من هم الإخوان الذين يقودون المعارك في السودان؟

من هم الإخوان الذين يقودون المعارك في السودان؟

من هم الإخوان الذين يقودون المعارك في السودان؟


04/03/2025

يقف على جبهات القتال الملتهبة في السودان قادة بارزون في نظام الحركة الإسلامية "جماعة الإخوان المسلمين"، وهم يقاتلون بضراوة إلى جانب الجيش، مع تبنيهم خطاباً داعياً إلى استمرار الحرب ورفض مطلق لأيّ جهود ترمي إلى تسوية النزاع سلمياً عن طريق طاولة التفاوض.

ووفق تقرير لمركز (عاين)، يرتفع صوت الإسلاميين على قادة ومنسوبي الجيش السوداني، ويظهر مقاتلو الحركة الإسلامية في وسائل التواصل الاجتماعي مع أيّ تقدم للقوات المسلحة، رافعين شعارات التنظيم، وتوعد كل مخالفيه في الرأي، وكل من يدعو إلى إيقاف الحرب من القوى السياسية والمدنية، وهو ما دفع كثيرين إلى الاعتقاد بأنّ عناصر النظام المخلوع هم من يتحكمون في قرار القوات المسلحة.

بالنظر إلى الجبهات الساخنة على مدار (6) أشهر ماضية، وهي الفترة التي بدأ فيها الجيش فعليّاً بشن هجمات على قوات الدعم السريع بعدما كان في خانة الدفاع، فإنّ اثنين من أبرز العناصر الإسلامية، هما الناجي عبد الله، والنيل الفاضل، يقودان جبهة الحرب في محور مدينة المناقل غربي ولاية الجزيرة.

على مدار (6) أشهر ماضية، بدأ فيها الجيش بشن هجمات على قوات الدعم السريع بعدما كان في خانة الدفاع

والنيل الفاضل هو أحد أكثر عناصر حزب المؤتمر الوطني، الذراع السياسية للحركة الإسلامية، إثارة للجدل في المشهد السوداني، واشتهر بسجوده أمام موكب الرئيس المخلوع عمر البشير الذي كان عائداً من رحلة استشفاء خارج البلاد، وذلك في العام 2013، وكان النيل وقتها رئيساً للاتحاد العام للطلاب السودانيين.

وتروي مسيرة النيل الفاضل انتماء صارماً للحركة الإسلامية، فقد كان أحد أهم كوادرها في جامعة الخرطوم الذين يتميزون بالخطابة والعنف، ومنخرطاً فيما يعرف بالكتائب الجهادية، وبعد تخرجه أسندت إليه رئاسة الاتحاد العام للشباب السودانيين، أحد واجهات حزب المؤتمر الوطني، للسيطرة على قطاع الطلاب، ومن ثم تقلد رئاسة مجلس شباب الأحزاب.

ولم يكن لناجي مصطفى بدوي مسيرة واضحة مع الحركة الإسلامية، وبرز إلى المشهد كقيادي بخلفية تنظيم الإخوان بعد سقوط الرئيس عمر البشير بثورة شعبية، وكان قبلها أكاديميّاً يعمل في جامعتي أم درمان الإسلامية والقرآن الكريم، ونشط في مظاهرات الزحف الأخضر، ومن ثم ما عُرف شعبياً بـ "اعتصام الموز" الذي نظمه حزب المؤتمر الوطني المحلول وبعض حلفائه العسكريين أمام القصر الرئاسي بالخرطوم، والذي أعقبه بأيام الانقلاب العسكري لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان على الحكومة الانتقالية.

معمر موسى صاحب خلفية إسلامية، ويتزعم ما يُعرف بـ "نداء الوسط" الذي يتولى عملية الاستنفار للقتال إلى جانب الجيش.

