأتي دائماً لتأجيج الوضع السياسي في ليبيا، كما هو النهج المعتاد من جماعة الإخوان في محاولة الوصول إلى السلطة، وأن هذه الفتاوى أبعد ما تكون عن روح الدين الإسلامي السمحة، التي تعمل دائماً على البناء والعمران، فالدين الإسلامي حرّم التحريض على القتل وتكفير الناس بالباطل واستباحة أعراضهم وأموالهم.

دار الإفتاء المصرية تدين فتوى الصادق الغرياني بتكفير أعضاء الجيش الوطني الليبي واستباحة دمائهم

وأضافت أن فتوى الغرياني بتكفير وقتل أبناء الشعب الليبي من الجيش الوطني لم تكن الأولى من نوعها، وأنه قد اعتاد على إصدار مثل هذه الفتوى التي تبيح القتل والتكفير لكل من خالف أطماع جماعة الإخوان التي ينتمي إليها منذ عام 2012، ما جعل الكثير من أبناء الشعب الليبي يطلقون عليه "مفتي الفتنة والدماء".

واستعرضت الدار أبرز الفتاوى الغريبة للغرياني، وكان منها؛ تحريم تكرار الحج والعمرة ودفع هذه الأموال لميليشيات الإسلام السياسي المسلحة لقتال الجيش الوطني الليبي، كما أفتى بإهدار دم القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ودعا المجتمع الليبي إلى الخروج لقتال الجيش بدعوى "الجهاد"، بالإضافة إلى فتوى عدم جواز الصلاة لمن يدعو لنصرة الجيش الليبي.

وحذّرت إفتاء مصر من فتاوى الغرياني، مؤكدة أنّ هذه الفتاوى هي ستار لأطماع دول خارجية تسعى للنيل من حرية الشعب الليبي وسرقة مقدراته وثرواته، وأنّ الغرياني نفسه محل شبهة وحوله العديد من علامات الاستفهام، حيث وجّه إليه "ديوان المحاسبة الليبي" العديد من الملاحظات المرتبطة بالفساد المالي، كما تشير العديد من التقارير الليبية إلى أنّ الغرياني يمتلك ثروة تتجاوز الـ 100 مليون دولار، من أموال الزكاة والتمويلات الخارجية المرتبطة بأفراد التنظيم الدولي لجماعة الإخوان.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية