أردوغان يضع العنصرية والتعصب والعداء في صدارة اللعبة السياسية

أردوغان يضع العنصرية والتعصب والعداء في صدارة اللعبة السياسية


01/10/2020

 نشرت صحيفة كاثيميري اليونانية مقالاً أشارت فيه إلى أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هيّأ الظروف لأزمات قادمة، وذلك بعد أن استجلب الأوهام السلطانية، بكل مكوناتها السلبية، كالعنصرية والتعصب والعداء، ووضعها في صدارة اللعبة السياسية.

ولفتت الصحيفة أنّ خفض التصعيد في التوترات بين اليونان وتركيا خلال الأسبوعين الماضيين أدّى إلى خلق توقعات بشأن المحادثات المحتملة بين الجانبين، سواء جاءت في شكل اتصالات استكشافية أو إجراءات لبناء الثقة ومحادثات فنية في سياق الناتو. بالتأكيد سيتم بذل جهد لإجراء محادثات. السؤال الحقيقي هو ما إذا كان هناك أي أمل في التوصل إلى نتيجة ذات مغزى.

وذكرت أنّه انطلاقاً من دعوة مجلس الأمن القومي التركي لنزع السلاح من جزر بحر إيجة اليونانية، مروراً بزراعة خط متصلب فيما يتعلق بحقوق الأقلية "التركية" في "تراقيا الغربية"، وصولاً إلى الملاحظات المتعلقة بـ "الجزر التي تم انتزاعها من تركيا "والحديث عن" الخونة "الذين تخلوا عن أجزاء من السيادة التركية، سعت القيادة التركية إلى بناء جو من الهذيان القومي.

ومن المثير للاهتمام، أنه حتى السياسيين المعتدلين في تركيا، الذين، على سبيل المثال، سخروا ذات مرة من احتمالية اتفاق الحدود البحرية بين تركيا وليبيا، أصبحوا الآن مترددين في التعبير عن رأيهم علنًا؛ وعندما يفعلون ذلك، فإنهم يوجهون انتقادات خجولة بشأن الأداء الاقتصادي السيئ لإدارة أردوغان أو إدارتها لوباء فيروس كورونا.

ووسط هذا الجو، وعلى الرغم من اتهامات أنقرة بـ "التطرف اليوناني"، والتي تستهدف في الغالب إسماع الأوروبيين، فمن الصعب للغاية دعم وجهة نظر معتدلة بشأن مستقبل تركيا في المنطقة.

أغلق رجب طيب أردوغان أبواب تركيا في مسار تصادمي مع جيرانها، وقد استنزف اقتصاد البلاد من أجل المشتريات العسكرية (تشير التقديرات إلى أن الإنفاق الدفاعي التركي سيصل هذا العام إلى 13 في المائة من الإنفاق الحكومي السنوي)، ناهيك عن استجلابه الأوهام والأساطير السلطانية العثمانية، بكل مكوناتها السلبية، كالعنصرية والتعصب والعداء، ووضعها في صدارة اللعبة السياسية.

وبحسب الصحيفة اليونانية فقد أدى إحياء أردوغان لما يسمى بمتلازمة سيفر إلى تثبيت قاسم مشترك في ذهن المواطن التركي العادي، معتمداً على الترويع، وإذكاء نيران الخوف من الآخرين وتصويرهم على أنّهم أعداء يتربّصون بتركيا ويكيدون لها. 

وتساءلت كاثيميري في ختام مقالها قائلة: السؤال هو، حتى لو انسحب أردوغان غدًا، فمن سيحل محله؟ وأجابت أنّ الإجابة ستكون غير مقنعة وسخيفة، لأنّ أردوغان، سواء كان حاضرًا أم لا، قد خلق بفعالية الظروف للأزمة المقبلة.

عن "أحوال" تركية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية