منعطف خطير في الحرب الروسية الأوكرانية يثير مخاوف العالم... ما هي "القنبلة القذرة"؟

منعطف خطير يثير مخاوف العالم... ما هي "القنبلة القذرة"؟

منعطف خطير في الحرب الروسية الأوكرانية يثير مخاوف العالم... ما هي "القنبلة القذرة"؟


24/10/2022

تصدّرت عبارة "القنبلة القذرة" عناوين الشاشات والصحف العالمية خلال الساعات القليلة الماضية، وهو ما خلق حالة من الخوف والرعب يعيشها العالم بشكل عام، وأوروبا بشكل خاص، بعد أن أشعلت موسكو الرأي العام بشأن امتلاك أوكرانيا لـ "القنبلة القذرة".

وقالت موسكو: إنّ أوكرانيا تستعدّ لتفجير "قنبلة قذرة" على جنود الجيش الروسي الذين يحتلون أجزاء واسعة من البلاد، وأكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الأحد أنّ أوكرانيا تستعد "للاستفزاز" باستخدام جهاز إشعاعي، وهو ادعاء رفضه بشدة المسؤولون الأمريكيون والبريطانيون والأوكرانيون، وسط تصاعد التوترات في الوقت الذي تكافح فيه موسكو لوقف التقدم الأوكراني في الجنوب.

ما هي "القنبلة القذرة"؟

"القنبلة القذرة" صُمّمت لتلويث منطقة واسعة بمواد مشعة، ممّا يجعلها خطرة على المدنيين، وتُعدّ مزيجاً من المتفجرات، مثل الديناميت، مع مسحوق مشع أو كريات، عندما يتم تفجير الديناميت أو المتفجرات الأخرى يحمل الانفجار مواد مشعة إلى منطقة واسعة، غير أنّها لا تنطوي على انفجار نووي، بحسب ما أفادت وكالة "فرانس برس".

وفي حين أنّ انفجار القنبلة النووية يحدث جرّاء انقسام الذرات، وبالتالي انطلاق كميات هائلة من الطاقة التي تنتج سحابة ذرية هائلة تقتل كل حي، وتُعرف بـ"عيش الغراب"، فإنّ القنبلة القذرة يستخدم فيها الديناميت أو المتفجرات الأخرى لنثر الغبار المشع أو الدخان أو أيّ مادة أخرى من أجل إحداث تلوث إشعاعي.

القنبلة القذرة صُممت لتلويث منطقة واسعة بمواد مشعة، وتُعدّ مزيجاً من المتفجرات، مثل الديناميت، مع مسحوق مشع أو كريات

ويكمن خطر "القنبلة القذرة" في الانفجار نفسه، الذي يمكن أن يتسبب في إصابات خطيرة وأضرار واسعة في الممتلكات، خصوصاً لدى الأشخاص الذين يكونون قريبين جداً من موقع الانفجار، إلا أنّ الغبار المشع والدخان المنتشر بعيداً قد يشكل خطورة على الصحة إذا تم استنشاقه.

يُذكر أنّ هذا الإشعاع لا يمكن رؤيته أو شمّه أو الشعور به أو تذوقه، لذلك تنصح المراكز الصحية عامة باتخاذ إجراءات حماية فورية، أهمها تغطية الأنف والفم، وغسل اليدين فوراً إذا تم لمس مواد لوثت بالإشعاع.

ومع ذلك تُعدّ القنبلة "القذرة" من أسلحة الدمار الشامل، وفيها يتم دمج المواد المشعة مع العناصر المتفجرة التقليدية.

موسكو تُحذّر الغرب 

وأجرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مكالمة هاتفية بوزيري دفاع فرنسا وبريطانيا، معرباً لكليهما عن "مخاوفه المتعلقة بالاستفزازات المحتملة من جانب أوكرانيا باستعمال قنبلة قذرة".

وقد وقعت انفجارات في مدينة كريمنشوك الأوكرانية في ساعة مبكرة أمس الأحد، وفقاً لعمدة المدينة، وأعلنت حالة التأهب الجوي في المدنية، ودوّت صافرات الإنذار.

أشعلت موسكو الرأي العام بشأن امتلاك أوكرانيا لـ "القنبلة القذرة" وأنّها تستعدّ لتفجيرها على جنود الجيش الروسي الذين يحتلون أجزاء واسعة من البلاد

جاء ذلك بعد أن نقلت وكالة نوفوستي عن مصادر وصفتها بالموثوقة في دول مختلفة، من ضمنها أوكرانيا، "أنّ هناك مؤشرات على أنّ كييف تُعدّ استفزازاً عبر استخدام القنبلة القذرة، أو الأسلحة النووية منخفضة القوة".

هذا، ووجهت روسيا تحذيراً لأوكرانيا، عبر فرنسا وتركيا، من خطر استخدام كييف لـ"القنبلة القذرة"، وأجرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اتصالاً هاتفياً مع نظيره الفرنسي سيباستيان ليكورنو الأحد، تناول فيه خطر استخدام كييف المحتمل لـ "قنبلة قذرة"، وقالت الخارجية الروسية في بيان لها: إنّ الطرفين بحثا "الوضع في أوكرانيا، الذي يتسم بنزعة ثابتة نحو تصعيد متزايد تستحيل السيطرة عليه".

