الإخوان يعمقون أزمة السودان ويعرقلون جهود إنهاء الاقتتال... ما الجديد؟

الإخوان يعمقون أزمة السودان ويعرقلون جهود إنهاء الاقتتال... ما الجديد؟

الإخوان يعمقون أزمة السودان ويعرقلون جهود إنهاء الاقتتال... ما الجديد؟


15/04/2025

تلعب جماعة الإخوان أدواراً مشبوهة لتأجيج الحرب في السودان، وإشعال نيران الفتنة، وإفشال التسوية السلمية، ممّا تسبب في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، في ظل معاناة نحو (25) مليون سوداني من الجوع وسوء التغذية، ووجود أكثر من (8) ملايين نازح داخلياً، و(4) ملايين لاجئ في دول الجوار.

وبعد مرور عامين على اندلاع النزاع ما تزال جماعة الإخوان تخطط من وراء ستار لتعميق الأزمة، وعرقلة جهود إنهاء الاقتتال، بهدف تحقيق مكاسب سياسية تمكّنها من العودة إلى السلطة، بعدما تمّت الإطاحة بها في ثورة شعبية خلال عام 2019.

وأكد خبراء ومحللون، في تصريحات لصحيفة (الاتحاد)، أنّ جماعة الإخوان الإرهابية تقف وراء محاولات إطالة أمد الصراع في السودان، ممّا يزيد الأزمة تعقيداً، ويجعل التسوية السلمية حلماً بعيد المنال، محذرين من خطورة مساعي الجماعة لإعادة نفوذها داخل القوات المسلحة السودانية.

وأوضح الخبراء والمحللون أنّ عودة الإخوان إلى السلطة أصبحت مرهونة باستمرار النزاع، وقطع الطريق أمام مفاوضات السلام، مؤكدين أنّ أيّ عملية سياسية في السودان من المرجح أن تستبعدهم.

وفي السياق أكد المحامي ومؤسس الجبهة الوسطية لمكافحة التطرف، صبرة القاسمي، أنّ أزمات السودان لا يمكن فصلها عن مشروع جماعة الإخوان والتنظيمات المرتبطة بها التي تسعى دائماً للهيمنة على السلطة، حتى لو كان الثمن هو تدمير الدولة نفسها.

جماعة الإخوان الإرهابية تقف وراء محاولات إطالة أمد الصراع في السودان، ممّا يزيد الأزمة تعقيداً، ويجعل التسوية السلمية حلماً.

وقال القاسمي في تصريح صحفي: إنّ "السودان وقع ضحية لجدلية مدمرة، تجمع بين شهوة السلطة لدى جماعة الإخوان، ومنهج الانتقام الذي تتبناه التنظيمات المتطرفة تجاه أيّ نظام لا يخضع لنفوذها".

وأوضح أنّ جماعة الإخوان كانت بارعة في زرع خلاياها داخل مؤسسات الدولة السودانية لعقود، مستغلة الأوضاع الاقتصادية والسياسية لتأليب الشارع، وبناء تحالفات مع ميليشيات وتنظيمات مسلحة، مؤكداً أنّها لم تأتِ يوماً بمشروع وطني، بل حملت فكراً عدائياً يقوم على تمزيق المجتمعات، وتوظيف الدين لتبرير العنف والاقتتال.

وأشار القاسمي إلى أنّ هذه القوى تخوض حرباً ضد الدولة الحديثة في السودان، عبر ترويج خطاب الكراهية، وتغذية النزاعات القبلية، وربط البلاد بمحاور إقليمية معادية للاستقرار  العربي، مشدداً على أنّ اجتثاث الفكر "الإخواني" شرط أساسي لأيّ تسوية حقيقية تضمن عودة الأمن والاستقرار إلى السودان.

وذكر مؤسس الجبهة الوسطية لمكافحة التطرف أنّ جماعة الإخوان لم تكتفِ بزعزعة استقرار السودان داخلياً، بل لعبت دوراً خطيراً في تعزيز قوى الشر ودعم إرهاب الجماعات الأخرى ضد الشعب السوداني، مؤكداً أنّ الجماعة وفّرت مظلة آمنة لعناصر تنظيم (داعش) وفلول تنظيم (القاعدة)، وشاركت في تدريبهم وتمكينهم من التمدد في الأراضي السودانية لتهديد أمن الشعب، وخلق بؤر إرهابية تهدد دول الجوار.

وأشار القاسمي إلى أنّ هناك تسهيلات متعمدة في حركة انتقال هذه العناصر بين السودان وبعض الدول الأفريقية، بدعم لوجستي وتنظيمي مباشر، ممّا يُشكل خطراً إقليمياً واسع النطاق، مضيفاً أنّ هذه الأنشطة تؤكد مدى التداخل بين الإخوان والتنظيمات الإرهابية، وأنّ خطرهم لا يهدد السودان فحسب، بل يمتد ليشمل الأمن القومي العربي بأسره.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية