ما العلاقة بين المخدرات والإرهاب العابر للحدود؟

ما العلاقة بين المخدرات والإرهاب العابر للحدود؟


28/02/2018

ربط تقرير صادر عن مركز "بروكينغز"، تجارة المخدرات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالتنظيمات الإرهابية، مؤكداً أنّ تنظيم داعش الإرهابي لجأ إلى تهريب المخدرات للحصول على مزيد من الأموال لتمويل آلته العسكرية في العراق وسوريا، مشيراً إلى أنّ "مسلحي التنظيم يتعاطون مخدر "الكبتاغون" لرفع معنوياتهم وزيادة شجاعتهم ووحشيتهم في القتال".

تنظيم داعش الإرهابي لجأ إلى تهريب المخدرات للحصول على المزيد من الأموال لتمويل آلته العسكرية

ويأخذ التعاون بين تنظيم داعش وعناصر الاتجار بالمخدرات بعداً دولياً، يرتبط بإستراتيجية عامة ينتهجها التنظيم عقب خسارة معاقله في سوريا والعراق، وهو التعاون الذي تمّ رصده بشكل دقيق داخل ليبيا؛ إذ اعتمد عليها التنظيم هناك كأحد أهم مصادر تمويله، حسبما نقلت صحيفة "العرب" اللندنية.

وذكر التقرير، أنّ التهريب يعدّ أيضاً من مصادر تمويل المسلَّحين في ليبيا، خاصة "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، في جنوب ليبيا والجزائر، الذي يتزعمه مختار بلمختار، ويفرض الضرائب على سلسلة كبيرة من المنتجات بما فيها المخدرات.

وفي سياق متصل، أشار مجلس النواب الأمريكي في 2012، إلى أنّ تجارة المخدرات تشكّل نحو 30% من العائد المادي لحزب الله اللبناني، بموجب مساعدته في تصنيع المخدرات وتهريبها وبيعها.

التهريب مصدر تمويل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في ليبيا والجزائر

أما في مصر، فقد كشفت بيانات متتالية للمتحدث العسكري باسم الجيش المصري، تامر الرفاعي، أنّ أحد العناصر الفاعلة في تمويل العناصر الإرهابية في سيناء، ترتبط بزراعة المواد المخدرة والاتجار فيها، وعدّ أنّ ما يحدث من القضاء على العشرات من المزارع، وضبط أطنان من البانغو والحشيش والترامادول، يأتي ضمن الأهداف الرئيسة للعملية الشاملة المعروفة بـ "سيناء 2018".

وقال منسق عام قبائل شمال سيناء، نعيم جبر، في تصريح لصحيفة "العرب" اللندنية، إنّ تنظيم داعش في ولاية سيناء "امتهن تجارة المخدرات على مدار الأعوام الماضية، وتمكّن من إجراء تفاهمات مع عناصر التهريب، وشاركها في مهام تهريب المواد المخدرة إلى غزة، مقابل مساعدتها في وصول الأسلحة إليها، وأنّ هذا الوضع استمرّ بكثافة حتى نهاية العام 2015، قبل أن يتمّ إغلاق غالبية الأنفاق مع القطاع"، ويتوقّع عسكريون أن يكون تركيز ضربات الجيش المصري على مزارع النباتات المخدرة، راجعاً إلى تقارير معلوماتية تم الحصول عليها مؤخراً، وهو ما ظهر بوضوح في بيانات المتحدث العسكري المصري.

تصنيع المخدرات وتهريبها وبيعها يشكّل نحو 30% من العائد المادي لحزب الله اللبناني

وأعلن العقيد تامر الرفاعي، في مطلع شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، إحصائية سنوية لعام 2017، أنّ عدد قضايا المخدرات التي ضبطها الجيش في سيناء، بلغ 312 قضية، كما صادرت قوات الأمن مئات الكيلوغرامات من المخدرات المتنوعة.

ويحمل منح الحكومة المصرية أولوية لاجتثاث المخدرات رغبة في قطع الحبل السري الذي يربط الإرهابيين بتجّار المخدرات، لأنّ تفكيك هذا التحالف، هو خطوة رئيسة لاستعادة الأمن والهدوء في سيناء، كما أنّ تنمية هذه المنطقة سوف تساعد كثيراً في خلق فرص عمل تغري الشباب بالابتعاد عن التعاون مع الإرهابيين ومهربي المخدرات.
 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية