"إكسبو": من "الوصل" إلى المستقبل

"إكسبو": من "الوصل" إلى المستقبل


09/10/2021

عبدالله العوضي

جاء الوقت للحديث عن المعاني الكامنة بين المباني الباهرة والتصاميم الساحرة لمدينة إكسبو المستدامة. اللافت للناظر والداخل قاعة «الوصل» أنها مربط الفرس للوصول إلى كافة المعارض للدول المشاركة.

عبق دبي «الوصل»، بالأصالة تربط الماضي العريق بالحاضر الأنيق والمستقبل المليء بالبريق. هذا «الوصل» القديم المتجدد، لم يترك للزمن فواصل، بل مدت حبل الوصال منذ عهد الشيخ سعيد آل مكتوم والد الشيخ راشد، رحمهما الله، بناة حضارة دبي. ترى من أين نستقي هذه الرؤية الاستشرافية؟

الشيخ سعيد كان أول من وصل دبي بالعالم عن طريق إنشاء أول مطار في الخور على الماء لاستقبال أحدث وسيلة نقل جوية مائية على مستوى العالم وكان خاصاً بالطيران التجاري. ويعتبر الشيخ سعيد أول حاكم في منطقة الخليج استخدم الطائرة المائية أو القوارب الطائرة في أسفاره، وذلك بعد أن وقّع الشيخ سعيد في عام 1933 اتفاقية مدتها 6 سنوات مع القوات الجوية الملكية البريطانية لتأسيس محطة تزود بالوقود والسماح لتلك الطائرات أن تحل على خور دبي، حيث حلت أول طائرة في يناير 1937، لتبدأ بعد ذلك الرحلات التجارية إلى دبي في أكتوبر من العام ذاته، ويمكن أن نعتبر هذا أول مطار دولي مائي تأسس في دبي.

و قد لبى الشيخ سعيد دعوة كريمة تلقاها من حاكم البحرين لحضور افتتاح عرض لأول فيلم سينمائي في منطقة الخليج. فهذا التواصل المبكر مع منتجات الحضارة الغربية آنذاك دلالة قاطعة على ما وصلت إليه دبي اليوم، وقد استقل الشيخ سعيد طائرته انطلاقا من خور دبي، هذا ما أشارت إليه الوثائق البريطانية المحفوظة في مكتباتها الثرية.

هذا الجانب المادي من الحضارة، أمده الشيخ سعيد بوقود «التعايش» بين جميع مكونات سكان دبي ولمدة قاربت نصف قرن من حكمه، نتاجه ما نعايشه في نصف القرن الذي يقف العالم معنا في قاعة «الوصل» لتكمل دبي من خلال دولة الإمارات العربية المتحدة عقوداً من السلم الاجتماعي. والإمارات تستعد في خمسينيتها المقبلة، متسلحة أولاً بطاقتها الروحية المكونة من تقديم الإنسان كغاية عظمى على المكان الذي يسخر في خدمته. ومجموعة قواها الناعمة المتمثلة في الأخوة الإنسانية، والتسامح والتعايش بين البشر، ونبذ العنصرية والطائفية ويحيط بها سياج من سماحة الإسلام الذي يصدح بالحق المبين في قاعة «الوصل» في إكسبو دبي الإمارات، بصوت يعلو بالحق «الله أكبر الله أكبر».

في لحظات يتحول فيها هذا المعرض إلى أكبر ساحة إنسانية أبدعتها الإمارات، ليردد الجمهور من كل الأديان الله أكبر على هذا العمل العظيم في دولة تستخدم قيمها العظمى لصالح خير البشرية جمعاء. مستقبل الإمارات كله مشاهد وملموس في ثنايا قاعة «الوصل» الذكية بكل ما تحمله هذه الكلمة من آفاق هذا المستقبل، من إبداعات ضوئية تخطف الأبصار تتحرك في سقف القاعة الذي يظلل المكان مع دوران الشمس لراحة الزوار، ومؤثرات صوتية وشاشات مرئية ذكية تعرض صورة مستقبل الإمارات حية إلى أن تدق عقارب الزمن في 2071، لتخرق نفق الزمان بالطاقة النووية السلمية، والطاقة الشمسية، والطاقة الكهرومغناطيسية، والطاقة الهيدروجينية في جهاز من وحي الذكاء الاصطناعي الذي بني على أساسه إكسبو دبي 2020، عندما تغلبت الإمارات على تحديات جائحة كورونا ليس بمواجهتها فقط بل أيضاً باختراقها كما فعل ذلك الشيخ راشد في فترة أزمة اللؤلؤ الطبيعي فأخرج من صدفتها دبي الدانة تزداد قيمتها مع مرور الأزمنة.

عن "الاتحاد" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية