هل تنجح أذربيجان في محاصرة ميليشيات أنشأها قاسم سليماني؟ ماذا تعرف عن جماعة "حسينيون"؟

هل تنجح أذربيجان في محاصرة ميليشيات أنشأها قاسم سليماني؟ ماذا تعرف عن جماعة "حسينيون"؟


04/10/2021

تصاعدت الأزمة بين إيران وأذربيجان، وبلغت مستوى التهديدات والتحذيرات وتبادل الاتهامات، بما يتعلق بميليشيا شيعية أذرية تدعى "حسينيون" تطلق على نفسها اسم "الحركة الإسلامية الأذربيجانية"، تردد اسمها بشكل واسع بعد تحذير السفارة الإسرائيلية في باكو لمواطنيها في أذربيجان، إثر وصول تهديدات من قبل الميليشيا. 

وقامت المليشيا التي أنشأها الجنرال الإيراني قاسم سليماني بتوجيه تهديدات للسفارة الإسرائيلية في أذربيجان، وأصدرت السفارة الإسرائيلية في باكو تحذيراً لمواطنيها في أذربيجان، حسب ما نقل على حسابات بمنصات التواصل الاجتماعي التابعة للحرس الثوري الإيراني، وفق ما أورده مرصد مينا.

هذه المجموعة، مثلها مثل كل الميليشيات المدعومة من طهران، "تعبر عن نفسها برموز مستلهمة من رموز الحرس الثوري الإيراني".

الأزمة بين إيران وأذربيجان تتصاعد وتبلغ مستوى التهديدات والتحذيرات وتبادل الاتهامات، بما يتعلق بميليشيا "حسينيون"

ورغم أنّ "حسينيون" مجرد مجموعة صغيرة، لكن تثبت التجربة العراقية واللبنانية واليمنية والسورية أنّ جميع الميليشيات بدأت بهذه الطريقة، ورويداً رويداً يتم إنشاء الهياكل التنظيمية، إذا لزم الأمر، ويمكن أن تنمو كتنظيم كامل مع وحدات قتالية لها فصيل سياسي، وهكذا نشأ حزب الله اللبناني.

هذا، وتحاول إيران الضرب على الوتر الطائفي الشيعي بين سكان جمهورية أذربيجان، وما إنشاء مجموعة "حسينيون" سوى تمهيد للتأثير على الشارع الأذري في حالة تدهور العلاقات الإيرانية مع جمهورية أذربيجان، خاصة أنّ هناك جماعات أذرية انفصالية في إيران تدعو للاستقلال عن الجمهورية الإسلامية.

وتطلق المجموعة على نفسها اسم "حركة المقاومة الإسلامية الأذربيجانية (حسينيون)، وهناك شبه كبير بين علمها وأعلام الحرس الثوري وحزب الله اللبناني وسائر الميليشيات الموالية لإيران.

مؤسس المجموعة يدعى "توحيد إبراهيم بيغلي"، وهو من أشد منتقدي نظام الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.

ولا يوجد الكثير من التفاصيل حول هيكلية المجموعة وخططها وقيادتها، ولكن نظراً لكون المجموعة مسلحة فإنّ وجودها يشكّل خطراً على المدى الطويل لجمهورية أذربيجان.

حسينيون ميليشيات مدعومة من طهران، وتعبّر عن نفسها برموز مستلهمة من رموز الحرس الثوري الإيراني

بالإضافة إلى ذلك، هذا الخطر المحتمل قد يمتد إلى الأذربيجانيين الشيعة المقيمين في روسيا والقوقاز وتركيا وأوروبا، خاصة أنّ جهات أذربيجانية حكومية تتهم المجموعة بإجراء اتصالات مكثفة مع الأجهزة الأمنية والعسكرية الإيرانية.

في مطلع عام 2016 أعلن "توحيد إبراهيم بيغلي" أمام 14 من طلاب العلوم الدينية من جمهورية أذربيجان الذين كانوا يدرسون في حوزتي قم ومشهد أنه يعتزم إنشاء "لواء الحسينيين" أو "حسين لار" بالتركي الأذري، وزعم في الخطوة الأولى أنّ الهدف هو المشاركة في الحرب ضد داعش في سوريا.

يذكر أنّ جميع الميليشيات التي شكلتها إيران من بين أبناء الطائفة الشيعية في كل من أفغانستان (فاطميون) وباكستان (زينبيون) ولبنان (حزب الله) والعراق (كتائب حزب الله وحركة النجباء) وأرسلتها إلى سوريا لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، تشكلت تحت غطاء محاربة داعش.

وضمن الخطة التي أعلنها "إبراهيم بيغلي"، فقد قام بإرسال هؤلاء الطلبة الدينيين الـ14 من قم، بعد يوم من التدريب فقط إلى سوريا، وانضموا إلى وحدة عسكرية إيرانية مستقرة بالقرب من العاصمة السورية دمشق، وصرّح بيغلي على الفور في دمشق أنّ نيتهم لم تكن فقط محاربة داعش، ولكن أيضاً للعمل العسكري على أراضي جمهورية أذربيجان، حسب وسائل إعلام تابعة لباكو.

مؤسس المجموعة يدعى توحيد إبراهيم بيغلي، وهو من أشد منتقدي نظام الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ومقرب من النظام الإيراني 

وتفيد مصادر أذرية أنّ قاسم سليماني هو الذي أطلق ما يُسمى بـ"حركة المقاومة الإسلامية الأذربيجانية" وسمّاهم "حسينيون"، وتنشر هذه المصادر صورة تجمع قاسم سليماني وزعيم حسينيون "توحيد إبراهيم بيغلي".

وشارك "توحيد إبراهيم بيغلي" في مؤتمر تقيمه سنوياً إيران تحت عنوان "مؤتمر الصحوة الإسلامية"، وعلى هامش المؤتمر التقى بيغلي، بصفته رئيس "جمعية رجال الدين المناضلين في جمهورية أذربيجان"، مع المرشد الإيراني علي خامنئي، وتحدث خلال اللقاء عن أوضاع السجناء "المسلمين" في جمهورية أذربيجان.

وفي عام 2017 حضر بيغلي مراسم أقيمت في مدينة زنجان الإيرانية ذات الأغلبية التركية الأذربيجانية تحت عنوان "ذكرى شهداء نارداران"، وتحدث عن حادثة هجوم قوات الشرطة الخاصة التابعة لوزارة الداخلية لجمهورية أذربيجان على مراسم الأربعين لعام 2015 على شيعة منطقة ناردران في جمهورية أذربيجان، ممّا أسفر عن مقتل 4 منهم حسب زعمه.

وبعد 3 أعوام في 2020، تحدث "توحيد إبراهيم بيغلي" عن قاسم سليماني في الفيلم الوثائقي "قائد القلوب"، وزار بعض أعضاء جماعة "حسينيون" ضريح قاسم سليماني في مدينة كرمان عام 2020.

وبعد فوز إبراهيم رئيسي، هنأ بيغلي في رسالة إبراهيم رئيسي بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2021.

يُذكر أنّ الأذربيجانيين الذين شاركوا في الحرب السورية من خلال جماعة "حسينيون"، تم اعتقالهم بعد العودة إلى بلادهم، ومن بينهم "المير زاهدوف"، وهو أحد عناصر "لواء حسينيون" المتواجد في سوريا، وأرسل إلى سجن شكي عام 2021.

وتتهم أذربيجان "بيغلي" بممارسة جهود حثيثة وآراء متطرفة ضد حكومة جمهورية أذربيجان حسب مصادر أذربيجانية، وقد سبق أن اعتقلته الشرطة الأذربيجانية خلال مسيرة احتجاجية أمام السفارة الإسرائيلية في باكو واحتجزته المحكمة لمدة 7 أيام.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية