هل تنجح المعارضة التركية في إقصاء أردوغان وحزبه؟

هل تنجح المعارضة التركية في إقصاء أردوغان وحزبه؟


29/07/2020

وجّه زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال قليجدار أوغلو، انتقادات لاذعة لحكومة رجب طيب أردوغان، محمّلاً إياها مسؤولية الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية غير المسبوقة التي تشهدها البلاد.

وجدّد أوغلو، خلال اجتماع للحزب، الذي أعاد انتخابه مؤخراً رئيساً له لـ4 أعوام، تأكيده على أنّ "الطريق الوحيد لخلع النظام الديكتاتوري هو الديمقراطية"، مضيفاً: "وهذا سيكون عن طريق وضع دستور جديد للبلاد"، وفق صحيفة "جمهورييت" المعارضة.

كمال قليجدار أوغلو: الطريق الوحيد لخلع النظام الديكتاتوري في تركيا هو الديمقراطية

وتابع أنّ "الدستور الجديد سينصّ على أن يكون نظام الحكم في تركيا برلمانياً ديمقراطياً، ولن يكون رئيس الجمهورية تابعاً لحزب، بل سيكون محايداً".

وبيّن أوغلو أنه "مع الدستور الجديد لن تُناقش القوانين في منتصف الليل في البرلمان، مهما كان الأمر، حيث يجب أن يُناقش القانون قبل أن يُطرح مع جميع الأطراف، ويجب أن يخرج القانون برأي مشترك". 

وأوضح أنّ "الشخص المؤهل للسلطة هو من يعامل مواطنيه بالتساوي"، مشيراً إلى أنّ "النظام الذي لا يعطي الوظيفة لمن يستحقها دون تحيز (في إشارة لنظام أردوغان)، كمن يحمل وعاءً من الفساد والظلم، حيث يتحوّل المكان الذي يعيش فيه المواطنون مع مرور الوقت إلى مكان للتعذيب".

استطلاع رأي يظهر تفوّق البلديات التابعة للمعارضة في تقديم الخدمات للأتراك

وتطرّق زعيم المعارضة التركية، في حديثه، إلى اعتداءات الشرطة مؤخراً على "أمهات السبت"، خلال تنظيمهن وقفتهن المعتادة في ذلك اليوم؛ لمساءلة النظام عن مصير أبنائهن وذويهن ممّن اختفوا قسرياً.

وأضاف أوغلو قائلاً: "تلك الأمهات، اللواتي فقدن أبناءهن الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 30 عاماً، يعانين من حالة يُرثى لها".

وتابع: "أين هؤلاء الأطفال المفقودون، والسؤال الحقيقي هو: أين تبحث الأمهات عن أطفالهن؟ لقد احتُجز هؤلاء الأطفال، ثم اعُتقلوا ولم يُسمع منذ ذلك الوقت شيء عنهم".

في سياق آخر، أكّد أوغلو أنّ "هناك العديد من الصحفيين داخل السجون، لأنّ مشكلتهم الحقيقية كانت السعي وراء الحقيقة والكشف عنها".

وشدّد زعيم المعارضة على أنّ "السلطة لا يمكنها أن تجعل الصحفي، الذي لا يبيع قلمه، يركع أمامها، حتى ولو كان ذلك بالقوّة".

برلماني تركي يتهم هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية بحظر الفنانين المعارضين من الظهور

وقبل أيام صدر تقرير عن المعارضة التركية، بمناسبة عيد الصحافة المحلي والذي يوافق 24 تموز (يوليو) من كل عام، ولفت إلى اعتقال 721 صحفياً خلال فترة حكم العدالة والتنمية، 93 منهم ما زالوا يقبعون في السجون.

ووفق التقرير، تمّ حظر استخدام 415 مساحة إعلامية وإغلاق 140 موقعاً، وحظر 42 ألف تغريدة و12 ألفاً و450 قناة على يوتيوب، و7 آلاف حساب على تويتر، و6 آلاف و500 صفحة فيسبوك حتى شهر مايو الماضي.

وأظهر استطلاع جديد للرأي تفوّق البلديات التابعة للمعارضة التركية على التابعة لنظام الرئيس رجب طيب أردوغان، في تقديم الخدمات للأتراك خلال فترة تفشي فيروس كورونا المستجد.

وأجرت الاستطلاع شركة "أونار" للأبحاث واستطلاعات الرأي؛ لقياس مدى رضا الأتراك عن الخدمات التي قدُّمت لهم خلال تلك الفترة، وإظهار أنجح البلديات في تقديم تلك الخدمات.

وتضمّن استطلاع الرأي أسئلة وجّهت للمشاركين به حول عمل رؤساء 20 بلدية، منها بلديات كبرى في عموم تركيا، وأخرى صغرى في مدينة إسطنبول.

ووفق نتائج الاستطلاع تربّع أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، المنتمي لحزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، على رأس أفضل رؤساء البلديات الذين أثبتوا نجاحاً كبيراً خلال فترة تفشي كورونا، حيث حصل على 58.3% من أصوات المشاركين.

وفي المركز الثاني جاء طونتس سوير، رئيس بلدية إزمير الكبرى، والمنتمي للشعب الجمهوري أيضاً، بعد حصوله على 57.6%، تلاه محمد سَكْمَن، رئيس بلدية أرضروم الكبرى، المنتمي للعدالة والتنمية بحصوله على 56.4.

ورابعاً جاء منصور يافاش، رئيس بلدية العاصمة أنقرة، بعد حصوله على 55.6%، وخامساً جاء زميله بالحزب محيي الدين بوجَك، رئيس بلدية أنطاليا الكبرى، بـ54.3%.

وفي سياق متصل بالمعارضة ومحاولة أردوغان التضييق عليها، وجّه برلماني تركي معارض اتهامات لهيئة الإذاعة والتلفزيون التركية (TRT) بحظر الفنانين المعارضين من الظهور على القنوات التابعة له.

وكشف البرلماني المعارض عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، محمود تانال، وفق ما أوردت صحيفة زمان، عن ذلك في طلب استجواب برلماني مقدّم لنائب رئيس الجمهورية فؤاد أوكتاي.

وأشار النائب محمود تانال إلى أنّ هيئة الإذاعة والتلفزيون تعمل بأموال وضرائب المواطنين، ممّا يوجب عليها أن تكون محايدة دون انحياز إلى أيّ طرف سياسي.

وقال النائب المعارض: "هناك اتهامات توجّه إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية بانتهاك مبدأ الحيادية اللازم اتباعه، وموالاتها لنظام حزب العدالة والتنمية. وهناك انتقادات توجّه إليها لاستضافتها الفنانين المؤيدين للنظام والمعروفين بقربهم من الحزب الحاكم.

الصفحة الرئيسية