بدعوة من مجلس الشيوخ الفرنسي تنظم مؤسسة (تريندز للأبحاث والاستشارات)، بالتعاون مع مجلس الشيوخ الفرنسي، ندوة نقاشية بعنوان "التعايش وانفصالية الإخوان: وجهات نظر متقاطعة" في التاسع من كانون الأول (ديسمبر) الجاري، في قاعة مونوري التاريخية في قصر لوكسمبورج في باريس.
يشارك في الندوة مجموعة مختارة من الباحثين والخبراء من مؤسسة (تريندز) وباحثين من فرنسا، في محاولة جادة وموضوعية للاشتباك مع المفاهيم الرئيسية عند جماعة الإخوان، وتفكيك بنيتها الإيديولوجية الرامية إلى تكوين كيانات موازية للدولة الوطنية.
وتتناول الندوة التي تقام في باريس بمشاركة مركز (أخبار الاتحاد)، عدة محاور؛ منها: الانفصالية ومواقع التطرف المادي وكيفية مواجهتها، وتسليط الضوء على الصراع المعرفي مع جماعة الإخوان المسلمين، ومفاهيم التسامح والتعايش، ومدى تأثير الإخوان المسلمين في الجامعات، كما يستكشف المشاركون عدة رؤى ومقترحات لمواجهة خطر الانفصالية الإخوانية وحماية قيم التعايش.
خطر الإخوان على قيم التعايش
أصبح الخطر الذي يشكله الإخوان على قيم التعايش السلمي مصدر قلق ملح لصناع السياسات والمفكرين في جميع أنحاء العالم. وفي إطار جولتها البحثية الجديدة في فرنسا، تعقد مؤسسة (تريندز للأبحاث والاستشارات) جلسة الحوار هذه مع معهد العالم العربي في باريس لاستكشاف آفاق التعاون لتعزيز الشراكات الثقافية والأكاديمية.
كما ستناقش المبادرات المستقبلية، وتنظيم فعاليات مشتركة ومشاريع بحثية وبرامج تبادل ثقافي تساهم في تمكين الباحثين الشباب وتعزيز الدبلوماسية الثقافية.
ندوة في البرلمان البريطاني
وفي السياق نفسه، تنظم مؤسسة (تريندز للأبحاث والاستشارات) ندوة يوم 11 كانون الأول (ديسمبر) في البرلمان البريطاني بلندن تحت عنوان: "تعزيز آفاق التعاون الخليجي البريطاني: الفرص والتحديات". وستتناول هذه الندوة عدة مواضيع رئيسية، منها: تعزيز التعاون الخليجي البريطاني؛ ونموذج الإمارات الناجح في السياسة والاقتصاد والثقافة وتعزيز التسامح ومكافحة التطرف؛ واتفاقيات إبراهيم كنموذج للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط؛ واستكشاف سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي الخليجي البريطاني؛ ومكافحة الحركات المتطرفة، مثل: جماعة الإخوان المسلمين، ومناقشة الجهود الرامية إلى إدراجها على قوائم الإرهاب العالمية.
وفي اليوم نفسه، ستعقد منظمة تريندز جلسة نقاشية في مجلس اللوردات في البرلمان البريطاني، تنظمها الشبكة العربية العالمية.
بناء جسور معرفية
من جهته، علّق الدكتور محمد عبد الله العلي الرئيس التنفيذي لمؤسسة (تريندز للأبحاث والاستشارات) على هذا النشاط البحثي؛ مؤكداً أنّ الجولة الجديدة من الحوار والندوة في مجلس الشيوخ الفرنسي والبرلمان البريطاني تأتي ضمن رؤية تريندز العالمية وجهودها لتكون جسراً معرفياً.
وأضاف أنّ تريندز، مع اقترابها من اختتام أنشطتها للعام 2024، تنظر إلى التعاون الدولي والشراكات مع مراكز الفكر كمسار نحو المعرفة وتشكيل المستقبل.
وأعرب الدكتور العلي عن سعادته بالتعاون مع مجلس الشيوخ الفرنسي لتنظيم هذه الندوة النقاشية المهمة، مؤكداً أنّ مكافحة الإيديولوجيات المتطرفة ومعالجة التصورات العالمية الهدامة هي جهد جماعي عالمي، وأنّ الحوار بين مؤسسات البحث والمجتمعات الدولية يهدف إلى تعميق فهم التحديات التي يفرضها الفكر الانفصالي، وتسليط الضوء على أهمية التعايش السلمي كأساس للاستقرار والازدهار، مشيراً إلى أنّ ندوة لندن في البرلمان البريطاني والندوة النقاشية التي ستعقد بالتعاون مع الشبكة العربية العالمية تمثل مرحلة جديدة في مساعي تريندز.
وأكد الدكتور العلي أنّ دور المركز يتجاوز تقديم الدراسات التحليلية والرؤى الثاقبة، إلى بناء جسور التعاون بين الثقافات وصياغة سياسات فعّالة تعزز الاعتدال والحوار. وأضاف: "نعتقد في هذا الصدد أنّ المناقشة العلمية العميقة المبنية على الحقائق، هي أفضل وسيلة لمواجهة التحديات الفكرية".
شراكات من أجل هدف مشترك
من جهته، قال الدكتور حمد الكعبي الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار: "يسعدنا في مركز الاتحاد للأخبار أن نكون شريكاً إعلامياً لمؤسسة تريندز للأبحاث والاستشارات، خلال هذه الجولة الأوروبية المهمة التي تعكس الرؤية العميقة المشتركة بين المؤسستين".
وأوضح الدكتور الكعبي أنّ مواجهة الفكر المتطرف وتعزيز قيم التعايش المشترك من أهم القضايا التي تتطلب تضافر الجهود الدولية، معرباً عن اعتزازه بالمشاركة في الحوار الفكري بمجلس الشيوخ الفرنسي الذي يتناول موضوعاً بالغ الأهمية، مشيراً إلى أنّ تنظيم ندوة باريس وحلقات النقاش في لندن يؤكد أهمية الحوار العلمي والدبلوماسية الثقافية في مواجهة تحديات العصر.
وأضاف الدكتور الكعبي أنّ الشراكة بين مركز الاتحاد للأنباء ومؤسسة تريندز تأتي تجسيداً لهدفهما المشترك في تعزيز الإعلام المعرفي، وتسليط الضوء على المبادرات الفكرية البناءة التي تساهم في استقرار المجتمعات وازدهارها، معرباً عن ثقته بأنّ هذه الجهود ستساهم في إنتاج رؤى مستقبلية قادرة على مواجهة الإيديولوجيات الهدامة وتعزيز قيم الاعتدال والسلام وتعزيز العلاقات والتعاون الدوليين.
ويمكن القول إنّ هذا الجهد الذي يخرج من قلب المنطقة العربية، تسعى من خلاله دولة الإمارات ومؤسساتها البحثية إلى إزاحة ميراث الإخوان الثقيل، وفتح الأبواب أمام تكريس قيم التعايش والتسامح، ومواجهة النزعة الإخوانية الانفصالية، التي كثيراً ما تسيء للمسلمين والعرب، وتمنع اندماجهم في المجتمعات الغربية، ممّا يفتح الأبواب على مصراعيها أمام التطرف والإرهاب.