الاتحاد الأوروبي يعلن توقف مفاوضات فيينا حول نووي إيران... ما الأسباب؟

الاتحاد الأوروبي يعلن توقف مفاوضات فيينا حول نووي إيران... ما الأسباب؟


12/03/2022

بعد بلوغ مفاوضات "خطة العمل المشتركة الشاملة" حول البرنامج النووي الإيراني مرحلة حاسمة واقترابها من التوصل إلى اتفاق، أعلن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنّ المفاوضات بين إيران والقوى العالمية بشأن مصير اتفاقها النووي توقفت بسبب "عوامل خارجية".

أعلن مسؤول السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي أنّ المفاوضات بين إيران والغرب بشأن اتفاقها النووي توقفت لـ"عوامل خارجية".

ولم يحدد بوريل ماهية تلك العوامل، إلا أنّ روسيا سعت الأسبوع الماضي للحصول على ضمانات بأنّ العقوبات الغربية على موسكو على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا لن تعيق العلاقات الاقتصادية بين روسيا وطهران، المطلب الذي رفضته الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، مشيرة إلى أنّ العلاقات الاقتصادية والعسكرية لروسيا لا علاقة لها باستعادة الاتفاق النووي لعام 2015، وقد ظلّ موقف الصين من مطلب روسيا غير معروف، وفقاً لموقع "دويتش فيلا" الألماني.

النص النهائي جاهز

وكتب بوريل، في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر: "هناك حاجة إلى وقفة في محادثات فيينا بسبب عوامل خارجية"، مؤكداً أنّ "النص النهائي جاهز بشكل أساسي وهو مطروح على الطاولة، وبصفتي منسقاً، سأستمر مع فريقي في التواصل مع جميع المشاركين والولايات المتحدة للتغلب على الوضع الحالي وإغلاق الاتفاقية."

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده قد أعلن مطلع آذار (مارس) الانتهاء من 98% من مسودة الاتفاق.

عودة نهائية

في أول ردّ فعل على توقف مفاوضات فيينا حول البرنامج النووي الإيراني، قال خطيب زاده: إنّ "التوقف المعلن عنه في مفاوضات فيينا يمهد الأرضية لحلّ القضايا المتبقية وعودة نهائية".

ونقلت وكالة إيرنا الإيرانية عن خطيب زاده قوله، في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر: "لن يؤثر أي عامل خارجي على عزمنا المشترك للتوصل إلى اتفاق جماعي"، مضيفاً: أنّ "التركيز الرئيسي لجميع الأطراف سيكون على تحقيق النجاح في المفاوضات، ولن يؤثر أي عامل خارجي على الإرادة المشتركة للتحرك نحو اتفاق جماعي".

اتهامات لأمريكا بالتسبب في توقف المفاوضات

ألقى مصدر مقرّب من فريق التفاوض الإيراني في فيينا باللائمة على الولايات المتحدة الأمريكية وتلكؤها في اتخاذ قرار سياسي، بالإضافة إلى وضع عراقيل جديدة.

ونقلت "إيرنا" عن المصدر قوله: إنّ "عدم اتخاذ القرار والمطالب الأمريكية الجديدة عرقلت مسار المفاوضات"، مضيفاً: "من المتوقع استمرار المشاورات لحل القضايا المتبقية بعد توقف المفاوضات".

أكد جوزيب بوريل، في تغريدة على تويتر: النص النهائي جاهز بشكل أساسي وهو مطروح على الطاولة

وأضاف المصدر ذاته: "إنّ التوقف المعلن عنه في المفاوضات جاء بناء على اقتراح منسق الاتفاق النووي، وتعتزم الأطراف مواصلة عملية التفاوض بعد هذا التوقف". وتابع: قبل بدء هذه الجولة من المفاوضات وبعد عودة باقري إلى طهران أعلن الفريق المفاوض الإيراني عن مواقفه وآرائه إلى الجانب الآخر بشأن التفاصيل الأخيرة التي وردت في النص، و"هناك اتفاق قريب المنال، إذا ما اتخذ الجانب الآخر قرارات مناسبة".

ونوّه المصدر إلى أنّ الولايات المتحدة ومن خلال إجاباتها وإثارة قضايا جديدة أوجدت تحديات في المرحلة الأخيرة من المفاوضات، مشيراً إلى أنّ هناك بعض القضايا الأخرى، بما في ذلك القضايا بين روسيا والولايات المتحدة، والتي بالطبع لن تكون ذات صلة بمفاوضات إيران مع دول مجموعة 4 + 1 في فيينا، ويجب أن تقوم الولايات المتحدة وروسيا بحلها.

ووفقاً للوكالة الإيرانية، من المتوقع أن تستمر المشاورات لحل القضايا المتبقية بشكل فعال بعد عودة الفرق المفاوضة إلى عواصمها.

 غياب الإرادة الأمريكية

قبيل الإعلان الأوروبي عن توقف المفاوضات، اتهم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني الولايات المتحدة بوضع العراقيل أمام التوصل لاتفاق نهائي من شأنه رفع العقوبات على إيران.

ونقلت "إيرنا" عن شمخاني قوله، في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر: إنّ "الولايات المتحدة ليس لديها إرادة للتوصل إلى اتفاق قوي يمكن الدفاع عنه"، مضيفاً: "الطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة مع اقتراح إيران المبدئي، وتقديم مقترحات غير مقبولة، والإصرار على اتفاق سريع بذرائع واهية، يُظهر أنّ الولايات المتحدة ليس لديها إرادة للتوصل إلى اتفاق قوي يمكن الدفاع عنه للأطراف الاخرى"، وأكد أنّ مفاوضات فيينا تزداد تعقيداً كل ساعة بدون قرار سياسي من الولايات المتحدة."

وتخوض إيران مفاوضات مع بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا بشكل مباشر، ومع الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، لاستئناف العمل بالاتفاق النووي المبرم عام 2015 والهادف لمنع إيران من امتلاك السلاح الذري. وبدأت هذه المفاوضات في نيسان (أبريل) 2021 لإنقاذ الاتفاق المبرم بين إيران والقوى الكبرى، ثم استؤنفت في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) بعد تعليقها عدّة. وانسحبت الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب أحادياً من الاتفاق في 2018 بعد (3) أعوام من إبرامه، معيدة فرض عقوبات قاسية على إيران، التي ردّت بعد عام تقريباً بالتراجع تدريجاً عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق.

وتُعد الجولة الـ8 من المفاوضات، التي بدأت في 27  كانون الأول (ديسمبر) في فيينا واحدة من أطول جولات المفاوضات، حيث يستكمل المشاركون مسودة نص الاتفاقية، ويبتّون في بعض القضايا الخلافية.

وبلغت المفاوضات الآن مرحلة يتعلق نجاحها أو فشلها فقط باتخاذ قرارات سياسية من جميع الأطراف. وتهدف المفاوضات إلى تطبيق "عودة متبادلة" من جانب واشنطن وطهران إلى الاتفاق الذي يُقدّم تخفيفاً للعقوبات عن إيران، مقابل قيود على برنامجها النووي.

وتسعى طهران للحصول على ضمانات حقيقية من واشنطن للتأكد من عدم انسحابها من الاتفاق مرة أخرى، وأن تحترم تعهداتها، ومن بين هذه الضمانات رفع جميع العقوبات مرة واحدة عن إيران في إطار الاتفاق النووي، وعدم فرض عقوبات أمريكية جديدة طالما أنّ إيران تلتزم بشروط الاتفاقية.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية