متى يكون لقاح كورونا جاهزاً؟

متى يكون لقاح كورونا جاهزاً؟


28/03/2020

تنصب كل عيون العالم نحو اللقاح المرتقب لفيروس كورونا، الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية مؤخراً جائحة، علّه يقي البشر خطر المرض الذي أزهق أرواح الآلاف حول العالم.
وبدأت التجارب السريرية على لقاحات فيروس كورونا المستجد، فيما ستبدأ أخرى تقريباً، لكن يظل من الصعب تحديد موعد طرحه.

اقرأ أيضاً: فيروس كورونا: هل ستستمر العادات التي نكتسبها خلال فترة الحظر؟
فحتى لو سارت التجارب على ما يرام، هناك العديد من العقبات قبل أن يصبح اللقاح متاحا في العالم، وفق ما أوردت "سكاي نيوز".


وبحسب صحيفة "غارديان" البريطانية، فإنّ 35 شركة ومؤسسة أكاديمية في العالم تتنافس على إنتاج لقاح يستطيع درء خطر الفيروس المعروف باسم "كوفيد 19".

أنيليس سميث: العمل على إنتاج لقاح يسير بسرعة كبيرة، لكن سيعترضه الكثير من العقبات ولن يكون جاهزاً قبل 18 شهراً

وقالت الصحيفة إنّ 4 من هذه المؤسسات بدأت في اختبارات اللقاحات التي طورتها، ومنها شركة "موديرنا" الأمريكية التي بدأت التجارب السريرية على البشر.
من جهتها، أعلنت مجموعة "سانوفي" الفرنسية أنّ عقار "بلاكنيل"، الدواء المضاد للملاريا الذي تنتجه، برهن عن نتائج "واعدة" في معالجة مرضى بفيروس كورونا المستجد.
ويرجع الفضل في السرعة الكبيرة لوصول الأدوية لمرحلة الاختبارات البشرية، إلى الجهود الصينية في تعقب تسلسل المادة الوراثية لفيروس كورونا المستجد.

اقرأ أيضاً: "كورونا" سوريا.. هل يكون الوباء فصلاً آخر من المأساة؟
وكانت الصين تقاسمت المعلومات مع آخرين بشأن تسلسل المادة الوراثية في مطلع كانون الثاني (يناير) الماضي، الأمر الذي أتاح للباحثين حول العالم دراسة الفيروس وكيفية غزوه للخلايا البشرية وإصابة الضحايا بالمرض.
ويقول الرئيس التنفيذي لتحالف الابتكارات المعدة لمواجهة الأوبئة، ريتشارد هاتشيت، إنّ سرعة "الشركات في إنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا تعتمد على استثمارهم وفهم كيفية تطوير اللقاحات السابقة ضد فيروسات عائلة كورونا السابقة".

اقرأ أيضاً: التوظيف السياسي الدولي لأزمة كورونا
ويقود هذا التحالف، وهو عبارة عن منظمة غير ربحية مقرها أوسلو، الجهود من أجل تمويل وتنسيق الجهود لتطوير أحد لقاحات فيروس كورونا.
وتسببت الفيروسات التاجية أو ما تعرف بعائلة كورونا في ظهور وباءين، الأول في الصين بين عامي 2002 و2003، وعرف بفيروس سارس الذي يؤدي إلى متلازمة الجهاز التنفسي الحاد، وفيروس كورونا أو متلازمة الشرق الأوسط قبل أعوام.

اقرأ أيضاً: واشنطن تستجدي العالم: أعطونا "كل شيء" لمكافحة كورونا

وفي كلتا الحالتين، بدأت اللقاحات في العمل متأخراً؛ أي بعدما تم احتواء تفشي الفيروس.
وتقول شركة "نوفافاكس" الأمريكية، ومقرها ولاية ميريلاند، إنها ستعيد استخدام اللقاحين المعدين لهذين الفيروسين من أجل مواجهة فيروس كورونا المستجد، قائلة إنّ لديها العديد من المتطوعين الذين يبدون استعدادهم لخوض التجارب السريرية.

اقرأ أيضاً: هل ينقل الحذاء فيروس كورونا؟ هذا ما كشفه متخصصون
ويتشارك فيروس سارس بنحو 80 إلى 90 بالمئة من المادة الوراثية المسببة للفيروس الذي تسبب بمرض "كوفيد-19"، ويعمل تقريباً بالطريقة ذاتها على مهاجمة سطح الخلايا البشرية ثم النفاذ إلى داخلها، خاصة في الجهاز التنفسي، حيث يبدأ الفيروس في إعادة إتناج نفسه بكميات كبيرة، ويخرج من الخلية بعد أن يقتلها.

اقرأ أيضاً: كيف يُحيي فيروس كورونا "عولمة الهلع"؟
وتعمل اللقاحات التي يجري تطويرها الآن طبقاً لنفس المبدأ الأساسي، وهو تقديم جزء أو كل العوامل المؤدية إلى المرض إلى جهاز المناعة البشرية، على شكل حقنة بجرعة منخفضة، وذلك لتحفيز النظام على إنتاج أجسام مضادة للمرض.

تقاسمت الصين المعلومات مع آخرين بشأن تسلسل المادة الوراثية، الأمر الذي أتاح للباحثين دراسة الفيروس وكيفية غزوه للخلايا البشرية

ورغم أنّ التجاربة السريرية تبدو مرحلة متقدمة بالنسبة إلى كثيرين، فإنها ليست سوى البداية، طبقاً لصحيفة "غارديان"، التي تقول إنّ التجارب السريرية التي تمت ليست سوى نقطة أولية من أجل الحصول على الموافقة التنظيمية، التي تتم على 3 مراحل.

وتشمل المرحلة الأولى اختبار اللقاح على بضع عشرات من المتطوعين الأصحاء، لرصد آثار اللقاح الإيجابية والسلبية.
أما المرحلة الثانية، فتشمل تجارب على مئات الأشخاص في مناطق عدة من العالم، خاصة تلك المتضررة من الفيروس، ودراسة النتائج بعناية تامة.
وبعد ذلك، يتم الانتقال للممرحلة الثالثة، وهي اختبار اللقاح على آلاف المتطوعين حول العالم.

اقرأ أيضاً: كورونا وهلع الغذاء
وبالطبع خلال هذه المراحل، يجري استبعاد العديد من اللقاحات بعدما يتأكد مثلاً أنّها غير فعالة أو لها أعراض جانبية مؤذية، كما يقول بروس غلين، الذي يدير برنامج التحصين البشري بمؤسسة "سابين" للقاحات في واشنطن.
ويقول أستاذ الأمراض المعدية في كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة أنيليس سميث، إنّ العمل على إنتاج لقاح يسير بسرعة كبيرة، لكن سيعترضه الكثير من العقبات.
وأضاف: "مثل معظم اختصاصيي اللقاحات، لا اعتقد أنه سيكون جاهزاً قبل 18 شهراً".

وكان الأستاذ الجامعي يعلق على محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقرار اللقاح قبل تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

وليس هذا فحسب، فبمجرد إقرار الدواء من قبل السلطات الصحية، سيكون هناك تحد أمام شركات الأدوية هو إنتاج كميات كبيرة منه تكفي الطلب العالمي عليه.
وبحسب "غارديان"، فإنّ الكثير من هذه الشركات ليست لديها القدرة الإنتاجية اللازمة لمواكبة هذا الطلب.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية