مواقف دولية ومحلية من تدخّل أردوغان في ليبيا..

مواقف دولية ومحلية من تدخّل أردوغان في ليبيا..


08/01/2020

أكّدت المتحدثة باسم الرئاسة التونسیة، رشیدة النیفر، أمس، أنّ بلادھا ترفض بشكل قطعي استخدام أراضیھا من أي طرف للتدخل في الصراع اللیبي.

وأوضحت النیفر، في تصريح لإذاعة "موزاییك" التونسیة، نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية؛ أنّ تونس ترفض رفضاً قطعیاً أيّ تدخّل أجنبي في لیبیا، بما في ذلك التدخل التركي، وھو موقف تونس منذ الأول ولم ولن یتغیر".

وفي ردّھا على سؤال حول السماح لتركیا باستخدام الأراضي التونسیة للتدخل عسكریاً في لیبیا، شدّدت النیفر على أنّ تونس لا یمكن أن تسمح بذلك، وأنّ جواب الرئیس التونسي، قیس سعیّد، كان صریحاً للرئیس التركي، رجب طیب أردوغان، خلال زیارته الأخیرة لتونس.

الرئاسة التونسية: لم نسمح لتركیا باستخدام الأراضي التونسیة للتدخل عسكریاً في لیبیا

وأضافت المتحدثة باسم الرئاسة التونسية: "سیادة أيّ شبر من التراب التونسي لیست محل مساومة"، مشیرة إلى أنّ المشاورات ما تزال جاریة بشأن إمكانیة مشاركة تونس في مؤتمر برلین حول لیبیا، ونافیة وجود أيّ رفض لمشاركة تونس في ھذا المؤتمر".

هذا وقد بحث الرئيس التونسي، قيس سعيّد، خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي، أمس، وضع خطّة طوارئ عاجلة لمواجهة احتمالات تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين من ليبيا المجاورة، التي تشهد معارك بين قوات الجيش الليبي وقوات الوفاق.
 

وقال سعيّد، خلال إشرافه على الاجتماع: إنّ كلّ المؤشرات الحالية تدلّ على أنّ "الأوضاع في ليبيا تتجه لمزيد من التعقيد، خاصة في ظلّ التدخل الأجنبي"، مضيفاً أنّ "هناك مساعٍ لحلّ المشاكل بطريقة سلمية، لكنّ الوضع ليس في مستوى المساعي التي تبذل في إطار الأمم المتحدة، أو في بعض العواصم الغربية أو العربية، ومن بينها تونس".

من جهته، قال وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أمس، في مؤتمر صحفي بمدينة الداخلة المغربية، على هامش افتتاح القنصلية العامة لجمهورية غامبيا: إنّ "المملكة المغربية تعبّر عن انشغالها العميق جراء التصعيد العسكري بليبيا".

المغرب: أيّ تدخّل أجنبي، بما في ذلك التدخل العسكري بالملف الليبي، يعقّد الوضع بليبيا

وأضاف بوريطة، بحسب صحيفة "بلادي" المغربية: "المملكة المغربية ترفض أيّ تدخل أجنبي، بما في ذلك التدخل العسكري بالملف الليبي، مهما كانت أسسه ودوافعه وفاعليه"، مبيناً أنّ التدخلات الأجنبية لم تعمل إلا على تعقيد الوضع بليبيا، وإبعاد آفاق حل سياسي بالبلاد، وتكريس الخلافات الداخلية وتهديد السلم والأمن بالمنطقة المغاربية برمتها.

وقال: "لا يوجد حلّ عسكري للنزاع في ليبيا، فحلّ النزاع لا يمكن أن يكون إلا سياسياً، ويكمن في التوافق بين الفرقاء الليبيين، في إطار المصلحة العليا لليبيا وللشعب الليبي".

وأوضح أنّ هذا الحلّ السياسي يمرّ عبر مرحلة انتقالية، وفق مقتضيات اتفاق الصخيرات، وذلك من خلال تعزيز هذا الاتفاق وتجويده إن لزم الأمر.

ورأى في ختام تصريحاته؛ أنّ مسؤولية المجتمع الدولي تتجلى في مواكبة ليبيا في مسار اتفاق سياسي وإبعادها عن تجاذبات الأجندات الأجنبية، التي لا علاقة لها بالمصلحة العليا للشعب الليبي، داعياً إلى حسن التقدير وضبط النفس واحترام الوحدة الترابية لليبيا ومصلحة الشعب الليبي.

بدوره، أشار الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيف بوريل، إلى أنّ الاجتماع مع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة فرصة جيدة للتعبير عن دعم قوي لعملية برلين، والتأكيد على مخاوفنا بشأن ليبيا."

ولفت بوريل في أعقاب الاجتماع الاوروبي الاستثنائي المصغر في بروكسل، أمس، إلى ضرورة الوقف الفوري للتصعيد وللتدخلات الخارجية، خلال الأيام القليلة الماضية.

ورأى رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي؛ أنّ "الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم والحلّ سياسي فقط؛ لذلك يتعين أن يتوقف القتال في طرابلس، ويلزم وقف فوري للأعمال القتالية".

هذا وقد أكّد رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في اتصال هاتفي، الأول من أمس، أهمية الوصول إلى حلّ سياسي للأزمة الليبية في مؤتمر برلين.

وقالت رئاسة الوزراء الإيطالية في بيان لها، وفق وكالة "كونا" الكويتية: إنّ "الجانبين أكّدا خلال الاتصال الحاجة لزيادة الضغوط الدبلوماسية الأقصى درجة من أجل تغليب الحلّ السياسي المنشود في مؤتمر برلين، المقرر هذا الشهر لتسوية الأزمة في ليبيا".

نائب معارض: أردوغان يحاول تغيير الهيكل الاجتماعي للدولة ليحصل على ناخبين جدد

وأكّد البيان الحاجة إلى توافق أوروبي وثيق، وتنسيق مستمر على مستوى الوزراء ورؤساء الدول والحكومات.

بعيداً عن المواقف الدولية حول التدخل التركي في ليبيا، انتقد النائب بحزب الشعب الجمهوري التركي، علي ماهر بشارير، إصرار الرئاسة التركية على إرسال الجنود إلى ليبيا بموافقة البرلمان بأغلبية أصوات حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية، قائلاً: "أردوغان يربك الأمور في ليبيا، وتركيا معرضة لاستقبال مليون لاجئ من ليبيا بعد قرار أردوغان بالتدخل العسكري لدعم الميليشيات الإرهابية هناك، مثلما حدث في سوريا".

بشارير، وخلال مؤتمر عقده حزب الشعب الجمهوري بمقاطعة موت، الأول من أمس، نقله وقائعه موقع "تركيا الآن"، قال: "أردوغان يحاول تغيير الهيكل الاجتماعي للدولة التركية ليحصل على ناخبين جدد من اللاجئين السوريين والأفغان والليبيين في المستقبل"، مضيفاً: "يوجد لدى تركيا 5 مليون سوري، والآن يتدخل أردوغان في الشأن الليبي لقد أصبح السيد طرفاً بالصراع هناك، وعمّا قريب سيحضر مليون ليبي إلى تركيا".

وهاجم البرلماني المعارض أردوغان، قائلاً إنّه ينوي الجلوس على كرسي الحكم مهما كلفه الأمر؛ لماذا يرسل الجنود الأتراك إلى ليبيا؟ لو قال إنّ تلك المذكرة مهمة فليرسل ابنه بلال أولاً".

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية