الذئاب الرمادية التركية تضرب من جديد في فرنسا

الذئاب الرمادية التركية تضرب من جديد في فرنسا


04/04/2021

عادت عصابات الذئاب الرمادية التركية اليمينية المتطرفة الى الواجهة من جديد بعد عملية جدذدة استهدفت عددا من الأكراد في فرنسان.

فقد تعرّض أربعة رجال من أصول كردية لاعتداء بقضبان حديدية استهدف السبت مقر جمعية في ليون (وسط-شرق)، في اعتداء نسبه الضحايا لتنظيم "الذئاب الرمادية" القومي المتشدد.

وأعلنت الشرطة أنه "نحو الساعة 14,30 اقتحم نحو عشرة أشخاص على الأقل مركزا كرديا في الدائرة السابعة في ليون. وقعت أضرار كبيرة وأصيب أربعة أشخاص بجروح طفيفة".

وعندما وصلت قوات الأمن إلى الموقع كان المعتدون قد غادروا.

وقال عناصر الإطفاء إن "عراكا وقع بين جماعتين أسفر عن أربعة مصابين بجروح متوسطة تم نقلهم إلى مراكز استشفاء مجاورة".

وتابع الإطفائيون "الضحايا رجال تتراوح أعمارهم بين 30 و45 عاما، جرحوا بسلاح أبيض بواسطة مضارب وقضبان حديدية".

وجاء في بيان للمجلس الديموقراطي الكردي في فرنسا أن أفرادا "ملثمين ومسلّحين بمضارب بيسبول وبالسلاح الأبيض" من تنظيم الذئاب الرمادية "هاجموا بعنف شديد جمعيتنا في ليون وتعرّضوا لأعضائها بالضرب. جرح أربعة أكراد كانوا متواجدين في الجمعية على يد بلطجية إردوغان الخطرين".

"وبحسب تقرير وكالة الصحافة الفرنسية هذا اليوم فإن الذئاب الرمادية" تنظيم يعرف عنه قربه من إردوغان، وكانت وزارة الداخلية الفرنسية حلّته في نوفمبر بعد اتّهامه بالوقوف وراء صدامات وقعت بين الجاليتين التركية والأرمنية قرب ليون.

وقبل أسبوعين ندّدت الجمعية التي طاول الهجوم أعضاءها السبت بتهديدات وكتابات على بوابة الجمعية نُسبت إلى "الذئاب الرمادية"، كما كُتبت الأحرف الأولى لاسمي "حزب الحركة القومية" والرئيس التركي.

معلوم أن انتماء الذئاب الرمادية لحزب الحركة القومية اليميني المتطرف الذي يصنّف ضمن الأحزاب الفاشية يتغذى من ريع ودعم حكومة العدالة والتنمية بسبب التحالف المصيري بين الحزبين وبين اردوغان وزعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي من خلال ما يعرف بتحالف الشعب وعلاقة التخادم بين الطرفين لضمان الأغلبية البرلمانية والوقوف معا في وجه الأكراد والمعارضة.

ويُطلق على المجموعة اسم الذئاب الرمادية باللغة الفرنسية إذ يبقى اسمها الأصلي "الشباب المثالي" باللغة التركية غريبا. وقد تأسست كجزء من موجة السياسة اليمينية لمسؤولي الدولة التركية المدربين في أميركا المناهضة للشيوعية في الستينيات.

وبحسب مقال للزميل الكاتب ارغون باباهان في أحوال تركية، استمر صعود هذه القوة شبه العسكرية برعاية الدولة خلال السبعينيات، وبلغ ذروته مع حكومة بولنت أجاويد. وبينما كانت البلاد تتجه نحو الانقلاب العسكري في 1980، أودت عمليات القتل الجماعي في جامعة إسطنبول وفي أنقرة بحياة العديد من المثقفين والشباب.

بدأت هذه المافيا القومية في المشاركة بنشاط في حرب تركيا ضد الحركة السياسية الكردية في التسعينيات  مما زاد من تعقيد علاقاتها مع الدولة. ونجحت المجموعة في السيطرة الكاملة على طريق المخدرات من أفغانستان إلى أوروبا والأميركتين.

كما كان أعضاء المجموعة يعملون لصالح الدولة أيضا. فبعد الانقلاب، استخدمت تركيا الذئاب الرمادية ضد الجيش الأرمني السري لتحرير أرمينيا، وهي مجموعة صنفتها تركيا على أنها إرهابية لاستهدافها الدبلوماسيين والبيروقراطيين الأتراك لسنوات انتقاما للنفي والقتل الجماعي للأرمن في ظل الإمبراطورية العثمانية وتركيا.

 كما قُبض على رئيس حزب الحركة القومية التركي المعارض، دولت بهجلي، ومعه رشاشات كلاشينكوف في سيارته في الفترة التي سبقت 1980. وكانت علاقته بجهاز المخابرات مكشوفة لسنوات.

يدير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شبكة استخبارات واسعة في أوروبا حول تجمعات المساجد والقوميين، وهو تقليد إسلامي محافظ انبثق عنه الرئيس وحزبه الحاكم. لم تكن هناك حاجة إلى الذئاب الرمادية في الميدان. ولكن، عندما اشتعلت القضية الأرمنية، كانت الدولة "بحاجة إلى رجال يمكنهم كسر الأشياء" مرة أخرى.

وزير الداخلية الفرنسي أعلن عن التصدي لظاهرة الذئاب الرمادية

وفقًا للكاتب دوغان أوزغودن، يمكن ذكر المثال الأكثر دراماتيكية على غض البصر عن نشاط المخابرات التركية كان في 2013، عند اغتيال ثلاث ناشطات كرديات في 2013 بالعاصمة الفرنسية. وقال أوزغودن: "مرت سبع سنوات، لكن فرنسا لم تكشف عن دور الدولة التركية في جرائم القتل الشنيعة هذه".

وكان وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين، اعلن عن حظر الحكومة الفرنسية لمنظمة "الذئاب الرمادية" التركية، اليمينية المتطرفة، على أراضيها.

ووجهت أصابع الاتهام الى هذه الحركة بعد الصدامات التي وقعت أخيرا بين الجاليتين التركية والأرمنية في ديسين-شاربيو قرب ليون (شرق). كذلك، كتبت عبارة "الذئاب الرمادية" على نصب تكريمي لضحايا الإبادة والمركز الوطني للذاكرة الأرمنية قرب ليون.

وكانت المنظمة شاركت في احتجاجات عنيفة ومظاهرات مضادة، تستهدف نشطاء أكراد وأرمن، طبقا لمرسوم حل المنظمة الذي نشره الوزير.

وجاء في المرسوم "نظمت الجماعة مظاهرتين ليليتين مناهضتين للأرمن في ليون وجرينوبل أواخر الشهر الماضي، وردد المشاركون في إحدى المظاهرتين "سنقتل الأرمن".

وبعد صدور الموقف الفرنسي الرسمي مباشرة، توعّدت تركيا بـ"رد حازم" على حلّ السلطات الفرنسية جماعة "الذئاب الرمادية" التركية القومية المتطرفة، واصفة القرار الفرنسي بأنه "استفزاز".

عن "أحوال" تركية

الصفحة الرئيسية