
اتهم الكاتب والمحلل السياسي د. وجدي كامل جهات داخل السلطة الحالية في السودان باستخدام شخصيات تنفيذية "كواجهة ناعمة" لتغطية نفوذ تنظيم الإخوان المسلمين، مؤكدًا أنّ ما يجري هو "عرض مسرحي سياسي تتحرك فيه الدُّمى، بينما يتحكم في اللعبة اللاعب الحقيقي من خلف الستار، وهي الحركة الإسلامية".
وفي مقالة نشرها عبر صحيفة (التغيير) قال كامل: إنّ من يتم الدفع بهم إلى المناصب الحكومية ليسوا أصحاب قرار حقيقي، بل أدوات تنفيذية أُسندت إليهم الأدوار بناءً على حسابات خفية تتصل ببقاء نفوذ الإخوان في مؤسسات الدولة، حتى بعد إسقاط واجهتهم السياسية.
وأوضح أنّ بعض الشخصيات، في إشارة إلى رئيس الوزراء الحالي وبعض الوزراء، تسعى باستمرار إلى الظهور الإعلامي والبطولة الزائفة، دون أن يكون لها رصيد فعلي من الإنجاز أو الكفاءة، مضيفًا: "يدّعون البطولة ويصطنعون الندم لاحقًا، بينما الحقائق التي تجاهلوها عمدًا كانت واضحة لكل ذي عقل".
وشدد د. وجدي على أنّ بلوغ المنصب العام ليس غاية وطنية، بل مسؤولية أخلاقية يجب أن تنطلق من شعور حقيقي بواجب المساهمة في الإصلاح، لا من منطلقات نرجسية أو صفقات لوبيات مشبوهة، معتبرًا أنّ "الكفاءة ليست سلعة سياسية تُباع وتُشترى، بل هي موقف وطني شريف يتطلب ظرفًا سياسيًا نقيًا وإجماعًا عامًا على الجدوى".
وفي إشارة حادة، قال: إنّ بعض هؤلاء المسؤولين سيبررون لاحقًا فشلهم أو استقالاتهم بالقول إنّهم لم يكونوا مدركين لطبيعة البيئة السياسية، رغم أنّ تلك البيئة معلومة للجميع، متهمًا إيّاهم بـ "خداع الذات والآخرين، تحت لافتات الوطنية الكاذبة وديون الانتماء المزعوم".
واختتم حديثه قائلًا: "نحن لا نواجه أزمة أفراد، بل أزمة تركيبة كاملة، تسيطر فيها المهازل على المجال العام، ويُحاصَر فيها المحترمون وتُستبعَد الكفاءات. إنّها ليست حربًا واحدة، بل هي حروب متعددة الوجوه واللغات. والنتيجة المؤسفة أنّ الشرفاء أصبحوا أقلية صامتة في مشهد عبثي تملؤه الدمى والانتهازية".