وكان ناجي مصطفى من مؤسسي حركة المستقبل للإصلاح والتنمية في منتصف آذار (مارس) من العام 2023م، أي قبل شهر واحد من اندلاع الحرب، وتقلد منصب الأمين السياسي لها، وهي تضم قيادات إخوانية بارزة مثل والي ولاية شمال دارفور سابقاً عبد الواحد يوسف، وهشام الشواني وغيرهم، وقد أعلن هذا التنظيم مبكراً انحيازه وولاءه للجيش، كما قامت إدارة (فيس بوك) بإغلاق حسابات هذه الحركة في وقت سابق.

ويظهر الناجي مصطفى باستمرار في مقاطع مصورة مرتدياً الزي العسكري للجيش من محور القتال في الفاو بولاية القضارف، وهو يتوعد باستعادة مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، وما يسميه بتحرير السودان من قوات الدعم السريع.

وعلى محور ولاية سنار يقف معمر موسى، صاحب الخلفية الإسلامية، وهو يتزعم ما يُعرف بـ "نداء الوسط" الذي يتولى عملية الاستنفار للقتال إلى جانب الجيش في معاركه ضد قوات الدعم السريع، ومن حين إلى آخر يستعرض "نداء الوسط" على صفحته الرسمية بـ (فيس بوك) مقاطع مصورة لقوات عسكرية تتبع له وهي تتأهب للقتال مع الجيش.

زعيم "نداء الوسط": معمر موسى

وبرز معمر موسى في المشهد السياسي في السودان بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير بالثورة الشعبية في العام 2019م وهو يقود خطاً مناهضاً للحكومة الانتقالية، قبل أن يُعْتَقَل في العام 2020 على خلفية دخوله مقر لجنة إزالة التمكين ومكافحة الفساد في الخرطوم وقيامه بتصوير لوحات سيارات مسؤولي اللجنة، بحسب رواية الشرطة، بينما ينفي هو هذه التهمة، وقال وقتها إنّه زار اللجنة للاستفسار عن بعض الأمور، وأطْلِق سراحه بعد محاكمة استمرت عدة أشهر.

وانخرط معمر موسى في مخطط مظاهرات الزحف الأخضر التي يقودها الإسلاميون بهدف إسقاط الحكومة الانتقالية، ومن ثم أسس مع عناصر آخرين في تنظيم الإخوان ما عُرف بتحالف الحراك الشعبي الموحد، وكان فاعلاً في كيانات ذات خلفية إخوانية مثل تيار المستقبل، والتيار الإسلامي العريض، وجميعها كانت تعمل ضد التحول المدني الديمقراطي.

الكادر الإخواني شهاب برج هو الآخر يقود المعارك إلى جانب الجيش في محور النيل الأبيض وسنار، وظهر في مقاطع مصورة خلال معارك الجيش مع قوات الدعم السريع في منطقة جبل مويا، وفي معارك غرب وجنوب ولاية النيل الأبيض.

وبرج هو عنصر يتبع للحركة الإسلامية، وكان أحد كوادرها في جامعة الخرطوم، وكان يقود الاستنفار لما تسميه الحركة بالجهاد، وقاتل في صفوف الجيش ضد الحركة الشعبية في دولة جنوب السودان قبل استقلالها، وفي العام 2013 أُسِر من قبل الحركة الشعبية قطاع الشمال خلال معارك في منطقة أبو كرشولا في ولاية جنوب كردفان، وأُفْرِج عنه بمبادرة حسن النوايا من الشعبية في العام 2017م.

وأعلن برج الذي ينحدر من منطقة الجبلين في ولاية النيل الأبيض بعد وصوله من الأسر أنّه سيكون رسولاً للسلام ورفض الحرب، لكنّه بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير انخرط في تنظيم مظاهرات الزحف الأخضر الرامية لإسقاط الحكومة الانتقالية، وبعد اندلاع الحرب ارتدى الزي العسكري، وهو يقود المعارك في محوري النيل الأبيض وسنار حالياً.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية