هل تنجح قمة غلاسكو في خفض الانبعاثات التي تؤدي إلى التغير المناخي؟

هل تنجح قمة غلاسكو في خفض الانبعاثات التي تؤدي إلى التغير المناخي؟


02/11/2021

أطلق قادة عالميون، أمس، تحذيرات شديدة اللهجة في افتتاح قمة المناخ في مدينة غلاسكو الإسكتلندية، مؤكدين أنّ القمة تشكل الفرصة الأخيرة لإنقاذ العالم من هذه الظاهرة المدمرة التي ستغرق مدناً بأكملها.

ويجتمع ممثلو 200 دولة في مدينة غلاسكو الإستكلندية على مدار أسبوعين لخوض مفاوضات بشأن خفض الانبعاثات التي تؤدي في نهاية المطاف إلى التغير المناخي، الظاهرة التي جعلت الكوارث الطبيعية أكثر خطورة في الأعوام الأخيرة، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".

رئيس الوزراء البريطاني: ساعة نهاية العالم تدق، فالمحركات والمضخات التي تضخ الكربون في الهواء تتسبّب في أضرار كبيرة للأرض

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي يستضيف قمة "كوب 26": إنّ ساعة نهاية العالم تدق، فالمحركات والمضخات التي تضخ الكربون في الهواء تتسبّب في أضرار كبيرة للكوكب وزيادة درجات الحرارة في الأرض بسرعة كبيرة.

وأضاف: "استمعنا إلى العلماء، وعلينا ألّا نتجاهلهم، مع ارتفاع درجة الحرارة أكثر من درجتين مئويتين نخاطر بالإنتاج الغذائي، والجراد سيجتاحنا، وإذا ارتفعت درجة الحرارة بأكثر من 3 درجات مئوية، فقد تزداد أعداد الأعاصير والفيضانات والجفاف وموجات الحر".

وتابع: "إذا ارتفعت درجات الحرارة بأكثر من 4 درجات مئوية، فقد تغيب مدن بأكملها، مثل الإسكندرية وشنغهاي وميامي وغيرها من المدن التي ستضيع تحت أمواج البحر".

وقال رئيس الوزراء البريطاني: "كلما فشلنا في أخذ التدابير المناسبة، ساء الوضع وكان علينا دفع الثمن باهظاً، إنّ الإنسانية استهلكت وقتها، وحان الوقت للتصدي للتغير المناخي".

أنطونيو غوتيريش: الأعوام الـ6 التي أعقبت اتفاقية باريس للمناخ هي التي شهدت أعلى درجات الحرارة في التاريخ

وأضاف: "لقد اقتربنا من نهاية العالم كما نعرفه، وعلينا التصرف بسرعة"، مشيراً إلى أنّ الدول الصناعية كانت غير مدركة للمشكلة، وعلينا واجب التغيير.

وأشار إلى اتفاقية باريس التي لم يتم الالتزام بتحقيق البنود التي نصت عليها، مشدداً على أهمية تقليل الاعتماد على الفحم نظراً لخطورته في الاحتباس الحراري والتغير المناخي.

بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: إنّ الاعوام الـ6 التي أعقبت اتفاقية باريس للمناخ هي التي شهدت أعلى درجات الحرارة في التاريخ.

وأضاف غوتيريش في قمة "كوب 26" أنّ الاعتماد على الوقود الأحفوري يدفع البشرية إلى الهاوية.

وتابع: "حان الوقت لكي ننهي الاعتماد على الكربون والاعتماد على الطبيعة لإخفاء نفاياتنا، كوكبنا يتغير من المحيطات إلى الجبال إلى الظواهر الطبيعية المتطرفة".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة: إنه في أفضل السيناريوهات فإنّ درجة الحرارة سترتفع بأكثر من درجتين مئويتين، نحن نواجه كارثة مناخية لا مهرب منها.

ودعا إلى الاستثمار في الاقتصاد الذي يؤدي إلى صفر انبعاثات، مشيراً إلى أنّ مقترحات الدول بشأن الحياد الكربوني مهمة للغاية.

البيت الأبيض يعلن أنّ أكثر من 90 دولة وافقت على مبادرة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لخفض انبعاثات الميثان بنسبة 30%

وقال: إنّ الفشل في مواجهة التغير المناخي سيشكل حكماً بالموت على سكان الأرض.

من جهته، أعلن البيت الأبيض أنّ أكثر من 90 دولة وافقت على مبادرة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لخفض انبعاثات الميثان بنسبة 30% بحلول عام 2030، بينها 15 دولة من أصحاب أعلى الانبعاثات.

وقال بيان نُشر على موقع البيت الأبيض الإلكتروني اليوم: "في الحفل الرسمي في اليوم الثاني من المؤتمر الـ26 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP26)، سيتم الإعلان عن انضمام أكثر من 90 دولة إلى المبادرة، بما في ذلك 15 من بين أكبر 30 دولة من حيث حجم الانبعاثات: الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وإندونيسيا وباكستان والأرجنتين والمكسيك ونيجيريا والعراق وفيتنام وكندا"، موضحاً أنّ انبعاثات الميثان تُعد أحد العوامل الرئيسة التي تساهم في تغير المناخ.

ونشر البيت الأبيض خطة عمل مباشرة في الولايات المتحدة، تتمثل في التخطيط لتقلص صناعة النفط والغاز من الانبعاثات بنحو 75%، وستقوم الولايات (الأمريكية) كل ولاية على حدة بوضع تدابيرها الخاصة، وتُعد وكالة حماية البيئة برنامجاً طوعياً لالتقاط ما يصل إلى 70% من انبعاثات غاز الميثان من مكبات النفايات.

وتخطط السلطات الأمريكية للعمل على سد "مئات الآلاف من آبار النفط والغاز المهجورة، التي ما يزال الكثير منها ينبعث منها غاز الميثان"، بمشاركة عمال نقابيين، وتمّ تطوير عدد من الإجراءات للقطاع الزراعي.

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد صرّحت في مؤتمر صحفي في وقت سابق بأنّ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سيطلقان مبادرة عالمية لخفض انبعاثات الميثان بنسبة 30% بحلول عام 2030 في المؤتمر الـ26 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ  .(COP-26)


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية