مسبار الأمل ينجز أولى عمليات توجيه المسار بنجاح

مسبار الأمل ينجز أولى عمليات توجيه المسار بنجاح


18/08/2020

أعلن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، أمس، عن إنجاز أولى عمليات توجيه مسار «مسبار الأمل» بنجاح والتي تندرج تحت سلسلة مناورات توجيه المسار، وتُشكل محطة رئيسة ومهمة في رحلة المسبار إلى الكوكب الأحمر التي تستمر سبعة أشهر.

وشكلت عملية توجيه المسار هذه التشغيل الأول من نوعه لأجهزة الدفع الستة لمسبار الأمل في هذه العملية المهمة، التي وضعت المسبار الآن في مساره المباشر باتجاه كوكب المريخ.

وأكد مدير المشروع، المهندس عمران شرف، أن الأداء المتميز لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بدعم لامحدود من القيادة، وضع مسبار الأمل على المسار الصحيح نحو تحقيق هدف الوصول إلى الكوكب الأحمر، لمباشرة مهمته العلمية وإثراء المجتمع العلمي العالمي بمعلومات وبيانات علمية جديدة، منوهاً بأن كل تحدٍّ تنجح المهمة في تخطيه إنجاز غير مسبوق لفريق عمل المشروع والداعمين له ولقطاع الفضاء واستراتيجيته الوطنية، وخطوة إضافية نحو تحقيق أهدافه الطموحة.

وقال إن «نجاح عملية توجيه المسار الأولى لمسبار الأمل محطة مهمة بالنسبة لنا، كونها الأولى التي يعمل فيها نظام الدفع للمسبار في الفضاء، ولأنها تحدد المسار النهائي للمسبار نحو كوكب المريخ».

وبعد الإطلاق الناجح لمسبار الأمل من منصة الإطلاق في جزيرة تانغاشيما جنوب اليابان في 20 من يوليو الماضي، خطط الفريق لتنفيذ سبع عمليات توجيه لمسار المسبار في رحلته البالغة 493 مليون كيلومتر نحو المريخ، إلا أن كفاءة الإطلاق وعمليات المسبار الأولية أسهمت في وضع المسبار في مسار أكثر قرباً من المسار النهائي.

وأوضح شرف أن «نتائج إطلاق مسبار الأمل فاقت توقعاتنا، فهو الآن في مساره في الاتجاه المطلوب لبلوغ مدار المريخ، ويتطلب منا أقل مما خططنا له مسبقاً من تعديلات في مساره». والتزاماً بالمعايير الدولية لحماية الكواكب، يتم في البداية إطلاق المهمات الفضائية إلى المريخ وغيره من الكواكب بعيداً عن المسار المؤدي مباشرة نحو الكوكب، وذلك بهدف إعطاء الفرصة لإجراء الاختبارات التي تؤكد سلامة عمليات المركبة الفضائية قبل تعديل مسارها باتجاه وجهتها النهائية، بما يضمن تحييد مخاطر تحطمها على سطح الكوكب المستهدف، ويحميه من أي ملوثات منشؤها كوكب الأرض، ولذلك يتم إجراء عمليات تعديل المسار في مرحلة لاحقة من إطلاق المسبار أثناء رحلته في الفضاء الخارجي.

ومن المتوقع أن يصل مسبار الأمل إلى مدار المريخ في فبراير المقبل بالتزامن مع اليوبيل الذهبي لتأسيس اتحاد دولة الإمارات، ليرسم صورة متكاملة لمناخ الكوكب الأحمر على مدى سنة مريخية.

ويمثل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل) تتويجاً لخطوات نقل المعرفة والابتكار والتطوير التي انطلقت منذ عام 2006 في الدولة، وشهدت عمل الكوادر والمهندسين الإماراتيين مع الشركاء العلميين في مجالات التصميم والهندسة والتصنيع الفضائي، واستكمالاً لتضافر الجهود من أجل خلق فرص اقتصادية نوعية وترسيخ مكانة ريادية لدولة الإمارات في مجالات علوم وأبحاث واستكشاف الفضاء، فضلاً عن ترسيخ الأمل والإيجابية والإيمان بالذات والقدرة على المساهمة الفاعلة في مسيرة المعرفة الإنسانية لدى الشباب العربي.

وتعد مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ جزءاً من جهود متكاملة لخلق فرصة اقتصادية حول الريادة في علوم الفضاء والبحوث واستكشاف الفضاء الخارجي.

دراسة الغلاف الجوي للمريخ

يحمل مسبار الأمل ثلاثة أجهزة لقياس ودراسة الغلاف الجوي لكوكب المريخ، ويزن نحو 1350 كيلوغراماً، بحجم سيارة صغيرة. وصممه وبناه مهندسو مركز محمد بن راشد للفضاء، بالتعاون مع شركاء نقل المعرفة وهم: جامعة كولورادو في بولدر «مختبر فيزياء الفضاء والجو»، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي «مختبرات علوم الفضاء»، وجامعة ولاية أريزونا «كلية استكشاف الأرض والفضاء.

وسيسهم المسبار في فهم أعمق للتغيرات المناخية في الغلاف الجوي للمريخ من خلال جمع بيانات على مدار اليوم ومقارنتها ببعضها، كما سيجري المسبار بعض القياسات التي تساعد على فهم طبيعة الطقس في كل من طبقتيه السفلى والوسطى. كما سيسهم في تكوين أول صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ والتي سيتم توفيرها للمجتمع العلمي العالمي في أكثر من 200 مؤسسة أكاديمية وبحثية.

عن "الإمارات اليوم"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية