حققت قوات العمالقة، نجاحات مشهودة تمثلت في كسر شوكة الميليشيات الانقلابية الحوثية في اليمن؛ حين استهدفت مواقعها في منطقة الدريهمي على أطراف مدينة الحديدة، فيما تتواصل ثورة القبائل ضدّ الميليشيات في ثلاث محافظات.
اقرأ أيضاً: الجيش اليمني يخوض معاركه ضدّ الحوثيين.. آخر انتصاراته
وفي حجور نجحت قوات العمالقة في دعم مقاتلي القبائل، الذين نفذوا عملية التفاف قُتل خلالها أكثر من 20 عنصراً حوثياً، وسط فرار جماعي لمن تبقى منهم، وفق قناة "العربية"؛ التي نقلت أنّ القبائل بمنطقة أفلح الشام أعطبت عربتين تابعتين للحوثيين، وقتلت منهم أكثر من 10 عناصر، كانوا على متن العربتين لحظة استهدافهما.
ألوية العمالقة الجنوبية، المحتشدة من كافة جغرافيا الجنوب، تصنع، كما يؤكد خبراء وعسكريون، في الحديدة مستقبل اليمن السياسي
وفي محافظة عمران؛ دعمت العمالقة قبائل حاشد وبكيل، في خطوة للتوحد في مواجهة الميليشيات وإنهاء وجودها. وأفادت تصريحات نقلتها صحيفة "اليوم" اليمينة؛ أنّ قائد مقاومة قبائل عذر قدم شكره لخادم الحرمين الشريفين لدعمه الكبير لليمنيين وتلبيته لنداء الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وتكوين التحالف العربي لاستعادة الشرعية والدستورية المختطفة من الحوثيين.
وفي البرح، غرب تعز، حاول الانقلابيون التسلل لاستعادة مواقع حررها لواء العمالقة الثامن الأسبوع الماضي، غير أنّ المحاولة تحولت إلى كمين محكم تلقت فيه الميليشيات ضربة موجعة كلفتها أكثر من عشرة قتلى.
اقرأ أيضاً: جريمة لم ترتكبها جماعة في التاريخ.. ماذا فعل الحوثيون؟
وقال وضاح الدبيش، الناطق باسم ألوية العمالقة، في تصريح نقلته صحيفة "اليوم": إنهم استدرجوا الحوثيين لكمين محكم، وأضاف "عند وصولهم إلى خط التماس الناري للواء العمالقة الثامن، أوهمهم أفرادنا بالانسحاب من المواقع، لتلتف عليهم عناصرنا، وتحاصر نحو 15 حوثياً، قتل منهم 11".
العمالقة بطاقة تعريفية
و"ألوية العمالقة"؛ أبرز التشكيلات العسكرية التابعة للقوات اليمنية المشتركة، وتلعب دوراً رئيساً في مواجهة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وهي عبارة عن قوات قوامها أكثر من 15 ألف مقاتل، ساعدت على طرد الحوثيين من عدن ومتشددي تنظيم القاعدة من ميناء المكلا الجنوبي، عام 2015.
على صفحتها بالفيسبوك كتبت "الألوية" شعاراً جاء فيه: "نقول للحوثي الجواب ما تراه في ساحات القتال لا ما تسمعه"، وفي بطاقتها التعريفية أنّها ألوية تشكلت عام 2015، وتحولت في العام نفسه إلى قوة عسكرية نظامية مدعومة من قوات التحالف العربي؛ لدعم الشرعية في اليمن، وتدريبها في معسكرات الجيش اليمني في عدن والمدن الجنوبية.
اقرأ أيضاً: الحوثيون يضربون اتفاق السويد بعرض الحائط..هذا ما فعلوه
يقول الصحفي المختص بالشأن اليمني، علي رجب، في تصريح لـ "حفريات" إنّ "معظم مقاتلي ألوية العمالقة ينتمون إلى المدن الجنوبية، ويشكلون 5 ألوية، وهم كالآتي: اللواء الأول عمالقة (يقوده رائد الحبهي)، واللواء الثاني (بقيادة حمدي شكري الصبيحي)، واللواء الثالث عمالقة (بقيادة عبد الرحمن اللحجي)، واللواء الرابع عمالقة (بقيادة نزار الوجيه)، واللواء الخامس (بقيادة أبو هارون)".
ويضيف رجب أنّ "ألوية العمالقة تمتلك نافذة إعلاميَّة، وهي قناة على اليوتيوب باسم "ألوية العمالقة"، إضافة إلى حسابات ألوية العمالقة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ تويتر، وفيسبوك، وتلغرام، وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي؛ لتنقل انتصارات وإنجازاتها إلى الشارع اليمني والعربي.
ألوية العمالقة تملأ الفراغ الحوثي
يشكل جنود ألوية العمالقة القوة الضاربة في معارك التحالف والجيش اليمني ضدّ ميليشيات الحوثي؛ حيث يتوقع مراقبون أنّ العمالقة ستملأ الفراغ بعد سحب جماعة "أنصار الله" الحوثية قواتها من الحديدة.
