
يتصاعد الاستياء الشعبي من الممارسات الحوثية في المدارس بتحويلها إلى مراكز تجنيد وأدلجة التعليم بفرض تعاليمهم على الطلاب، حيث باتت المدارس والجامعات مراكز تعبئة عسكرية وتجنيد إجباري للمقاتلين في سياق برنامج “التعبئة الشعبية العامة”، وفقا لصحيفة "العرب" اللندنية.
ويلفت خبراء إلى إن الجماعة لم تعد تكتفي بإستراتيجيتها طويلة الأمد لـ”أدلجة التعليم” في المناطق الواقعة تحت سيطرتها باليمن، وإنما تتجاوز الأمر إلى التجنيد.
وقد أبدى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي غضبا شديدا تجاه انتهاك الطفولة، مؤكدين أن الممارسات الحوثية دفعت الأهالي إلى عدم إرسال أبنائهم إلى المدارس خوفا من التجنيد.
ومؤخرا، كشفت منظمة “ميّون لحقوق الإنسان” المحلية عن رصد وتوثيق المئات من المدارس الحكومية والأهلية التي استخدمها الحوثيون كمراكز تجنيد للطلاب الأطفال وتدريبهم على جميع أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
النزيف المتواصل للأطفال تصاحبه تعبئة فكرية مشبعة بالتطرف في معسكرات التجنيد والدورات الطائفية التي تعقدها جماعة الحوثي
وقالت المنظمة وهي تحيي اليوم العالمي لمكافحة استغلال الأطفال كجنود لهذا العام، بحسب صحيفة "العرب"، إنها تشعر بأسف بالغ لتصاعد أعداد الأطفال المجندين في اليمن حتى وصلت نهاية عام 2024 إلى مستويات قياسية.
وأضافت أن أطراف الصراع في اليمن، لاسيما جماعة الحوثي، مستمرة في تجنيد الأطفال الممنهج وحرمانهم من حقهم في الحياة والتعليم وتعريضهم للموت والإصابات وتهديد مستقبلهم، في انتهاك خطير للقوانين الدولية وحقوق الإنسان لاسيما الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.
ورغم خفض التصعيد النسبي بين أطراف الصراع منذ تشرين الأول / أكتوبر 2022، إلا أن تجنيد الأطفال في اليمن لم يتوقف حتى أصبح أحد أكثر التطورات خطورة في الصراع منذ اندلاعه في عام 2014، ورصدت ووثقت منظمة ميون استخدام 700 مدرسة حكومية وأهلية في مناطق سيطرة الحوثيين كمراكز تجنيد للأطفال وتدريبهم فيها على جميع أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بإشراف مباشر من وزارة الدفاع ووزارة التربية والتعليم التي تم استبدال اسمها بوزارة التربية والتعليم والبحث العلمي.
وتابعت أن هذا النزيف المتواصل للأطفال الذي تصاحبه تعبئة فكرية مشبعة بالتطرف في معسكرات التجنيد والدورات الطائفية التي تعقدها جماعة الحوثي يمثل خطورة بالغة على السلم الأهلي والتعايش المجتمعي في اليمن، ويقوض أي جهود للسلام.
وقد أعلن زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، في كانون الثاني / يناير الماضي، تجنيد 816 ألف مقاتل خلال عام 2024، ضمن برنامج “التعبئة العامة” في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.