هل نجح مؤتمر بروكسل المتعلق بمساعدة السوريين؟

هل نجح مؤتمر بروكسل المتعلق بمساعدة السوريين؟


31/03/2021

تعهد المانحون الدوليون بتقديم مساعدات مالية للسوريين بنحو 6,4 مليار دولار خلال مؤتمر المانحين المنعقد في بروكسل.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، خلال مشاركته في مؤتمر بروكسل الافتراضي الـ5 لدعم مستقبل سوريا والمنطقة، الذي استضافه الاتحاد الأوروبي، خلال الفترة 29-30 آذار(مارس) الجاري: إنّ مجلس التعاون تبنّى موقفاً ثابتاً منذ بداية الحرب في سوريا.

وأشار إلى أنّ دول المجلس ساندت الجهود الإنسانية والإغاثية، وقامت بواجبها الإنساني، وهي تدعم جهود الأمم المتحدة الرامية للحلّ السياسي للأزمة السوريا، وفقاً لبيان جنيف 1، وقرار مجلس الأمن رقم 2254، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية (واس).

 

الدول المانحة تجمع 6,4 مليار دولار خلال مؤتمر المانحين المنعقد في بروكسل لمساعدة السوريين

ولفت الدكتور الحجرف الانتباه إلى أنّ إجمالي مبلغ المساعدات المقدمة من الدول الأعضاء منذ بداية الأزمة السوريا بلغ أكثر من 8 مليارات دولار، وبلغ إجمالي عدد الأشقاء السوريين المقيمين في الدول الأعضاء أكثر من 2 مليون، يتمتعون بجميع الحقوق والمزايا التي تكفل لهم حياة كريمة.

من جانبه، أكد وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المرر، في كلمة أمام المؤتمر، أنّ الإمارات تؤمن إيماناً قوياً بالحلّ السياسي كمخرج وحيد للأزمة السورية، مع دعمها الكامل لجهود الأمم المتحدة ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا جير بيدرسون، إلى جانب جهود الوساطة الدولية الأخرى الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق سلام بناء على مؤتمر جنيف وقرار مجلس الأمن رقم 2254.

وجدّد التأكيد على رفض الإمارات التدخل الأجنبي في الشأن السوري، والتشديد على أهمية وجود دور عربي فعال في سوريا، ومساعدة السوريين في العودة إلى محيطهم العربي.

وأشار إلى أنّ الإمارات تحتضن على أرضها منذ بداية الأزمة السورية ما يزيد على 130 ألف سوري، موضحاً أنّ الإمارات على مدار أعوام الحرب والمعاناة هذه ظلت على موقفها الداعم للشعب السوري، باسطة يد العطاء بالمساعدات والدعم للأخوة السوريين في الداخل السوري أو في الدول المجاورة المستضيفة للاجئين.

الحجرف: إجمالي مبلغ المساعدات المقدمة من دول مجلس التعاون بلغ أكثر من 8 مليارات دولار

ولفت إلى أنّ الإمارات قدّمت على مدار الأعوام الـ10 الماضية ما يزيد على 1.11 مليار دولار أمريكي من المساعدات لغوث اللاجئين السوريين، سواء داخل سوريا أو في كل من الأردن ولبنان والعراق واليونان.

بدوره، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: إنّ بلاده ستقدّم مساعدات إنسانية بأكثر من 596 مليون دولار لمواجهة الأزمة السوريا.

وأضاف بلينكن، في بيان نشرته وكالة "فرانس برس"، أنّ المساعدات تهدف إلى تقديم العون للكثير من السوريين في الداخل، والذين يقدّر عددهم بنحو 13.4 مليون نسمة.

بدوره، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب: إنّ "الظروف الصعبة في بلادنا تنعكس على وضع اللاجئين السوريين".

يُذكر أنّ عدد النازحين السوريين في لبنان يبلغ نحو مليون و500 ألف، ويطالب لبنان بعودة هؤلاء النازحين إلى بلادهم عودةً آمنة وكريمة.

من جهته، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: إنّ نحو 80% من الشعب السوري يعيشون تحت خط الفقر بسبب الأوضاع الراهنة.

بوادر خلاف بين الولايات المتحدة وروسيا والصين بسبب آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا

في سياق متصل، أكد مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية السفير ياسر عثمان أنّ "التسوية السياسية هي الحل الوحيد للأزمة السورية، ويجب أن تستهدف إنهاء الصراع وحفظ وحدة واستقلال البلاد".

وأضاف عثمان: "قلقون إزاء تدخل قوى إقليمية في سوريا، ومحاولات فرض تغييرات ديموغرافية في بعض مناطقها".

بدوره، قال وكيل وزارة الخارجية البحرينية للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون السفير وحيد مبارك سيار: "نؤكد دعمنا للحل السياسي للأزمة السورية المبني على حفظ سيادة البلاد ووحدة أراضيها واستقلالها".

وخلال كلمته، دعا الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي إلى تحرك دولي نحو إنهاء الصراع السوري.

وشدد على ضرورة "الاسترشاد بالموقف العربي المتمسك بسيادة البلاد ووحدة أراضيها واستقلالها".

وثمّن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، بدوره، المساعدات الإنسانية السخية التي تقدمها الإمارات والسعودية والكويت ودول أخرى للشعب السوري.

أمّا ألمانيا، فقد تعهدت بتقديم أكثر من 1.7 مليار يورو لمساعدة سوريا، خلال المؤتمر الدولي للمانحين الذي ينعقد في بروكسل برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وتهدف النسخة الـ5 من "مؤتمر بروكسل من أجل سوريا" إلى مساعدة دول الجوار التي استقبلت ملايين اللاجئين السوريين، وهي لبنان والأردن وتركيا على وجه الخصوص.

ويسعى المؤتمر أيضاً لتوفير أكثر من 10 مليارات دولار، منها 4.2 مليار دولار للاستجابة الإنسانية داخل سوريا، و5.8 مليار دولار إضافية لدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة في المنطقة.

وقد أكدت الولايات المتحدة وأغلب الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي أهمية استمرار العمل بآلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا.

لكنّ روسيا والصين قالتا في الجلسة الدورية لمجلس الأمن بشأن الأوضاع الإنسانية في سوريا: إنّ الآلية الأممية تنتهك سيادة دمشق.

وقد ظهر، بحسب ما أوردت الجزيرة، أنّ هناك بوادر صدام تلوح داخل مجلس الأمن بشأن التجديد لآلية إدخال المساعدات التي تنتهي صلاحيتها في حزيران (يونيو) المقبل، إذا أصرت روسيا والصين على أنّ آلية إدخال المساعدات الإنسانية تنتهك سيادة النظام السوري، وطالبتا بإدخال المعونات إلى مناطق الشمال السوري عبر نظام بشار الأسد.

وفي تموز (يوليو) الماضي استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لتقليص عدد نقاط إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا -التي لا تتطلب موافقة دمشق- من 4 معابر إلى معبر واحد، وهو معبر باب الهوى بين سوريا وتركيا.

الصفحة الرئيسية