وتنتشر الألوية الأربعة، الآن، في محيط مدينة الحديدة، وتتلقى دعماً من الشرعية لتجهيز قوة تضم أكثر من 5 آلاف عنصر لإحلالهم مكان الحوثيين بعد انسحابهم من الحديدة ومديرياتها على مرحلتين، وفق اتفاق السويد.
اقرأ أيضاً: اليمن أسير الحوثيين والفراغ
وأوضح المتحدث باسم لواء "العمالقة" التابع للجيش اليمني (الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي)، وضاح الدبيش، أنّ "غالبية أفراد القوة هذه من منتسبي أجهزة الأمن المركزي والشرطة الذين أقصاهم الحوثيون من وظائفهم بعد سيطرتهم على الحديدة"، بحسب صحيفة "عكاظ" السعودية.
وأكد أنّهم "يتمتعون بخبرات عسكرية وتدريب عال، وقد تمّ رفدهم بجميع الإمكانات العسكرية والمتطلبات الأمنية لتنفيذ مهامها"، مؤكداً أنّ هذه القوة تضم قوات عسكرية ضخمة، بينها قرابة 15 عربة كاتيوشا من النوع الحديث، إضافة إلى أكثر من 50 دبابة، إضافة إلى عشرات العربات من نوع ""PTR، ومخازن أسلحة هائلة تشمل الكلاشنكوف والرشاشات ومخازن الذخيرة.
وفي حوار له مع صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، قال مدير المركز الإعلامي لألوية العمالقة، أصيل السقلدي: إنّ قوات العمالقة هم عمالقة، اسم على مسمى، وما حققوه في الساحل الغربي أثبت أنّهم عمالقة الجبهات، وعمالقة البحار، وعمالقة الرمال والروابي والجبال، فقد أقبلوا على الميليشيات الحوثية مثل الأسود، وأنهوا غطرسة الميليشيات الحوثية، وأعلنوا الانتصار في مناطق واسعة من الساحل الغربي، انطلاقاً من باب المندب، مروراً بالمخا وموزع ومعسكر خالد، وهو أكبر قاعدة عسكرية لدى الميليشيات، والهاملي بمحافظة تعز، وصولاً إلى الخوخة وحيس والجراحي التحيتا والدريهمي، ومشارف زبيدي، وهي مديريات ومدن إستراتيجية تقع ضمن النطاق الجغرافي لمحافظة الحديدة الممتدة على ساحل البحر الأحمر، وكلّها مناطق إستراتيجية تُشرف على أهم ممرات الملاحة الدولية.
الصحفي علي رجب: معظم مقاتلي ألوية العمالقة ينتمي إلى المدن الجنوبية، ويشكلون 5 ألوية
وأضاف "بعد بسط تلك الكتائب من المقاومة الجنوبية السيطرة على مدينة وميناء المخا؛ وسّعت سيطرتها على مناطق مجاورة لمدينة المخا، مثل: جبال النار، وموزع، والهاملي، ويختل، حينها أسس القائد العام لجبهة الساحل الغربي، أبو زرعة المحرمي، 4 ألوية من كتائب المقاومة، التي قادها في تحرير المخا، وما جاورها، وأسماها "ألوية العمالقة"، ومع تواصل معارك الساحل الغربي تمّت إضافة عدة ألوية من العمالقة، حتى بلغت 7 ألوية".
و"إذا كان إخوان اليمن في مأرب، وفي غيرها من المناطق، يراهنون على المستقبل لتثبيت أقدامهم عقب انتهاء الحرب" كما يقول الكاتب اليمني، هاني سالم، في مقال له بصحيفة "العرب" اللندنية، فإنّ "ألوية العمالقة الجنوبية هي التي تصنع المستقبل لشمال اليمن أولاً، وتصنع مستقبل الجنوب العربي بعد ذلك، فما يجري هو أنّ الجنوبيين يرون أنّ البناء الوطني يبدأ من عقيدة المقاتل الذي خرج من عدن والمكلا والضالع ويافع، ليسقط الدولة المؤدلجة التي كانت مثالاً قائماً في جنوب اليمن، من العام 1967 حتى العام 1990، وإفشال الدولة الدينية في اليمن هدف لا يمكن تجاوزه أو التساهل معه، وهذا ما تفعله ألوية العمالقة الجنوبية، وما يفعله كلّ جنوبي، كلّ من موقعه".
اقرأ أيضاً: الحوثيون يعرقلون اتفاق الحديدة مجدداً.. تفاصيل
ألوية العمالقة الجنوبية، المحتشدة من كافة جغرافيا الجنوب، تصنع، كما يؤكد خبراء وعسكريون، في الحديدة مستقبل اليمن السياسي؛ فتلك الألوية التي لم تخسر معركة واحدة أمام الحوثيين، على مدار أربعة أعوام، قاتلت الحوثيين؛ في عدن، ولحج، والضالع، وباب المندب، والخوخة، والمخاء، والدريهمي، وحتى في الحديدة، كما أنّها لم تخسر شبراً من الأرض التي اقتلعتها من الحوثيين.