تُعدّ القنبلة "القذرة" من أسلحة الدمار الشامل، وفيها يتم دمج المواد المشعة مع العناصر المتفجرة التقليدية

وفي وقت لاحق الأحد، أفادت الدفاع الروسية بأنّ شويغو بحث الوضع في أوكرانيا في اتصال هاتفي مع نظيره التركي خلوصي أكار، وقد أبلغه هواجسه بشأن الاستفزازات المحتملة من قبل أوكرانيا باستخدام "قنبلة قذرة".

الدول الداعمة لأوكرانيا تُكذّب 

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان مشترك مع الحكومتين البريطانية والفرنسية  اليوم الإثنين: "لقد أوضحت بلداننا أنّنا جميعاً نرفض المزاعم الكاذبة لروسيا بأنّ أوكرانيا تستعد لاستخدام قنبلة قذرة على أراضيها".

وقال وزراء خارجية أمريكا وفرنسا وبريطانيا، في البيان الصادر مساء الأحد: "نكرر دعمنا الثابت لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها في مواجهة العدوان الروسي المستمر، ونظل ملتزمين بمواصلة دعم جهود أوكرانيا للدفاع عن أراضيها لأطول فترة ممكنة".

وكالة نوفوستي: هناك مؤشرات على إعداد كييف استفزازاً عبر استخدام القنبلة القذرة أو الأسلحة النووية منخفضة القوة

وأكد وزراء خارجية الدول الـ (3) أنّ "العالم قادر على كشف حقيقة أيّ محاولة لاستخدام هذه المزاعم كذريعة للتصعيد، ونحن نرفض أيّ ذريعة تستخدمها روسيا للتصعيد".

وذكر البيان أنّ وزراء الخارجية "ناقشوا أيضاً عزمهم المشترك على مواصلة دعم أوكرانيا والشعب الأوكراني بالمساعدات الأمنية والاقتصادية والإنسانية بوجه الحرب العدوانية الوحشية التي يشنها الرئيس فلاديمير بوتين على أوكرانيا".

أوكرانيا ترفض 

اتهامات رفضها الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي الأحد، وقال عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "إذا كانت روسيا تقول إنّ أوكرانيا في صدد التحضير لأمر ما، فهذا يعني أمراً واحداً... روسيا سبق أن أعدّت كل ذلك، أعتقد أنّ على العالم أن يردّ بأقسى قدر ممكن".

كما وصف وزير خارجيته ديميترو كوليبا تصريحات وزير الدفاع الروسي بالخطيرة، وقال: إنّ روسيا تكذب بشأن التخطيط لاستخدام كييف "قنبلة قذرة"، في إشارة إلى السلاح النووي المنخفض القوة، أو ربما احتمال ضرب سدٍّ مائي في خيرسون قد يغرق المدينة برمتها.

وقد وصف وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا، التصريحات الروسية بشأن استخدام كييف لـ"القنبلة القذرة"، بأنّها "سخيفة بقدر ما هي خطيرة".

يكمن خطر "القنبلة القذرة" في الانفجار نفسه، الذي يمكن أن يتسبب في إصابات خطيرة وأضرار واسعة في الممتلكات

وقال ديميترو كوليبا، في تغريدة له على "تويتر"، إنّ "أوكرانيا عضو ملتزم في معاهدة حظر الانتشار النووي"، مضيفاً: "ليس لدينا أيّ قنابل قذرة، ولا نخطط للحصول على أيٍّ منها".

المفوضية الأوروبية على الخط

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية الخميس الماضي: إنّ الدول الأوروبية يجب أن تأخذ طلبات كييف بتسليم الدبابات على محمل الجد، مؤكدة لصحيفة "بيلد" الألمانية: "إذا قالوا إنّهم (سلطات كييف) بحاجة إلى دبابات، فعلينا أن نأخذ الأمر على محمل الجد، ونزودهم بها".

وأضافت أنّه من الضروري تزويد أوكرانيا "بأيّ أسلحة تحتاجها، وكذلك دعم كييف بأموال بقيمة (5) مليارات يورو، (5) مليارات دولار".    

وفي نيسان (أبريل) أرسلت روسيا مذكرة إلى الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي تدين مساعدتها العسكرية لأوكرانيا، وحذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أنّ أيّ شحنات أسلحة على الأراضي الأوكرانية ستكون "أهدافاً مشروعة" للقوات الروسية.

يُذكر أنّ المخاوف تتصاعد، منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 شباط (فبراير) الماضي، من توسع النزاع وجنوحه نحو منعطفات خطرة لا تحمد عقباها، لا سيّما بعد أن لوّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإمكانية استعمال القنبلة الذرّية في خطاب متلفز في 21 أيلول (سبتمبر).


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية