الإخوان المسلمون: فساد في ليبيا وانتهاكات في اليمن وضجيج في باكستان

في ليبيا، دبّ خلاف حاد بين القيادي الإخواني، خالد شكشك، رئيس ديوان المحاسبة، والصديق الكبير، رئيس مصرف ليبيا المقال من منصبه، والمحسوب على الإخوان أيضاً، حيث تبادلا البيانات والاتهامات بالفساد. وفي اليمن، كشفت تقارير موثقة عن حجم العنف الذي مارسه الإخوان في المحافظة المحررة، وسط مطالبات حقوقية بملاحقة القادة العسكريين الإخوان، الذين مارسوا القتل والتعذيب بحق معارضيهم. وفي باكستان، تصاعدت وتيرة الضجيج الذي يقوم به سراج الحق، أمير الجماعة الإسلاميّة، الذراع السياسيّة للإخوان في باكستان، وهو ضجيج بلا طحين كما يصفه البعض.

الفساد يفجر صراعاً بين الإخوان في ليبيا

صراع جديد دخل إلى المشهد السياسي الليبي في الغرب، حيث دبّ خلاف حاد بين القيادي الإخواني، خالد شكشك، رئيس ديوان المحاسبة، والصديق الكبير، رئيس مصرف ليبيا المقال من منصبه، والمحسوب على الإخوان أيضاً، حيث تبادلا البيانات والاتهامات، وذلك في أعقاب بيان صدر عن ديوان المحاسبة قبل أيام، يبرز مخالفات للبنك المركزي الذي يديره الكبير، المُقال من قبل البرلمان؛ على خلفية شبهات تمويل الميليشيات المتطرفة، من إيرادات بيع النفط.

بيان صادر عن ديوان المحاسبة قبل أيام، أبرز مخالفات للبنك المركزي الذي يديره الكبير، المُقال من قبل البرلمان؛ على خلفية شبهات تمويل المليشيات المتطرفة، من إيرادات بيع النفط

الصديق الكبير ردّ في بيان للمصرف المركزي، تعليقاً على تقرير ديوان المحاسبة، زاعماً أنّ "الاتهامات والانتقادات التي وجهها الديوان غير موضوعية أو مهنية، وتضر بسمعة المصرف، وتعتبر مغالطات؛ قد تسهم في تضليل الرأي العام".

بدوره عاود شكشك الهجوم على الصديق الكبير؛ عبر رسالة وجهها له، وسخر فيها من بيان المصرف المركزي، حيث قال إنّ ديوان المحاسبة يعي جيداً، أنّ هذا الرد الجاهز، هو الذي يصدر كل عام، عقب صدور تقرير ديوان المحاسبة السنوي، لافتاً إلى أنّ رد الكبير "يعد محاولة لتوجيه الرأي العام، بعيداً عن ملاحظات ديوان المحاسبة والتقارير الرقابية".

وبحسب رئيس ديوان المحاسبة، فإنّ مصرف ليبيا المركزي "لم يُمكّن مراجعي ديوان المحاسبة من الحصول على كافة البيانات والمستندات التي يتم طلبها". كما أنّ "القوائم المالية الخاصة بالمصرف، كانت مبتورة وغير معبرة عن المركز المالي الحقيقي للمصرف، ولا يمكن إبداء رأي نظيف أو متحفظ عليها". وتابع: "إعداد تقرير الديوان وإخراجه، تمّ بمهنية وموضوعية، وكل ما ورد به من ملاحظات وأرقام، معزز بالوثائق والأدلة الكافية للنشر، وتمثل آخر ما توصلت إليه لجان المراجعة، بعد دراسة ردود ومبررات الإدارات المختصة بالمصرف، والتي لم تكن مقنعة إلى الدرجة التي تستوجب شطب الملاحظات".

أقبية الموت في اليمن شاهد على دموية الإخوان

بعد فشل التمرد الذي قاده عبد ربه لعكب الشريف، لصالح ميليشيا الإصلاح الإخوانيّة في شبوة، وهروبه إلى مأرب، كشفت تقارير موثقة عن حجم العنف الذي مارسه الإخوان في المحافظة المحررة، وسط مطالبات حقوقية بملاحقة القادة العسكريين الإخوان، الذين مارسوا القتل والتعذيب بحق معارضيهم.

الشبكة المدنية للإعلام وحقوق الإنسان في اليمن، فضحت في تقرير موثق، صدر مؤخراً، أساليب ووسائل التعذيب الممنهج في سجون الإخوان السرية بمحافظة شبوة، إبان حكم حزب الإصلاح الإخواني للمحافظة.

الشبكة المدنية للإعلام وحقوق الإنسان في اليمن، فضحت في تقرير موثق، صدر مؤخراً، أساليب ووسائل التعذيب الممنهج في سجون الإخوان السرية بمحافظة شبوة، إبان حكم حزب الإصلاح للمحافظة

التقرير الذي جاء بعنوان: "السجون السرية في محافظة شبوة.. أدوات الموت الأكثر رعباً"، سلّط الضوء على ثلاثة أعوام من حكم الإخوان لشبوة، وبالتحديد الفترة من 23 آب (أغسطس) 2019 إلى آب (أغسطس) 2022، والتي شهدت انتهاكات واسعة جرت في أقبية الموت السرية، التي قام فيها الإخوان بتعذيب المعارضين، تحت إشراف المحافظ الإخواني المعزول، محمد صالح بن عديو الذي أُطيح به في 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، كما عرض التقرير بالوثائق والشهادات، جرائم قائد القوات الخاصّة الهترب، عبدربه لعكب، الذي أُقيل من منصبه الشهر الماضي.

تقارير أخرى تناولت انتهاكات القيادي الإخواني أمجد خالد، قائد لواء النقل، فيما يتعلق بالتجنيد القسري لأبناء محافظات الجنوب، والذي أصدر أوامر باعتقال الكثير من أبناء المحافظات الجنوبية، في سجون سرية داخل معسكر غير قانوني، يقع إلى الجنوب من محافظة تعز.

ولفتت التقارير إلى أنّ أمجد خالد قام باستدراج أبناء المحافظات الجنوبية، واختطاف بعضهم، بما في ذلك القصّر، في عدن ولحج والضالع وشبوة وحضرموت، حيث تمّ اقتيادهم إلى معسكرات تابعة للواء الرابع مشاة جبلي، في مديريتي الشمايتين والمقاطرة، على بوابة عدن الشمالية، وتجنيدهم إجبارياً، والزج بهم في مقدمة الصفوف؛ كدروع بشرية لحماية جنود الإخوان.

ضجيج أمير الإخوان في باكستان

مع الوقت يزداد الضجيج الذي يسببه سراج الحق، أمير الجماعة الإسلاميّة، الذراع السياسيّة للإخوان في باكستان، وهو ضجيج بلا طحين كما يصفه البعض.

أمير الإخوان الذي تاجر كثيراً بنكبة الفيضانات التي ضربت البلاد مؤخراً، عاد ليتاجر بأمنيات المحتاجين، حيث قال إنّ الفقراء سيحصلون على الخبز والقماش والعدالة؛ فقط عندما يتحقق النظام الإسلامي.

وبحسب التفاصيل، قال أمير الجماعة الإسلاميةّ، أثناء حديثه لوسائل الإعلام في بلدة سكاروند، إنّه على الرغم من أنّ الحكومة لديها الكثير من الأموال، إلا أنّها ترفض مساعدة ضحايا الفيضانات.

قال أمير الجماعة الإسلاميةّ، أثناء حديثه لوسائل الإعلام في بلدة سكاروند، إنّه على الرغم من أنّ الحكومة لديها الكثير من الأموال، إلا أنّها ترفض مساعدة ضحايا الفيضانات

سراج الحق قال إنّ الحكومة ليست قادرة على العمل؛ لإعادة تأهيل وإغاثة ضحايا الفيضانات، ملوحاً بالتهديد بحصار الحكومة في مقارها، إذا لم يحصل الناس على حقوقهم. مضيفاً: "الجماعة الإسلامية ستواصل النضال؛ من أجل حقوق الناس في كل مكان، حتى لو اضطرها ذلك إلى الصدام، وذهاب القيادات إلى السجون، لن نسكت حتى عودة ضحايا الفيضانات إلى ديارهم، وستستمر الجماعة الإسلامية في خدمتهم". وتابع: "هناك بلدان داخل باكستان، أحدهما باكستان الفقراء، والأخرى باكستان كبار الشخصيات من الأثرياء".

وفي تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قال سراج الحق، إنّ المزارعين تخلفوا عن الركب في عهد الحكومة السابقة والحالية، مطالباً الحكومة بتحديد سعر معقول للقمح؛ والإعلان الفوري عن وضع تسعيرة رخيصة للكهرباء والأسمدة والأدوية والبذور للمزارعين، محرضاً على الاحتجاج والثورة، تحت قيادة الإخوان.

أمير الجماعة الإسلاميّة، حاول توظيف الغطاء الديني، بالهجوم على مقترحات تقنين عملية التحول الجنسي، التي تحاول الحكومة تضمينها في قانون يحمي حقوق المرضى، ويصحح المسار الجنسي لمن يعانون من اضطرابات هرمونية، وفق توصيات طبية.

زعيم الإخوان طالب الحكومة الباكستانية بسحب قانون المتحولين جنسياً، وقال في مؤتمر صحفي عقده في المنصورة، بعد اجتماع مع بعض رجال الدين، إنّ قانون المتحولين جنسياً مخالف للدستور والإسلام. ووصف هذا العمل بأنّه اعتداء على قيم المجتمع الإسلامي، وقال إنّه يتعين على الحكومة سحب القانون فوراً، واستبداله بمشروع القانون الذي قدمه مشتاق أحمد، زعيم الجماعة الإسلاميّة في مجلس الشيوخ.

مواضيع ذات صلة

- الإخوان المسلمون: تحقيقات في تونس وهزيمة انتخابية في المغرب وشائعات في اليمن

- إخوان المغرب: تناقضات لا تنتهي.. أبرز عناوينها المتاجرة بقضية فلسطين